كتب قاسم زيتون
انتهى يوم امس مؤتمر الاصلاح الاداري الذي نظم برعاية وزارة التنمية الادارية وخرج بمجموعة من التوصيات او المهام المطلوبة في المرحلة القادمة لنكون بالمحصلة امام ادارة فعالة ورشيقة كما ورد .
كلمة فعالة هي كلمة عامة يقصد منها ان تكون الادارات اكثر فعالية في تحقيق المطلوب منها في الوقت المناسب وحسب الامكانيات المتوفرة اما ان تكون الادارة رشيقة فهو تعبير غريب الوصف بالنسبة للادارة ولكن يفهم منه ان تؤدي الادارات مهامها بأقل عدد من العاملين وعدد اقل من المديريات بدلاً من ان تكون كتلة ضخمة لا مبرر لها بالطبع هذا تفسيري انا لكلمة رشيقة مع انني ارى هذا الوصف ليس من صفات وميزات الادارة .
بالعودة الى مخرجات المؤتمر وتوصياته نرى اننا ما زلنا ندور في نفس الحلقة المفرغة وهو عملية تجميل الواقع السيئ وتحسينه وتهذيبه لأننا باختصار لم نتعود حتى الآن أن نبدأ بمنهاج جديد بل تركزت ثقافتنا ان نضع كل ما هو قديم وبكل عيوبه وميزاته امامنا ثم نحاول التخلص من هذه العيوب ظناً منا اننا نستخلص من القديم شيئاً مميزاً اذا عالجنا العيوب المكتشفة متناسين او غير مدركين ان الاصلاح لا يأتي بترميم الموجود وانما يبنى على اساس فكري جديد وبالتالي الاصلاح يكون بالفكر اولاً وهذا الفكر هو من ينتج الاصلاح لا أن يكون بقرار ولا بقانون ولا باجتهادات واصلاح الفكر في سورية يتم عبر اصلاح منظومة التعليم بكل مراحلها من الابتدائية الى نهاية المرحلة الجامعية
وبالتالي الاصلاح يبدأ بالبشر والعنصر البشري كفيل بانتاج كل شيئ لنقف عن دعم كل شيئ في سورية وندعم التعليم بكافة مراحله لأننا احوج الى ذلك من دعمنا لرغيف الخبز اما ما دامت مدارسنا وجامعاتنا بهذه الصورة المتردية التي لا تخرج الكفاءات والاختصاصات المطلوبة فكل ما نفعله هو عبث اضافة الى ناحية مهمة لا بد من رؤيتها وهي ان الادارة فن وموهبة مثلها مثل الفنون وكرة القدم والشعر و تصقل هذه المواهب عند اكتشافها فالاداري لا يصنع صنعاً
وهنا نعود لاهمية المدارس والجامعات في اكتشاف المواهب الادارية لتستكمل المؤسسات صقلها وتدريبها وانا ارى ان مهمة وزارة التربية و وزارة التعليم العالي و وزارة الثقافة اهم بكثير من دور وزارة التنمية الادارية وما دامت هذه الوزارة مستمرة في هذا الاداء وهذا الطريق الذي لا يوصلنا الى غايتنا فإن بداية الاصلاح الاداري يبدأ من الغاء وزارة التنمية الادارية .