كتب منير خليفة
تحدثنا مرارا وتكرارا عن الاوضاع الصعبة التي يعاني منها المواطن الشريف حاليا ولكن لم نتحدث عن التداعيات المستقبلية لهذه الازمة.
طبعا لن اتحدث هنا عن هجرة الشباب واليد العاملة والعقول والاطباء والمهندسين وغيرهم، ولن اتحدث عن الحالة النفسية الصعبة والتي تحتاج الى سنين من العلاج لتعود كما كانت عليه سابقا، ولن اتحدث عن المشاكل الحياتية الصعبة لتأمين الخبز والغاز والمازوت والبنزين وغيرها ولكني سوف اتحدث الان عن تداعيات انخفاض الراوتب والاجور علينا وعلى أطفالنا وعلى البلد ككل وعلى كل نواحي الحياة.
نحن نعلم ان الدخل انخفض بشكل كبير لدى شريحة كبيرة من المواطنين وقد تأثر بهذا الانخفاض اصحاب الدخل المحدود وهم الموظفين في الدولة من عمال في منشأت الدولة من معامل ومشافي وغيرها وايضاً المدرسين في مدارس الدولة وصحفيين وغيرهم كثر، ورواتب هؤلاء بحده الاقصى لايتجاوز الان ٢٥ دولار شهرياً ، والسؤال هنا كيف سيكون جودة اداء عمل هؤلاء على الاعمال التي يقومون بها من خلال هذا الوضع الصعب الذي يعيشونه.
لنكون واقعيين هل المدرس الذي يدرس اطفالنا في المدارس الحكومية يعطي الان كما كان سابقا وكيف ستكون نتيجة هذا العطاء على اطفالنا في المستقبل ونحن نعلم ان هؤلاء الاطفال هم بناء المستقبل، هذا الامر ينطبق على الاطباء والممرضين في المشافي والعمال في المعامل وعمال النظافة وكل موظف يشعر انه ومن حقه ان يكون راتبه يكفيه للعيش الكريم.
طبعا ان لا اعمم وهناك من يقوم بعمله على اكمل وجه ولكن مع ذلك ان احتياجاته المادية للاساسيات سوف تفقده القدرة على التركيز لاداء عمل جيد ومتقن.
اذا ان مشكلة انخفاض الرواتب والاجور ليست فقط مشكلة آنية وانما مشكلة اعمق من ذلك بكثير وهي مشكلة مستقبلة سوف تكون تداعياتها السلبية على كافة قطاعات الحياة.
ان اهم شيء في العمل هو جودة الاداء لانه وبعد انتهاء العمل سيكون هناك منتج واما ان يكون جيدا يستفاد منه بالشكل الامثل واما ان يكون منتج لايقدم ولايؤخر والخاسر الاخير هو ليس من انتج ولكن هو المستفيد من هذا المنتج وبالطبع هو المواطن السوري صغيراً كان ام كبيراً.