كتب: رشاد انور كامل
هل تشتري محافظة دمشق مكتبة نوبل ومكتبة الزهراء و تبقي عليها كجزء من ذاكرة دمشق ..
وهل هناك خطة في باقي المحافظات السورية على الحفاظ على بعض المعالم التجارية والثقافية وضمان استمراريتها لا للربح وانما للحفاظ على روح المدنية....
واين تقف مثل هذه الخطط
فهناك مطاعم وفوالين و وباعة العاب اطفال و مكتبات وغيرها وغيرها من الاماكن التي اصبحت جزء من هوية المدينة...
هل تصمد مثلاً دمشق الذاكرة بدون ابو العبد؟ بدون بائع الصحف مقابل البرلمان، بدون معرض مكتبة الاسد ...
يوم فقدت دمشق مكان معرض دمشق الدولي فقدت الكثير، ولم تستطع كل محاولات المحافظة اقناع اهل دمشق والسوريين بمكان المعرض الجديد، لا لان المعرض الجديد فشل بل لان معرض دمشق الدولي ارتبط بمكان ورائحة وذاكرة لا بحدث المعرض نفسه، فهو فيروز والرحابنة والاضواءء وسيران اهل سورية الى عاصمتهم، والبحرات والاضواء... حالة احتفالية لا معرض تجاري فعلياً .
استطيع كدمشقي ان اشير الى بعض الاماكن التي اذا ما تذكرت دمشق تذكرتها، ولا اتخيل دمشق بدونها، واظن الاصداقاء من باقي المحافظات لديهم ايضاً مكامن محفوظة عن مدنهم في الذاكرة والروح..
مكتبة نوبل اليوم من اخر المعاقل التي تذبل في دمشق، مثل ماذبلت قبلها مكتبة الزهراء وربما قبلها مكتبات اخرى، مهن كاملة واسواق ربما تتغير وتغلق ، وهذا طبيعي حول العالم، فالمستقبل يفرض اشكال واسواق ، ولكن الذاكرة امر آخر ، الذاكرة هي جزء من هوية مجتمع كامل واحيانا تكون تلك الاماكن اخر المعاقل التي تربطنا بمدينة ما...
فمدينة بدون ذكريات ولا اشخاص تحبهم تصبح غربة، وهذا اخر ما نريده الان مع وجود ملايين من السوريين خارج بلادهم لاكثر من تسع سنوات، جزء كبير من ذاكرتهم والذاكرة التي اقحموها لاولادهم مرتبطة بالعائلة والمكان، والزمان ان يستهدف فهو يستهدف العائلة والمكان...
لا سلطة لدينا على الزمان، ولكن لدينا القدرة كبلد ان نضع خطة للحفاظ على الذاكرة.
تصوروا سوق الحمدية بدون بكداش
ممكن ... لكن حزين
اخر ما ينقص السوري الان ... مزيد من الحزن
اشتروا لنا الفرح
انقذوا ... الان مكتبة نوبل
و حافظوا لنا على ذاكرتنا باعلان اماكن ومهن ومطاعم وغيرها ... جزء من ارثنا الاجتماعي والثقافي ...
نساعدكم في الحفاظ عليها
فكل من يحب مدينته جاهز لدعمكم
اي نعم
(رشاد انور كامل من صفحته الشخصية)