سيريانديز- مجد عبيسي
في سابقة في عالم الطب، وفي لغة غريبة عن ثقافة مجتمعنا السوري، وجه الدكتور أحمد الأحمد رئيس مركز المهاجرين الصحي بحمص تحذيرا شديد اللهجة لكل من هو فوق سن 18 عاما.. يقول: بعد مرور اسبوع على بدء اعطاء لقاح الكورونا الصيني، سينوفارما وسينوفاكت في مركزنا مركز المهاجرين الصحي.
احذر المواطنين الذين اعمارهم فوق 18 عام ذكور واناث.
ان كل مراجع للمركز ابتداء من يوم الاحد القادم 14 تشرين ثاني ولم يتلق اللقاح، سوف احرمه من ابتسامتي المميزة التي طالما استقبلته بها.
لقد اعذر من انذر
بادروا لاخذ اللقاح، وتمتعوا بالابتسامة المميزة.
نعم، تحذير الطبيب احمد كان تحذيرا (حمصيا) محببا من خسارة ابتسامته النادرة.. عندما تعمل بشغف وتعطي مهنتك من روحك، تسخر لها جميع ملكاتك.
الروح اللطيفة لهذا الطبيب، أسلوب جديد ومبتكر دعا به لتلقي اللقاح، بلغة رشيقة محببة، ابرزت هذا الطبيب مهاىاته الادبية وحس الفكاهة، بعيدا عن قوالب اللغة الطبية والمصطلحات المكررة التي اثقلت اسماعنا لسنتين حزينتين.
هذا وقد لفتت منشورات د.احمد رئيس تحرير سيريانديز ايمن قحف الذي اقترح منح الدكتور احمد الاحمد جائرة افضل ترويج للقاح، وكان قد رشح الجائزة على هذا المنشور: (سمع ان هنالك جمعية جديدة توزع معونات غذائية وتحتاج الى اوراق ثبوتية.
بيان عائلي، ووثيقة مواطن فقير، شهادة احتياج او احتياجات خاصة، عشر شهود انه بلا عمل وانه لايتقاضى اي تعويضات من اي جهة كانت.
بقي عشرة ايام وهو يجمع الوثائق، غير الانتظار والواسطات وتزوير البيانات والرشاوي، واخيرا حصل على سلة غذائية بقيمة 50 الف ليرة سورية لمرة واحدة.. شعر بالسعادة والفخر لتحقيق ما عجز عنه العاجزون.
لكن...عندما سمع عن لقاح مجاني آمن يعطى بكل رقي يحميه ويحمى اسرته والمجتمع، ويوفر عليه وعلى اسرته وسطيا نصف مليون ليرة.. اصبح يدقق ما نوع اللقاح، وهل يؤثر على مواقفه الفكرية من قضية جبهة البوليساريو ومن الجهة التي صنعت اللقاح، واحس انه مستهدف كقرار فاعل على الكرة الارضية.
هيا الى اللقاح هيا الى اللقاح.
بلا واسطة ولا رشوة ولا انتظار في كل مراكز الصحة ومركزنا احدهم.. وانا اضمن لك ان اللقاح لن يؤثر على محبتك لكل المطربين الشعبين ولن يؤثر على ادائك بلعبة الطرنيب او التركس، وستبقى تحب العتابا ولن يؤثر على المسبات والشتائم التي تحفظها.. ولن يؤثر على موقفك من مديرك او وزيرك او الكهرباء او اتحاد كرة القدم.
هيا الى اللقاح حتى توفروا مصاريف واموال واحزان، مع كل الحب والعافية).
كم نحتاج لمن يحبون عملهم، لنتنفس قليلا في زمن الاختناقات.