فوجئ المتقدمون إلى مفاضلة التعليم المفتوح بارتفاع كبير في معدلات القبول في البرامج بشكل باتت فيه توازي معدلات المفاضلة العامة وتجتازها في بعض التخصصات التي غدت حلماً لطلبة الجامعة كفرصة للقبول هذا العام وحجز مقعد جامعي.
ويأتي ذلك رغم أن المتقدمين إلى المفتوح ليسوا من الناجحين في الثانوية لهذا العام، تنفيذاً لقرار مجلس التعليم العالي الذي اشترط مضي عامين وأكثر على الشهادة الثانوية كشرط للتقدم إلى المفاضلة.
نتائج المفتوح في جامعة دمشق أفضت لارتفاع واضح في المعدلات وخاصة شريحة الشهادة من 2019 وما بعده، واستحوذ برنامج الترجمة في كلية الآداب والعلوم الإنسانية على أعلى معدل للقبول بالنسبة للفرع العلمي بواقع 216.3 وبالنسبة للفرع الأدبي حدد المعدل بـ170.8، يليه برنامج إدارة المشروعات الصغيرة والمتوسطة في كلية الاقتصاد بواقع 210.6 للفرع العلمي، و186.6 للفرع الأدبي.
وجاء بعده برنامج الدراسات القانونية في كلية الحقوق بـ208 درجات بالنسبة للفرع العلمي، و179.4 للفرع الأدبي، ثم برنامج المحاسبة في كلية الاقتصاد بواقع 204.3 للفرع العلمي, يليه برنامج كلية الإعلام الذي طلب فيه 195.2 كمعدل للقبول بالنسبة لحملة الشهادة الثانوية (الفرع العلمي)، و176.1 للقبول بالنسبة للفرع الأدبي.
كما حدد الحد الأدنى للقبول في برنامج الدراسات الدولية والدبلوماسية بـ194 درجة بالنسبة للفرع العلمي، و169.8 للفرع الأدبي، وأخيراً برنامج رياض الأطفال في كلية التربية بواقع 193.7 درجة بالنسب للفرع العلمي، و176.2 للفرع الأدبي وللشريحة المذكورة ذاتها.
هذا وأكد مصدر رسمي أن أسباب ارتفاع معدلات القبول في مفاضلات القبول بمختلف الجامعات التي تعتمد «نظام التعليم المفتوح» تعود إلى الطاقة الاستيعابية المحددة من الوزارة لكل جامعة من الجامعات حسب كل برنامج من البرامج، ناهيك عن تركيز الوزارة على نوعية الطلبة المقبولين على حساب الكم وهو ما ينعكس على جودة المدخلات إلى التعليم المفتوح وتخريج طلبة بسوية عالية.
وخلال مقارنة لأعداد المقبولين هذا العام لوحظ انخفاض عدد المقاعد بالنسبة للتعليم المفتوح بدمشق بمقدار 2000 مقعد عن العام الماضي الذي قبل فيه قرابة الـ4500 طالب وطالبة من أصل 17 ألف طالب وطالبة، مقارنة مع تحديد عدد المقاعد هذا العام بـ2500 مقعد وذلك من أصل أكثر من 10 آلاف طالب وطالبة تقدموا إلى المفاضلة بمختلف الشرائح المحددة ضمن الحدود الدنيا للقبول، علماً أن الوزارة حددت أعداد الطلاب المقرر قبولهم بـ400 مقعد في برنامج الدراسات القانونية بكلية الحقوق، و400 طالب في برنامج الدراسات الدولية والدبلوماسية في كلية العلوم السياسية و400 في برنامج الترجمة في اللغة الإنكليزية بكلية الآداب، و300 طالب في برنامج الإعلام، و300 في برنامج المحاسبة و300 في برنامج إدارة المشروعات المتوسطة والصغيرة في كلية الاقتصاد، و400 طالب في برنامج رياض الأطفال بكلية التربية.
وأكد عميد كلية الاقتصاد بجامعة دمشق عمار ناصر آغا أن عدد المقاعد العام الماضي بالنسبة لبرنامجي إدارة المشروعات والمحاسبة حدد بـ500 مقعد لكل منهما، وانخفض هذا العام لـ300 مقعد للبرنامجين، وذلك ضمن التوجه بالتركيز على النوعية، مضيفاً: هناك بعض الطلبة يفضلون المفتوح على النظامي ولاسيما أنه يتطلب فقط الدوام ليومين فقط ما ينعكس على الطلبة ممن يعملون إضافة لدراستهم، وأيضاً يعامل الطالب في المفتوح معاملة النظامي نفسها.
وفيما يخص برنامج الإعلام، أكد الأستاذ الأكاديمي ونائب عميد كلية الإعلام في جامعة دمشق محمد العمر أن عدد المقاعد انخفض من 500 مقعد العام الماضي إلى 300 مقعد هذا العام علماً أن عدد المقاعد كان سابقاً يقترب من ألف مقعد. وأكد أن الهدف من ارتفاع المعدلات هو التركيز على الجودة في التعليم المفتوح ليكون الطلبة المقبولون على مستوى جيد وخاصة أن خريجي المفتوح يعاملون معاملة خريجي التعليم النظامي، معتبراً أن هناك تركيزاً على مستوى الخريجين من خلال الثانوية العامة.