كتب: مجد عبيسي
ذكرني ما حصل امس في الشارع السوري إثر فوضى قرار الاستبعاد وليس "الاستعباد" من الدعم التمويني "كما أسماه بعض الحانقين لسبب أجهله".. ذكرني بقصة كنت قد قرأت عنها كبيرا والتي تحكي عن مجموعة فئران في كيس.. يهزهم الرجل كل ربع ساعة..
القصة تحكي أن العبرة من فعله، لكي تبقى الفئران في حالة خوف وقلق ولا تطمئن لتفكير منطقي يخرجها من الازمة بقضم الكيس او البحث عن فتحة.. الخ
بل تعض بعضها لظنها أن العموم من يقومون بهذه الفوضى!
ولكن ليست هذه العبرة التي ذكرتني بالقصة بتاتا بتاتا "كي لا أُفهمّ غلطا".. بل العبرة منها هي سرعة اطلاقنا الأحكام على الآخرين، فمن روى القصة كان يظن ان الرجل الذي يهز الكيس (مجنونا) !!
وفي الحقيقة تبين له ان هذا الفعل الأحمق الغريب هو نتيجة مصلحة عليا لم يعلمها الشاب المراقب، ولم تعلمها الفئران التي ستصبح فئران تجارب تحترم نفسها، أفضل من حياتها كفئران مشردة في حقول القمح.. تحيق بها اخطار الافاعي والبوم.
واظن أن الشاب لو استمر في المراقبة 11 عاماً، لما فطن للعبرة العميقة، ولزادت قناعته أن فعل الرجل ينم عن كهرباء شديدة الانقطاع في دماغه!
تبا للتسرع في الحكم على الآخرين، فعقد من الزمن غير كاف لاتهام أحد ما بالجنون.. او التخبط وعدم الدراية بنتائج القرارات.. فلا بد من حكمة دفينة هنا او هناك !.
ولكن مالنا وهذا المثال الآن؟!.. فلا أنا شاب مراقب، ولا الناس فئران، ولا الحكومة بالرجل المجنون.. ودمتم