تشكل الطاقة البديلة باستخدام الألواح الشمسية حلاً بديلاً عن الطاقة الكهربائية اعتمد عليه الفلاحون في الآونة الأخيرة في ريف حلب لري حقولهم الزراعية لكونها تحقق وفراً كبيراً ومصدراً للطاقة يخفف العبء عن المزارعين من استهلاك الكهرباء والمحروقات.
وفي جولة على عدد من الحقول الزراعية في بلدة تل بلاط شمال شرق حلب واطلعت على تجربة الفلاحين باستخدام الطاقة البديلة والتي تحقق وفراً ملحوظاً بالإنتاج الزراعي حيث بين المزارع موسى المصطفى أنه قام بتركيب ألواح الطاقة الشمسية لري محاصيل القمح والكوسا والخيار التي زرعها على مساحة 70 دونماً حيث شكلت حلاً إسعافياً في ظل غياب شبكة الكهرباء التي تضررت وخرجت عن الخدمة من جراء الإرهاب منوهاً بأنه استثمر هذه التجربة لسقاية مزروعاته بأساليب الري الحديث بالرذاذ والتنقيط.
بدورهما أوضح كل من المزارع نوري جعفر الذي يملك مساحة 70 دونماً والمزارع محمد النعسان الذي يملك مساحة 30 دونماً أنهما عادا للعمل في الأرض بعد تحريرها من الإرهاب وعملا على تركيب الطاقة الشمسية لري المزروعات نظراً لعدم توافر مادة المازوت داعين الفلاحين إلى استخدام الطاقة الشمسية في الزراعة لما لها من دور في تحقيق الوفرة ومنع التلوث.
رئيس دائرة الإرشاد الزراعي في مديرية زراعة حلب الدكتور علاء يوسف أشار إلى دور الإرشاد الزراعي في تشجيع الفلاحين على اعتماد الطاقة البديلة باستخدام الألواح الشمسية لري حقولهم من خلال تنظيم الندوات الزراعية والأيام الحقلية لتحقيق الوفر في مادة المازوت الزراعي وحل بديل عن الطاقة الكهربائية وتحقيق الوفر في تكلفة الري واستخدامها لسقاية المواشي وتجفيف محاصيل الحبوب منوهاً بأن هذه التجربة لاقت نجاحاً في تطبيقها بالريف حيث أقبل نحو 30 مزارعاً في البلدة على تركيب الطاقة البديلة.
مدير زراعة حلب المهندس رضوان حرصوني لفت إلى إقبال الفلاحين المتزايد في قرى الريف على اعتماد وتركيب الطاقة البديلة لسقاية محاصيلهم الزراعية والتي تشكل حلاً لمشكلة الكهرباء لتأمين مستلزمات الإنتاج الزراعي لكونها طاقة متجددة حيث تم العمل من خلال الوحدات الإرشادية الزراعية بالريف على حث الفلاحين على اعتماد هذا الأسلوب في الري.
ويقدم المصرف الزراعي التعاوني في حلب حسب مديره محمد حبو الخدمات الزراعية من خلال منح القروض الزراعية الطويلة والمتوسطة وقصيرة الأمد أبرزها قرض الطاقة البديلة طويل الأمد وفق شروط حددها المصرف ومنها توافر رخصة حفر البئر صادرة عن مديرية الموارد المائية ومدتها عشر سنوات وضمانة عينية وهي وثيقة بيان القيد العقاري.
وأوضح حبو أن المصرف منح 20 قرضاً زراعياً إضافة إلى وجود 13 قرضاً قيد الدراسة والاستثمار حيث يبلغ سقف القرض الممنوح للفلاحين 50 مليون ليرة سورية يتم استيفاؤه على مدى 10 سنوات وبنسبة فائدة تبلغ 12 بالمئة لتشجيع العملية الزراعية.