أكد الرئيس بشار الأسد أن العقوبات على سورية ليست السبب الوحيد في الأزمة. وانهيار الليرة والوضع المعيشي الصعب وغيره من التحديات الأخرى، وقال: “أنا دائماً أركز على هذه النقطة بشكل علني، أقول الحصار هو جزء من المشكلة، لأن الحصار يرفع التكاليف ويبطّئ العملية الاقتصادية، صحيح، ولكن هناك أسباب عالمية أخرى، هناك أسباب لها علاقة بأزمة كورونا على سبيل المثال، الغرب الآن يريد أن يضع كلّ المشاكل كنتيجة لحرب أوكرانيا، وتحديداً كنتيجة للسياسة الروسية، الحقيقة ليست كذلك، جزء من المشاكل الداخلية لها علاقة بالخطط الاقتصادية الداخلية أيضاً، ليس فقط بالوضع الخارجي:” وأضاف:” إذاً يجب أن نميّز بين أسباب لها علاقة بالحرب، بين أسباب لها علاقة بالحصار، بين أسباب لها علاقة بالخطط الحكومية، وبين أسباب لها علاقة بالوضع الاقتصادي العام الذي قد تكون الشركات مسؤولة عنه، ربما عادات المواطنين بمجتمعات مختلفة تساهم أحياناً سلباً وإيجاباً في الوضع الاقتصادي”.
الرئيس الأسد أشار خلال مقابلة مع قناة مع قناة «RT Arabic»، إلى أن أغلب الدول في حالة الحرب تؤجل كثيراً من الأساسيات ومكافحة الفساد واحدة منها، لكن في سورية كانت وجهة النظر مختلفة تماماً، “لأننا في حالة الحرب نحن بحاجة لمكافحة الفساد بشكل أكبر، لسبب بسيط، لأنّ الحرب تضعف مؤسسات الدولة، وعندما تضعف مؤسسات الدولة ينتشر الفساد، وهذا شيء طبيعي، وهذه واحدة من بدائه الحرب، وليست خاصة بسورية، فأنت بحاجة أكثر لمكافحة الفساد.
وأضاف الرئيس الأسد:” نحن ركّزنا أكثر على مكافحة الفساد ونسير فيه، ولكن طبعاً هناك عقبات، الحرب نفسها عقبة، ضعف مؤسسات الدولة بسبب الحرب عقبة أخرى، النظام الإداري الذي يحتاج للكثير من التطوير هو أهم عامل في مكافحة الفساد، فنحن نقوم بهذه العملية كمنهجية.. نقوم بها كتوجه سياسي، اقتصادي، إداري، لا يهم أين نضعه.. في أي قطاع، ولكن لا يعني بأننا نستطيع أن نحقق طموحاتنا في مكافحة الفساد بسبب الظروف التي نعيشها”.
الرئيس الأسد أشار إلى شعار الأمل بالعمل الذي طرحه خلال الانتخابات الرئاسية الأخيرة وقال:” أنا طرحت الأمل، لأن هناك إحباط، لأنني أرى الإحباط فطرحت الأمل، ولو لم يكن هناك حالات إحباط لما طرحنا هذا الموضوع، ثانياً: بالنسبة لهذا الشعار هو ليس شعاراً، هو عنوان لحلّ، وليس حلاً، فلا نستطيع أن نأتي بالأمل من خلال الانتظار، إذا كنا نبحث عن أمل وهذا شيء طبيعي لأي إنسان أن يبحث عن أمل عندما يكون هناك معاناة، هو أن يكون هناك إنتاج، هل لدينا أدوات للإنتاج؟ طبعاً لدينا أدوات، ولو لم يكن لدينا أدوات لما استمرت الدولة، الطبابة في سورية ما زالت مجانية بالرغم من تراجع الخدمات، التعليم مازال مجانياً بالرغم من تراجع مستوى التعليم بسبب الظروف، الدعم مازال موجوداً بالرغم من تراجع نسبة هذا الدعم، كل هذه الخدمات الأساسية مازالت موجودة، لم تغيّر بسياساتنا، هل هناك منشآت جديدة تنمو أو تُنشَأ أو تُؤسَس خلال الحرب؟ طبعاً هناك، هناك أشخاص يحبون وطنهم، ويغامرون في ظل هذه الظروف التي لا تناسب الاستثمار”.
الرئيس الأسد شدد بأنه علينا أن نحدد ما هو السبب الأساسي أو ما هو التحدي الأساسي اليوم للإنتاج؟ فإذا اتفقنا على أن الانتاج هو الحلّ لكلّ المشاكل المعاشية والخدمية فعلينا أن نرى ما هو العائق الأساسي؟ مؤكداً بأن العائق الأساسي هو الكهرباء، لذلك خلال العام الماضي، وخلال هذا العام كان التركيز الأساسي على كيفية حلّ مشكلة الكهرباء في ظلّ الحصار، وأضاف:” تمكنا من الوصول إلى الحلول، لنقل بأن العام 2022 سيشهد تحسناً في مجال الكهرباء، وهذا سينعكس على الإنتاج، فالمشكلة واضحة والحل واضح، فنحن نسير بهذا الإطار، ولكن علينا ألا نرفع السقف كثيراً، ونعتقد بأنّ المشاكل ستحل. لا، سيكون هناك تحسن، وهذا التحسن تدريجي”.
ولفت الرئيس الأسد بأنه من المهم معرفة بأنّ “هناك ظروف تأتي ضدنا، هناك محاولات لضرب كلّ خطوة نقوم بها للأمام في المجال التنموي، ولكن علينا أن نتعامل مع كل حالة بحالتها ونوجد الحلول المستمرة، هذا جزء من الحرب، ولكن عندما أقول بأنّ الأمل موجود فهذا يعني بأنّه لدينا الأدوات، ولدينا القدرة على مواجهة كلّ هذه المحاولات التي تأتي من الخارج من أجل ضرب النمو في سورية”.