لم تمنع الإصابة بالعجز أو الإعاقة الجسدية ثلاثة شبان من تحويل حياتهم إلى قصص نجاح ساروا إليها بخطوات مفعمة بالأمل والارادة ليصبحوا أشخاصاً مؤثرين يحتذى بهم ويحكى عن نجاحاتهم في أكثر من مجال.

ثلاثة شبان من ذوي الإعاقة الحركية جمعتهم مقاعد الدراسة في المراحل الابتدائية والإعدادية والثانوية بمعهد الأمل للأشخاص ذوي الإعاقة بدمشق وتخرجوا فيه سوية ليرسم كل واحد منهم طريق مستقبل تكللت خطواته بالإنجازات والبطولات كل حسب تخصصه.

وفي حديث لمراسل سانا بين ورد شاهين 22 عاماً أن إعاقته منذ الولادة منعته من المشي على قدميه لكن سار إلى طموحه عبر الأمل الذي استمده من تشجيع مدرسي المعهد حيث تلقى إلى جانب تعليمه معلومات مكنته من برامج المعلوماتية التي أحبها واختارها للدراسة بعد نجاحه في الثانوية العامة الفرع العلمي.

ورد الآن طالب في السنة الثالثة بكلية الهندسة المعلوماتية يتابع حديثه بفخر وحماس: “اتبعت دورات في تخصص شبكات المعلوماتية مكنتني من إقامة مشروعي الخاص قبل التخرج وهو عبارة عن تطبيق (موبايل ومتجر إلكتروني) لبيع وشراء المنتجات”.

ويحضر ورد حالياً مع مجموعة من زملائه بالجامعة لإنجاز تطبيق الكتروني يقدم خدمات في مجال تسهيل الحصول على المعلومات الطبية وتنسيق المواعيد بين الأطباء والمرضى مؤكداً أن إعاقته لم تكن سوى دافع أكبر للتفوق.

وكما ورد لم تهزم الإعاقة عبد الحكيم البكر 28 عاماً وهو لاعب منتخب سورية للرياضات الخاصة الذي أوضح أن موهبته بالرياضة بدأت من معهد الأمل أيضاً بعد تشجيع من قبل مدرب الرياضة مشيراً إلى أنه يمارس ألعاب القوى ضمن اختصاص رمي الكرة الحديدية ورمي القرص وتمكن من الحصول على عدة إنجازات أهمها برونزية الدورة الآسيوية للشباب في ماليزيا عام 2013 وذهبية كأس العالم في عام 2021 في رمي الكرة الحديدية بالإمارات وغيرهما.

ولفت البكر إلى أنه يدرس في جامعة دمشق اختصاص الأدب الإنكليزي ويستعد حالياً لخوض الدورة الآسيوية التي ستقام في العام القادم بالصين وكله أمل بتحقيق نتائج متميزة ليرفع علم بلاده في البطولات العالمية.

وفي مجال آخر نجح محمد قصار بني المرجة 25 عاماً فبعد حصوله على شهادة الثانوية العامة اختار مجال التصميم والتصوير وعمل في عدد من المنصات الإعلامية مشيراً إلى أنه أيضاً أحرز عدداً من البطولات في مجال رياضة كرة السلة للكراسي المتحركة ورفع الأثقال حيث تمكن من الحصول على المركز الأول لبطولة الجمهورية التي أقيمت عام 2018 إضافة إلى المشاركة ببطولات الجمهورية بكرة السلة للكراسي المتحركة.

ويرى محمد أن نجاحه ورفاقه وغيرهم الكثيرون من ذوي الإعاقة يمكن أن يغير الصورة النمطية عنهم بالمجتمع فهم أشخاص منتجون رغم الصعوبات التي يمكن أن تواجههم لكن الإرادة أقوى من المستحيل.

وفي تصريح لـ سانا بين مدير معهد الأمل لرعاية الأشخاص ذوي الإعاقة الحركية التابع لوزارة الشؤون الاجتماعية والعمل يونس عباس أنه يدرس بالمعهد حالياً 153 طالباً وطالبة من عمر 6 إلى 18 عاماً وفق منهاج وزارة التربية لكل مرحلة وذلك ضمن غرف صفية مجهزة بوسائل تعليمية وقاعات حاسوب ومسرح للفعاليات والنشاطات وصالة رياضية.

ويقدم المعهد وفق عباس العلاج الفيزيائي والدعم النفسي للطلاب حسب الحاجة من قبل كادر طبي مختص من وزارة الصحة.