بلغت نسبة نجاح الطلاب في امتحانات الشهادة الثانوية العامة بفرعها الأدبي في معهد الأشخاص ذوي الإعاقة السمعية بدمشق التابع لوزارة الشؤون الاجتماعية والعمل 70 بالمئة وفق مديرة المعهد سوسن رزق.
وبينت رزق أن المعهد يستقبل الأشخاص ذوي الإعاقة السمعية من عمر 6 سنوات إلى 18 عاماً والعدد الحالي لطلاب المعهد يبلغ 219 طالباً وطالبة مشيرة إلى أن المعهد يدرس المناهج المقررة من قبل وزارة التربية من خلال مدرسين من كل الاختصاصات وأن مترجمي الإشارة في المعهد يقومون بترجمة المعلومات ونقلها إلى الطالب والمعلم.
وأوضحت رزق أن المعهد يؤمن المواصلات لطلابه ضمن دمشق وريفها وكل خدماته مجاناً إلى جانب التدريب على النطق من خلال جلسات فردية لكل طالب وفق برنامج زمني محدد تعتمد على تعليم الطالب الأصم الكلام وإخراج الحروف بالاعتماد على مخرج صوتها بحيث تبدأ أخصائية النطق بإخراج الحرف ثم المقطع والكلمة وصولاً إلى الجملة.
وأشارت رزق إلى أن الطلاب الأوائل في المعهد هم بشار العلي وحصل على المرتبة الأولى بمجموع قدره 2105 وفي المرتبة الثانية الطالبان سوار الأحمر ولبيب رسلان بمجموع وقدره 2056 علامة لافتة إلى أن المعهد يهتم بالأنشطة الفنية والرياضية والمجتمعية والثقافية لتطوير شخصيات الطلاب ودمجهم بالمجتمع ليكونوا أشخاصاً فاعلين ومنتجين مستقبلاً.
الطالب بشار العلي أوضح أن النجاح والتفوق هو حلم كل إنسان والطلاب بشكل خاص رغم جميع الصعوبات التي تواجههم مشيراً إلى أنه بالتحدي والإصرار وتشجيع الأهل ومساعدة المعهد تمكن من التفوق بالامتحانات وأن الهدف الأكبر الذي وضعه هو الدخول إلى الجامعة والتدريس مستقبلاً في المعهد الذي درس به لتحقيق الفائدة للأشخاص الذين يعانون من نفس إعاقته.
وتحدث والد الطالب سوار الأحمر عن الجهد الكبير الذي يبذله الكادر التدريسي والإداري في المعهد لإيصال المعلومات والأفكار للطلاب عن طريق ترجمتها من اللغة المسموعة إلى لغة الصم والتي هي لغة الإشارة مشيراً إلى أنه وبالرغم من الحرب الإرهابية التي تعرضت لها سورية إلا أن المعهد استمر بتقديم خدماته للطلاب وبجودة كبيرة للوصول إلى هذه النتائج اليوم.
وعن طموحه المستقبلي قال الطالب لبيب رسلان إنه يرغب في دراسة اختصاص الأدب الإنكليزي ليصبح مترجماً للغة مستقبلاً إضافة إلى تعلمه لغة الإشارة ليتمكن من مساعدة الأطفال الصم بينما عبر الطالب أنس الزعبي عن سعادته في النجاح حيث أوضح أن أهم ما يميز النجاح بالنسبة للأشخاص ذوي الإعاقة أن يثبتوا أنهم ليسوا عبئاً على المجتمع وإنما قادرون على الإنتاج وترك أثر إيجابي في المجتمع.
يشار إلى أن معهد الأشخاص ذوي الإعاقة السمعية بدمشق أحدث عام 1970 يدرس طلاباً لديهم إعاقة سمعية من الصف الأول حتى الثالث الثانوي ويؤمن برامج تمكين الأشخاص المعوقين سمعياً مع إقامة دورات تعليم لغة الإشارة لمن يرغب من ذويهم لتمكين الأسر من التخاطب معهم ومتابعة تعليمهم.