الخميس 2023-03-02 11:10:44 |
**المرصد** |
إمساك وطني |
|
كتب: الدكتور أحمد الأحمد
كيف يستطيع هذا الموظف الخمسيني أن يخفي بهجته بالزلزال الذي ضرب الوطن.
يعاني هذا الرجل الموظف في المديرية العامة للآثار والمتاحف من إمساك مزمن لازمه خمسة عشر عام. جرب خلالها كل أنواع العلاجات.راجع اطباء الهضمية الوطنيين والأجانب.دون جدوى.راجع الأطباء النفسيين والمعالجين الروحانيين دون جدوى.اخذ خلطات اعشاب غيرت لون عينيه وفشلت في تخليصه من امساكه اللعين.خمسة عشرة عاما قبل الزلزال وتفكيره الوحيد ينصب في حسد الناس الذين يتخلصون من فضلاتهم بسهولة.حتى أن أصدقاءه صاروا يخافون على كولوناتهم من حسده.حضر مسرحيات مضحكة دون جدوى.شارك في انتخابات اتحاد كرة القدم ونقابة الفنانين دون جدوى.مارس اليوغا ولعبة تبادل الأدوار دون جدوى.حفظ أدعية وتعويذات هندية وسافر للقاء عرافٍ مغربيٍ نصحه أن يشرب منقوع روث الطيور البرية ولكنه فشل.تراكمت تجاربه العلاجية الفاشلة وزادت من شدة امساكه الهضمي والوظيفي.
حتى كانت صبيحة يوم الزلزال.
كان جميع سكان الوطن مرعوبون.بينما هو يكاد يموت من الدهشة.لقد تخلص من امساكه.
وعزز شفاءه الهزة الارتدادية بعد اسبوع من الزلزال التي جعلت ثلث سكان الوطن ينامون بالشوارع.
تخلص من امساكه بلحظات.انزاح همً شل إحشاءه كل هذه السنين.
لكنه لاحظ أنه تخلصه من الامساك تزامن مع تخلص المطارات السورية من استعصاءتها وكذلك المعابر الحدودية.والمفكرين القومين الذين فرجت جهة ما عن استعصاءات أقلامهم.والفنانين كذلك. شيوخ الدين العرب الذين كانوا يتجنبون ذكر الشام حلت عقدة لسانهم.حتى الاوروبيين استفادوا من التأثير المبين لهذا الحدث.لذلك وكونه موظفا بمديرية الآثار والمتاحف وتعابيره دائما تتمخض من تأثير الوظيفة عليه قرر أن ينحت تمثالا بازلتيا يجسد فيه الحدث لكنه أصيب باستعصاء دماغي هذه المرة لانه عاجز عن تخيل شكل التمثال حتى الآن.لذلك قرر أن يستفيد من تجارب صديقه مدير صفحة الاستعصاءات الخدمية المسؤول عن تبرير الإمساك الذي يلي كل القرارات الصادرة عن وزارة حماية المستهلك.الذي أعطاه نصيحة مفادها.ان الفن وخاصة النحت يجب أن لا يأخذ بالمشاعر المباشرة الواضحة.يكفي أن تنحت كتلة ما وتكتب تحتها إمساك وطني.
|
|