|
كتب د أحمد الأحمد
تأخر الخدمات الحكومية في حينا شيء بات مألوفا جدا بل ومتوقعا...
الطرقات والاتصالات والخدمات الاكترونية وتوزيع مازوت التدفئة وترحيل القمامة يجمعها شيء واحد هو أنها متأخرة دوما...
في حينا يتأخر تسجيل عقود الزواج وشهادة الولادة وشهادات الوفاة.
يتاخر الاب حتى يطلق اسما ما على طفله الجديد
كل ذلك تعودت عليه بل أصبح من خصائصنا وميزاتنا..
الذي اقلقلني هو روح حينا الخائف المتردد...
كأننا بلا صوت.
كأننا على هامش التاريخ والحياة.
المحزن اننا بدأنا نفقد روح المنافسة والصراع التي تميز القروي والفلاح.
يبدو اننا تدجننا مثل دجاج المداجن.
نعرف ما كان وما سياتي ونتابع تناول طعامنا دون ان نرفع راسنا.
الكسول في حيننا يعمل ثلاثة ورديات ويسرق عندما يتثنى له ذلك ويتاجر عندما يستطيع ويهرّب غاز وزيت اونا عندما تحين له الفرصة ويعطي مواعظ اذا تطلب الامر.
لكن لا يجلس الا على آخر كرسي باي مناسبة.
نهرب من الضوء او نهرب من مواجهة انفسنا.
طفل صغير من حينا صباح يوم العيد قلت له ماذا دعوت لله في هذا اليوم المبارك.
قال دعوت الله ان يربح ابي الجائزة الكبرى باليانصيب قلت له شو بدك بالجائزة الكبرى ياولد.
خجل وقال.
بدي آكل فروج مشوي واشرب لترين وربع كولا لحالي...
بينما والد هذا الطفل وهو صديقي عندما كان صغيرا اجاب عن سؤال مشابه.بانه يريد ان يشتري مركبة فضائية ويصعد بها نحو السماء لا لشيء الا ليثبت ان الارض صغيرة جدا لا تتسع لطموحه....
حي رجاله كانت صقور محلقة في السماء وبات اولاده صيصان دجاج...