زار السيد الرئيس بشار الأسد غابات وأحراج ريف اللاذقية الشمالي التي تعرضت للحرائق خلال الأيام الماضية، وأكد أن الفرق التي قامت بإطفاء الحرائق قدمت نموذجاً للبسالة، فالمعركة ليست حرباً وسلاحاً فقط، بل هناك ما يوازيها بنفس الخطورة وربما أصعب. وقال الرئيس الأسد لعناصر الدفاع المدني والإطفاء وحماية الحراج والجيش: لقد بذلتم جهوداً كبيرة في ظروف صعبة جداً يمكن تشبيهها بالمعارك التي كانت تدور، هناك إرهابيون ومعركة حقيقية، وهناك الطقس والرياح نفسها كانت تقوم بمناورة بالقوات من جانب إلى جانب، هكذا كان وضعكم بعدد قليل وبتضاريس قاسية جداً وبإمكانيات ضعيفة جداً، وإذا أردنا وصف هذا العمل بغض النظر عن كل التفاصيل التي طرحت قبل قليل خلال الحوار، بكل بساطة أنا لا أبالغ ولا أحب المبالغة هذا عمل بطولي. وأضاف الرئيس الأسد: بطولي من كل من ساهم سواء كنتم في الجيش أو الدفاع المدني أو من المجتمع الأهلي الذي ساهم، وأي واحد منكم كان يمكن أن يتم تطويقه، والبعض منكم تطوق، وسمعنا تفاصيل عن أعمال هي فعلاً أعمال بطولية، وهي إذاً تعطي رسالة في ظل الظروف الصعبة التي تمر بها سورية وما نراه من إحباطات ومن محبطين ومن ناس يمكن بطبعها تحب أن تبكي لسبب أو لآخر حتى لو كان سبباً محرزاً، لكن في وقت المعركة الإنسان لا يبكي بل يقاتل، وأنتم جسدتم هذه الصورة وأعطيتم صورة البسالة. وتابع الرئيس الأسد: عندما نقول جيش باسل فنحن أثبتنا أن المواطن السوري باسل، فلو لم يكن المواطن باسلاً لا يمكن أن يكون الجيش باسلاً فهذه هي البسالة وهذا هو الوفاء والتعلق بالوطن، بمعنى أن أحداً منكم لم يكن مستعداً للتضحية لو لم يكن لديه شعور أن هذه الأرض مثل بيته، وهذه الأشجار هي أولاده وأخوته وعائلته وزوجته أو زوجه وأبيه وأمه، الحقيقة هذه الصورة انتقلت وتمكنتم خلال فترة قياسية بالرغم من أننا تواصلنا مع الأصدقاء وقدموا لنا آليات وصلت متأخرة لكن ليس تقصيراً منهم بل نتيجة الظروف التي مرت بها الحرائق. وقال الرئيس الأسد: لدينا شهران فيهما تحديات، هذان الشهران يجب أن نحاول لاحقاً أن نعزز الإجراءات التي تحدثنا عن جزء منها، ويجب أن تقدموا شيئاً منهجياً فيها لنستند إليه كدولة أو كسلطة تنفيذية، لأنه في أي لحظة يمكن أن تندلع حرائق من هذا النوع.. المشكلة أن بعض الناس أو أغلب الناس حزنت ولا يوجد أحد لم يحزن عليها، لكن القضية ليست حزناً .. هذه ثروة وطنية غالية جداً .. تضرب الأشجار .. تضرب الجبال .. تضرب أرزاق الناس بسبب ضربها للسياحة .. بل تضرب التنوع الحيوي “الحيوانات والحشرات والطيور والحيوانات البرية .. الخ” فهي ضرر متكامل.. لم تكن عملية سهلة أبداً أن تستطيعوا تقديم ما قدمتموه، مع ذلك إذا حدثت حرائق لاحقاً ولم نتمكن من التعامل معها فنحن خلال ربما سنوات أو عقود نخسر ثروة وطنية حقيقية تنعكس علينا جميعاً.. على كل الوطن. وأضاف الرئيس الأسد: لا يوجد شك بأن الخسائر الخاصة هذه المرة أقل من المرة الماضية، والخسائر العامة أيضاً أقل من المرة الماضية قبل عدة أعوام، وهذا سببه الخبرة والاندفاع والسرعة التي قمتم بالمبادرة بها، ومع ذلك نريد أن نفكر كيف نحمي المناطق المحروقة.. قد نفكر الآن بشكل طبيعي.. كيف نحمي المناطق التي لم تحترق كي نحافظ على ما تبقى؟ في الحقيقة.. اليوم حماية ما احترق أهم لأننا جميعاً نعرف أن الغابات تجدد نفسها، الزيتون وغيره يحتاج من ست إلى ثماني سنوات وفي النهاية ينمو، والأشجار الأخرى ربما أقل، لكن هذه الأشجار قد تحتاج 50 سنة، فنحن نتحدث للأجيال القادمة، يعني من الممكن أن نعيش ونموت ولا نرى بداية تجدد إلا بأشياء بسيطة على التربة وغيرها.. أي من الممكن أننا لن نرى شجرة نمت كما هي هذه الأشجار التي لا نعرف أعمارها. وتابع الرئيس الأسد: هذا الكلام للزراعة وللمحافظة ولباقي المؤسسات عندما يتم التواصل معها، لا يجوز أن نقترب تحت عنوان أنها محترقة ونقوم بقطع الأخشاب فهي ستكون معرضة أكثر، إذ إن الأذى على الشجر الأخضر يظهر سريعاً، أما المناطق الميتة فلا أحد ينتبه لها لأنها محروقة، أي أنها من الممكن أن تكون قد انكسرت بحكم النار أو الحرائق، فهذا الموضوع مهم جداً حتى نستطيع أن نفترض بعد جيل أو جيلين، لا يهم متى.. نستطيع أن نفتح المجال لتجدد الغابات لأنها هذه هي البيئة الطبيعية، لن تنتهي البيئة، تموت التربة وتموت الحيوانات لسنوات أو لعقود فهو قدر لا يمكن تغييره لكنه ليس قدراً نهائياً، لاحقاً الغابات بطبعها تتجدد بحكم البيئة والتربة وغيرها.