ضمن إطار زيادة التعاون والتنسيق بين الاتحاد العام لنقابات العمال السوري و الاتحادات الصديقة ، والإفادة من تجارب المنظمات ودورها في حفظ حقوق العمال و الدفاع عن مصالحهم، وقع الاتحاد العام لنقابات العمال اتفاقيتي تعاون مع اتحادي عمال بيلاروسيا وايران، وذلك خلال زيارة رسمية برئاسة جمال القادري رئيس الاتحاد العام لنقابات العمال في سورية لوفد نقابي إلى كل من بيلاروسيا والجمهورية الإسلامية الإيرانية ، تلبية لدعوة رسمية من رئيس اتحاد عمال بيلاروسيا ورئيس اتحاد ممثلي العمال في إيران.
و أكد القادري خلال جلسة ثنائية مع السيد ميخائيل أوردا رئيس اتحاد عمال بيلاروسيا أن الشعب السوري استطاع أن يقهر قوى الظلام والإرهاب بفضل صمود شعبنا وبسالة جيشنا وحكمة قائدنا السيد الرئيس بشار الأسد ووقوف الأصدقاء معنا في ظل حرب إرهابية لم توفر فيها أمريكا وأعوانها في المنطقة أي جهد لتدمير الحجر والبشر في سورية، لافتا إلى أن الحرب التي يخوضها الشعب السوري الآن تتمثل في الحصار الاقتصادي اللاشرعي الذي فرضته الولايات المتحدة الأمريكية وأعوانها لكسر إرادة الشعب السوري، مؤكدا أن جهودهم ستدحر وتبؤ بالفشل كما باءت من قبل، وما زيارة السيد الرئيس بشار الأسد إلى الصين إلا دليل على تعافي سورية وعودتها للعب دورها الإقليمي والدولي.
وفي ذات السياق أكد السيد أوردا ثبات موقف جمهورية بيلاروسيا مع الحق السوري طيلة فترة الحرب الإرهابية على سورية بقيادة الرئيس البيلاروسي لوكاشنكو، مثمنا مواقف القادري في الدفاع عن الحق البيلاروسي واستقلاليته في وجه غطرسة منظمة العمل الدولية وذلك في مؤتمر العمل الدولي الذي عقد في جنيف مؤخرا.
ووقع الاتحاد العام لنقابات العمال في الجمهورية العربية السورية، بروتوكول تعاون مع الاتحاد العام لنقابات العمال في جمهورية بيلاروسيا تم الاتفاق على أساسه على تبادل الخبرات النقابية وخاصة في مسائل تغير المناخ والاتجاه العالمي لتقليص الاعتماد على الوقود الأحفوري وضرورة التحول العادل نحو الاقتصاد الأخضر، وعلى توحيد الجهود المشتركة في المحافل النقابية الدولية، بالإضافة لإدانة الاتحاد العام لنقابات العمال في بيلاروسيا لسياسات الحصار والعقوبات الأحادية التي تفرضها الولايات المتحدة الأمريكية والغرب على سورية، وإمكانية تأمين منح دراسية لعدد من أبناء الأخوة العمال وذلك للدراسة في الجامعة الدولية التابعة للاتحاد العام لنقابات العمال في بيلاروسيا.
وعلى هامش الزيارة عقد القادري اجتماعاً رباعياً موسعاً ضمه إلى جانب رئيس اتحاد عمال بيلاروسيا، مع كل من السيد محمد جبران رئيس الاتحاد العام لنقابات العمال في جمهورية مصر العربية والسيد الكساندر كورشاجين رئيس الاتحاد العام لنقابات الدول المستقلة من جمهورية روسيا الاتحادية، حيث تم خلال الاجتماع التأكيد على أهمية تشكيل جبهة تقدمية ضد الهيمنة الأمريكية التي تفرض عقوبات اقتصادية بحق الدول التي لا تنسجم مع الإرادة الأمريكية ومشروعها التوسعي الليبرالي الجديد. وتم توافق الآراء على ضرورة عدم تسييس عمل المنظمات الدولية وخاصة منظمة العمل الدولية والتي قامت مؤخرا بفرض عقوبات اقتصادية بحق بيلاروسيا في مخالفة صريحة لأهداف المنظمة التي أسست على أساسها ومنها حماية حقوق العمال وعالم العمل.
من جهة ثانية وبحضور الدكتور شفيق ديوب سفير سورية في ايران التقى الوفد النقابي السوري مع وزير التعاون والعمل والرفاه الاجتماعي في الجمهورية الإسلامية الإيران السيد سولات مرتازافي في إطار تلبية الدعوة الرسمية الموجهة من السيد محمد ياراحماديان رئيس اتحاد ممثلي العمال في إيران.
وعرض القادري خلال اللقاء الوضع الراهن في سورية في عالم العمل والتحديات الراهنة التي تواجه الاقتصاد السوري نتيجة للحرب الإرهابية وسياسة الحصار التي تنتهجها الولايات المتحدة الأمريكية وأعوانها من الدول الغربية، والخطوات الجارية حاليا" في تعديل قانون العمل الحالي بسورية بما ينسجم مع رؤية "سورية بعد الحرب" وبما يتوافق مع الاتفاقيات العربية والدولية التي تصب في مصلحة العمال في نهاية المطاف. وثمّن القادري وقوف الجمهورية الاسلامية في ايران قيادة وشعبا" وعمالا" إلى جانب سورية في مواجهة الحرب الإرهابية التي شنت عليها ومازالت وفي مرحلة التعافي وإعادة الإعمار ودعمها في الجانب الاقتصادي .
كما تحدث السيد السفير مؤكدا " عمق العلاقة بين الشعبين الشقيقين على كافة المستويات شاكرا" السيد الوزير ومرحبا" ببدء مرحلة جديدة من التعاون بين عمال سورية وايران.
من جانبه رحب الوزير سولات ب القادري والوفد المرافق مؤكدا أن تطوير العلاقات بين الشعبين الشقيقين في كل من إيران وسورية يعد هدفا رئيسيا للحكومة الإيرانية، وأن العلاقات النقابية بين سورية وإيران تصب في مصلحة العمال في كلا البلدين ومن الضروري تفعيل هذه العلاقة نظرا للتحديات الخطيرة التي تواجهها سورية وإيران من عدوان أمريكي صريح يتمثل بسياسة العقوبات الأحادية الجانب التي تنتهجها الولايات المتحدة الأمريكية.
ومن ثم عُقد اجتماع ثنائي في مقر اتحاد ممثلي العمال في إيران حضره الى جانب الوفد النقابي السوري كافة رؤساء اتحادات العمال في المحافظات الايرانية، حيث بحث الجانبان آفاق التعاون بين الاتحادين الصديقين في مجالات تبادل الزيارات النقابية والتدريب والتأهيل والسياحة الدينية والطبية وتنسيق المواقف على مستوى المحافل النقابية الدولية على ان توقع اتفاقية بهذا الخصوص خلال شهر كانون الاول القادم .
وعلى هامش الزيارة، زار القادري والوفد المرافق، مشفى ميلاد في طهران والذي يعتبر من أضخم المشافي في إيران وتعود ملكيته للعمال ويشمل كافة الخدمات الطبية الحديثة والمتقدمة، وثمن القادري التطور الكبير الذي شهدته إيران رغم العقوبات المفروضة عليها وذلك بتضافر جهود الجميع، مشدداً على ضرورة تنسيق المواقف السورية الإيرانية على المستوى النقابي لما يعود بالخير على عمال البلدين الصديقين وضرورة إنشاء جبهة تقدمية نقابية عمالية عالمية تتصدى للصلف الأمريكي والغربي ومحاولتهما حرف الوكالات المتخصصة التابعة للأمم المتحدة عن أهدافها الرئيسة وتطويعها خدمة لأجنداتهما السياسية والعدوانية والتوسعية، وذلك كما حدث مع منظمة العمل الدولية هذا العام بحق بيلاروسيا.
ضم الوفد النقابي السوري الذي ترأسه جمال القادري رئيس الاتحاد العام لنقابات العمال، كل من عبد القادر نحاس عضو المكتب التنفيذي أمين الشؤون الصحية و منعم عثمان رئيس اتحاد عمال اللاذقية و عدنان عزوز مترجما".