|
فادي بك الشريف
رغم الوعود والمناشدات والمقترحات تستمر الارتفاعات الجنونية لمنتجات الدواجن في الأسواق السورية لمبررات اعتاد المواطن على سماعها طول الأزمة من دون أي حلول ومعالجة إلى الآن توقف جنون الأسعار.
من كان يصدق أن يقفز سعر سندويشة الشاورما إلى الـ20 ألف ليرة في فترة قياسية، وأن كيلو الشاورما في طريقه لتجاوز الـ150 ألفاً، وأن سعر الفروج المشوي والبروستد تجاوز الـ100 ألف، وسعر الفروج النيئ بلغ حدود الـ50 ألف ليرة، وكيلو الشرحات اقترب من حدود الـ75 ألفاً، وصحن البيض تجاوز الـ60 ألفاً، وباقي المنتجات «حدث بلا حرج».
وللدخول مجدداً من أجل معرفة الأسباب للارتفاعات الأخيرة، أكد مدير الإنتاج الحيواني في وزارة الزراعة أسامة حمود لـ «الوطن» أن هناك جملة من العوامل أدت إلى هذه الارتفاعات بدءاً من ارتفاع سعر الأعلاف وليس انتهاء بزيادة تكاليف حوامل الطاقة ومدخلات العملية الإنتاجية، علماً أن موضوع الأعلاف يشكل 80 بالمئة من تكاليف الإنتاج، مبيناً أن الأسعار ليست ثابتة، وبلغ طن كسبة الصويا منذ أيام 10 ملايين و700 ألف، والذرة 4 ملايين و700 ألف ليرة تقريباً.
وفيما يخص إعلان الوزارة عن عودة 1635 مدجنة للإنتاج بطاقة نحو 5861607 طيور/دورة ما يسهم في رفد السوق المحلية بمنتجات الدواجن، أكد مدير الإنتاج الحيواني أن الأثر وانعكاس ذلك لا يظهران بشكل مباشر، وهما بحاجة إلى فترة للعرض ما يحقق المنافسة الأمر الذي ينعكس على الأسعار خلال فترة شهر، متوقعاً أن يكون هناك انخفاض في الأسعار خلال الفترة القادمة.
ونوه حمود إلى أن قرار وزارة الزراعة القاضي بالسماح باستثمار المداجن غير المستثمرة (المرخصة وغير المرخصة) من مالكيها أو غير مالكيها بموجب وثيقة استثمار وتربية، أدخل نحو 23 بالمئة من المداجن غير المرخصة في العملية الإنتاجية بعد منحها وثيقة استثمار، علماً أن مديريات الزراعة في المحافظات لا تزال مستمرة بمنح وثائق الاستثمار والتربية وفقاً للطلبات المقدمة من المربين.
وفي تصريحه لـ«الوطن» أشار مدير الإنتاج الحيواني إلى أن الإجراءات تركز على تخفيض تكاليف العملية الإنتاجية قدر المستطاع، بوجود بدائل عن المستوردات، بالعمل على التوسع بمساحات (الذرة الصفراء) ما يخفف من فاتورة الاستيراد كبديل عن جزء من مادة الأعلاف.
ولفت حمود إلى أن العرض من منتجات «الدواجن» يعتبر جيداً، لكن الطلب قليل نتيجة ضعف القدرة الشرائية.
من جانبه أكد رئيس جمعية حماية المستهلك عبد العزيز معقالي لـ«الوطن» أنه من خلال مراقبة الأسواق تبين وجود مشكلة عند مربي الدواجن ترتبط بالآفات المرضية التي طالت القطيع ما تسبب بخسائر كبيرة لهم ونفوق كميات كبيرة بالآلاف وذلك على ذمة المربين الذين أكدوا انعكاس ذلك على قلة الإنتاج والتربية وبالتالي زيادة الأسعار.
واعتبر معقالي أن الحل يكمن بالسماح باستيراد اللحوم والأسماك المجمدة بعد الإِشراف عليها من الطبابة، مضيفاً: تقدمنا بعدة كتب إلى الجهات الحكومية ولكن من دون أي إجابة.
وحسب رئيس جمعية حماية المستهلك، ارتفعت أسعار الدواجن بنسبة 100 بالمئة خلال الأشهر القليلة الماضية، مضيفاً: لا يوجد تقيد بالنشرات التموينية في ظل ضعف الرقابة، وسط عدم التقيد بالكميات اللازمة للسندويشة.
بدوره معاون مدير عام المؤسسة العامة للدواجن رائد حجازي أكد أنه تم إنتاج 100 مليون بيضة حتى نهاية الشهر العاشر الماضي، على أن يصل الإنتاج إلى 120 مليون بيضة (خطة المؤسسة لهذا العام)، مضيفاً: إن المؤسسة حددت خطتها الإنتاجية للعام القادم بإنتاج 150 مليون بيضة مائدة، بزيادة 30 مليون بيضة من 8 منشآت في صيدنايا والقنيطرة والسويداء وحمص وحماة وحلب واللاذقية وطرطوس.
وقال حجازي: فيما يخص موضوع الأسعار فإن موضوع الأعلاف والمشتقات النفطية عامل أساسي، وبالنسبة للسوق عندما يكون هناك عرض كبير ينخفض السعر، مشيراً إلى أن موجة الحر التي حصلت خلال فترة الصيف أدت إلى نفوق عدد من القطعان ما تسبب بخسائر للمربين، علماً أن الآفات المرضية تزيد حالياً خلال تغيرات الطقس، ما أدى إلى وجود قلة بالإنتاج في أغلب مداجن القطاع الخاص.
وقال: يباع الفروج بريشه من أرضه بـ39 ألف ليرة تقريباً، ليصل الفروج المذبوح إلى 48 ألف ليرة، كما يباع الصوص بعمر يوم واحد بـ15 ألف ليرة، بسبب قلة أعداد الصيصان ما أدى إلى زيادة الطلب في ظل ارتفاع الفروج.
وأكد حجازي أنه منذ بداية العام الجاري تم إنتاج 400 طن فروج، و1.1 مليون صوص فروج، و400 ألف صوص بياض، و1.2 مليون طبق كرتون بيض.