أكد مدير عام مشفى البيروني محمد القادري أن الكشف المبكر عن المرض يسهم في نسب شفاء من سرطان «عنق الرحم» بنسبة قد تصل إلى 90 بالمئة، علماً أن منظمة الصحة العالمية تعتبر أن شهر كانون الثاني (شهر التوعية بسرطان عنق الرحم) فرصة مثالية لنشر الوعي.
وبحسب منظمة الصحة العالمية تتضمن إستراتيجية المنظمة للقضاء على المرض والوصول إلى معدل إصابة أقل من أربع حالات لكل 100 ألف امرأة في عام 2030 كخطوة نحو القضاء عليه نهائياً في العقد المقبل.
وأكد القادري أن عدد الإصابات الجديدة بالسرطان تصل إلى الـ11 ألف إصابة خلال عام (على الأقل)، نسبة الإصابة منها بعنق الرحم تقع بين المرتبة الرابعة والسادسة من إجمالي عدد الإصابات الأكثر شيوعاً لدى النساء، على حين تحتل أمراض سرطان الثدي والرئة المرتبة الأولى كأكثر الأعداد من إجمالي الإصابات ثم تأتي أورام الجهاز الهضمي في المرتبة الثانية.
وأضاف القادري: إن المشفى تعمل على تقديم كل الخدمات للمرضى على مدار العام، مع وجود عيادة نسائية ضمن المشفى للقيام بمختلف الخدمات مجاناً، منوهاً بأن حملات الكشف المبكر يقلل من احتمالية الإصابة والوفاة الناجمة عن المرض، ما يشكل عامل وقاية في حال كشف الآفة مع معالجتها من دون أن تصل إلى مرحلة الورم.
ودعا مدير عام المشفى إلى ضرورة الكشف المبكر واللجوء للطبيب أو المشفى عند أي عرض أو مشكلة صحية نسائية، مع إجراء الفحص النسائي الدوري ما يسهم في كشف الحالات قبل تحولها إلى ورم، مضيفاً: إن نسبة الشفاء مرتفعة جداً عند الكشف المبكر الذي يعتبر السبب الأهم لرفع نسب الشفاء وخفض نسب الوفيات إضافة إلى خفض التكاليف المادية العالية جداً للرعاية الصحية لمرضى الأورام سواء على المستوى الفردي أم على المستوى الوطني.
واعتبر القادري أن نسبة الإصابات بالسرطان سنوياً في سورية تعتبر ضمن المعايير العالمية دون أي زيادات كبيرة بالأعداد، مشيراً إلى أن حملات التوعية خففت بنسبة كبيرة من الإصابة بالأورام.
وفي السياق أكد القادري أن هناك خطة للتوسع فيما يخص التجهيزات الطبية فيما يخص «المرنان والطبقي المحوري» مع إجراء أعمال صيانة للأجهزة الموجودة، علماً أنه تم خلال الفترة الماضية مراجعة وتحديث وتطوير وتوحيد بروتوكولات معالجة الأورام في سورية استناداً إلى التوصيات العالمية في هذا المجال.
وأكد مدير البيروني إضافة الأدوية الحديثة المثبت فعاليتها بناءً على دراسات سريرية قوية، منوها بأن ذلك أحد أهداف البرنامج الوطني ويتم بإشراف اللجنة الوطنية للتحكم بالسرطان بالاعتماد على الخبرات الوطنية، مضيفاً: «بمرحلة ثانية تمت مراجعة البروتوكولات العلاجية من أطباء سوريين يعملون بالمغترب في مراكز عالمية لمعالجة الأورام».
وكان القادري كشف العمل على تكثيف الجهود لتأمين الأدوية والمستلزمات والتجهيزات اللازمة لتطبيق البروتوكولات العلاجية الحديثة في سورية.
وبحسب وزارة التعليم العالي وصل عدد جلسات المعالجة الشعاعية خلال 2023 إلى 111 ألف جلسة على حين تجاوز عدد مراجعات العيادات الخارجية في البيروني الـ113 ألفاً وفقاً لبيانات المشفى.
جدير بالذكر أن العام الماضي شهد افتتاح مركز العلاج الشعاعي المتطور في مشفى البيروني (قسم المزة) برعاية من السيدة الأولى أسماء الأسد وضمن إطار الرؤية الوطنية الشاملة التي أطلقتها، عبر برنامج وطني للتحكّم بالسرطان بكل أبعاده الطبية والمؤسساتية والإنسانية.