كتب الدكتور أحمد الأحمد
تخيل ان تقف وجهاً لوجه مع بطل العالم بالشطرنج النروجي ماغنوس اوين كارلسن وتدفع بيدقاً واحداً نحو الأمام ثم تنسحب...
يكفيك شرفاً في هذا الصراع وفخراً ينتقل الى أحفادك أنك لعبت ضد بطل العالم ولايهم النتيجة....
الأذى الذي يسحقنا نفسياً في هذه الأعوام المغبرة أنك لن تجد خصما تصارعه كي تعتز بخسارتك معه...
ماذا ستقول لحفيدك... ؟
صارعت حتى حصلت على احتياجاتي من الخبز والمازوت والكهرباء...
وقفت أمام البرد عاجزاً كدجاجة أسقط في يدها..
تصارعت مع مؤسسات إنتاجية متهالكة ومنظومات خدمية تثير البكاء...
أدخل على اي دائرة خدمية او إنتاجية على مساحة الوطن أشكي له يبكي لك .. وتختلط دموعكما معاً...
ماذا ستقول للتاريخ .. ؟
اختلفت مع عامل الكهرباء أو الهاتف أو لجنة الحي من أجل اسطوانة غاز ناقصة نصف كيلو..
من اين سنستمد مفاخرنا... ؟
من اين سننتج كمية الادرينالين التي يمكن ان تدفعنا للمقاومة والتشبث.. ؟
تكافئ المتصارعين وقوة المنافس تخرج احسن ما عندك بينما بذاءة ورخص الهدف يلقيك على مزبلة التاريخ...
سأقول لحفيدي انني تحممت بماء بارد شتاء وشربت ماء ساخناً صيفاً وأكلت سندويشة زعتر بلا زيت ومشيت على قدمي بحثاً عن حطب للتدفئة واستعرت خبزاً من الجيران كي أتمكن من العشاء مع ضيفي وكذبت في موعد تسديد ثمن الخضار وقطع النت عدة مرات لانني لم اتمكن من تسديد الفاتورة..
وحضرت على هاتف جوال مباراة العراق التي فازت فيها على اليابان...
صراعاتنا المذلة أذلتنا...
ياليتني عشت زمن الانتداب كنت هتفت
ديغول خبر دولتك
باريس مربط خيلنا
وأطلقت بعدها مشط رصاص بالهوا وصرت محارب قديم....