افتتح وزير الصناعة الدكتور عبد القادر جوخدار ومحافظ اللاذقية المهندس عامر هلال اليوم صالة لتدوير العوادم ضمن الشركة العامة للخيوط القطنية في محافظة اللاذقية، بطاقة إنتاجية تصل إلى 5 أطنان يومياً.
وجاء الافتتاح في إطار جولة تفقدية للاطلاع على واقع العمل في عدد من المؤسسات الإنتاجية بالمحافظة، وعلى العقبات والصعوبات التي تواجهها والبحث عن حلول مناسبة.
وأوضح مدير الشركة الدكتور هادي عثمان في تصريح للصحفيين أنه سيتم تدوير العوادم من قصاصات الأقمشة وبقايا الخيوط، وإعادة تصنيعها مرة أخرى بمواصفات مناسبة، لافتاً إلى أن إطلاق خط الإنتاج الجديد يشكل خطوة نوعية في عمل القطاع العام ويشكل رديفاً للشركة في تعويض النقص الحاصل في الأقطان نتيجة صعوبات استجرارها من المناطق الشرقية، وبالتالي ضمان استمرار الشركات بالعمل مع إمكانية زيادة القدرة الإنتاجية إلى 15 طناً من العوادم المدورة إذا ما تم اعتماد نظام الورديات.
ونوه عثمان بالجهود الاستثنائية لعمال الشركة لإنجاز عمليات الإصلاح دون الحاجة إلى ورشات خارجية، حيث تم إصلاح 5 شيلرات تقدر تكلفتها بالمليارات وإعادة وضعها في الخدمة، بالإضافة إلى إصلاح وترميم السقف المستعار للصالات المتضررة جراء الزلزال الذي ضرب المحافظة العام الماضي.
وشملت الجولة زيارة إلى الشركة السورية لإنتاج اللواقط الكهروضوئية، حيث استعرض المدير العام، الدكتور نوفل إبراهيم عمل الشركة التي تصل طاقتها الإنتاجية إلى 400 لوح يومياً، أي ما يزيد على 7 ميغا شهرياً، والجهود التي تبذلها كوادرها على مدار الساعة لتلبية احتياجات السوق.
كما تفقد الوزير سير العمل في الشركة العامة لنسيج اللاذقية واستمع من المدير العام المهندس نبيل ريا إلى شرح حول مراحل العملية الإنتاجية لصناعة الأقمشة القطنية والممزوجة، والصعوبات التي تواجه العمال لتتم معالجتها وإيجاد الحلول المناسبة.
ثم زار وزير الصناعة معمل تحضير وإنتاج التبغ التابع للمؤسسة العامة للتبغ، واطلع على أقسامه وطبيعة العمل والصعوبات التي تعترضه.
وفي تصريح للصحفيين أشار مدير عام المؤسسة العامة للتبغ الدكتور عبد اللطيف إبراهيم شريف إلى دور المؤسسة ومساهمتها في دعم الاقتصاد الوطني، والخدمات التي تقدمها للمزارعين من بذار للحصول على سلالات نباتية نقية وشتول، ومن أسمدة كيميائية وعضوية ومبيدات حشرية وفطرية وتأمين العبوات والأكياس المخصصة لتوضيب المحصول، والمساعدة بنقل المحاصيل من مختلف المناطق إلى مستودعات المؤسسة، بالإضافة إلى توفير عشرات الآلاف من فرص العمل من مراحل الزراعة إلى مراحل التصنيع والتسويق.
وعقب الجولة، عقد وزير الصناعة ومحافظ اللاذقية اجتماعاً مع ممثلي الفعاليات الصناعية في المحافظة، جرى خلاله مناقشة متطلبات عمل الصناعيين والمعوقات التي تعترضهم ومستلزمات تطوير عملية الإنتاج الصناعي في المحافظة.
وأكد الوزير جوخدار أن أي متطلبات متعلقة بعمل الوزارة والمحافظة حول تبسيط الإجراءات وتعزيز الإنتاج سيتم حلها بشكل مباشر، مع الحرص على متابعة أي قضايا تتطلب تدخل الوزارات الأخرى وإيجاد معالجة لها، لافتاً إلى أن الاهتمام بالصناعة ينطلق من ضرورة استمرار دوران عجلة الإنتاج للبعد الصناعي والإنتاجي، إضافة إلى البعد الاجتماعي المتعلق بتوفير فرص العمل.
وأشار إلى توجه وزارة الصناعة لدعم التوسع بالمناطق الصناعية والوصول إلى تجمعات صناعية “كمدن صناعية” وصولاً إلى المدن الذكية على اختلاف قطاعات الإنتاج، مبيناً أن الوزارة تهتم بتقديم الدعم لكل المؤسسات الإنتاجية، سواء منها التابعة للقطاع العام أو الخاص على حد سواء.
وعرض أصحاب وممثلو الفعاليات الصناعية واقع عملهم في ظل الإجراءات المتعلقة بالتصدير والتسهيلات بالتخليص الجمركي، وزيادة كلف الإنتاج والتنافسية والإعفاءات المتعلقة بالصناعيين المتضررين من الزلزال، والتسهيلات بنقل المواد الأولية بين فروع الشركات في المحافظات، مطالبين بإمكانية إجراء التحويلات بين المصارف، والمتعلقة بإجازات الاستيراد والتصدير، وتخفيف مدة التمويل للمواد المستوردة الخاصة بعمل المنشآت الصناعية لدعم عملية الإنتاج، والتشاركية لتنفيذ عقود في الشركات العامة النسيجية لمصلحة الشركات الخاصة.
المحافظ هلال أشار إلى أن ما ينطبق على المتضررين من الزلزال في القطاع السكني ينطبق على أصحاب المعامل والمنشآت الصناعية، وأن اللجنة المعنية بإصدار قوائم المتضررين مستمرة بعملها، وأي متضرر من ضمن هذه القوائم يحق له الاستفادة من المزايا التي أقرها المرسوم رقم 3، مؤكداً العمل على معالجة طلبات الصناعيين المتعلقة بالمحافظة وفق الإمكانات المتاحة.
وخلال رده على تساؤلات المشاركين، أكد الوزير جوخدار أن الهدف الأساسي للوزارة يتمثل بالنهوض بالقطاع الصناعي وتطويره بما يتلاءم مع الواقع الحالي، والسعي لتجاوز الظروف التي فرضتها الحرب على سورية والحصار، مشيراً إلى أن الحكومة تسعى إلى تأمين البنى التحتية اللازمة في المدن والمناطق الصناعية، وإمكانية التعاون مع الصناعيين لإيجاد مقاسم كبيرة تؤمن حاجتهم عند عدم القدرة على توفير المقاسم المطلوبة في المناطق الصناعية.
وفي تصريحات في ختام الجولة، كشف جوخدار عن خطة للوزارة في مجال الصناعات النسيجية، تسعى إلى توطين صناعات جديدة تلبي حاجة السوق بالجودة والكفاءة العالية، منوهاً بمتابعة عمل المخابر لضمان جودة المنتجات من الخيوط القطنية التي تنتجها شركات الغزل.
وبين جوخدار أن خط الإنتاج الذي تم افتتاحه اليوم تجربة مهمة جداً، لأنها أثبتت نجاحها على مستوى العالم في ضوء التوجه العالمي في مجال الصناعات النسيجية القطنية لإعادة التدوير ، مشيراً إلى إمكانية تعميمها على باقي الشركات.
وأوضح جوخدار أنه جرى خلال اللقاء مع الصناعيين طرح العديد من القضايا كالتمويل من المنصة، ومناقشة فترة التمويل، مع التأكيد على متابعة هذا الموضوع مع الجهات المعنية لدراسة إمكانية تخفيض هذه المدد، بالإضافة إلى مناقشة تأمين المشتقات النفطية للصناعيين في المجال الدوائي لضمان استمرار العمل على مدار 24 ساعة.