التعريف بخامات الثروة المعدنية في سورية، والفرص الاستثمارية المرتبطة بها، ومنعكساتها الواعدة على الاقتصاد الوطني، أهم محاور الندوة التخصصية التي نظمتها اليوم المؤسسة العامة للجيولوجيا والثروة المعدنية بالتعاون مع الجمعية الجيولوجية السورية.
الندوة التي عقدت في مقر المؤسسة في منطقة عدرا ركزت على آفاق استخدامات “البيروديتيت المعقد الأفيوليتي السوري” وعرض رؤية لمشاريع نوعية تخدم إعادة إعمار سورية وتستفيد من “الفايبر غلاس”، إضافة لاستخدامات “كربونات الكالسيوم” وآفاق استثمار “الفوسفات”، كما تخلل الندوة زيارة للمتحف الجيولوجي السوري.
وزير النفط والثروة المعدنية الدكتور فراس قدور أكد في كلمته أن الندوة بوابة للتعرف على خيرات البلاد وفرصها الاستثمارية، إضافة إلى أنها تمثل خطوة نحو تحقيق التطوير والاستثمار الأمثل للثروات المعدنية، والتي يمكن بدورها أن تزيد من مساهمة هذا القطاع المهم في الناتج المحلي وتعزيز إيرادات الحكومة.
وبين الوزير قدور أن قطاع الثروة المعدنية في سورية يمتلك مزايا عديدة ومتنوعة تجعله ميداناً للاستثمارات الواعدة، لما يملكه من موارد طبيعية غنية وتنوع كبير للخامات، إضافة لجودة هذه المواد التي تم تأكيدها من خلال الدراسات والتحاليل، مشيراً إلى وجود فرصة كبيرة لاستثمار هذه الخامات وإدخال صناعات جديدة منها، تسهم في تأمين الاحتياجات المختلفة للقطاعات الأخرى.
وأشار الوزير قدور إلى استعداد الحكومة الكامل والجاد لتقديم كل التسهيلات اللازمة التي من شأنها جذب وتشجيع الاستثمارات في هذا القطاع وخلق بيئة عمل جاذبة لاستقطاب المشاريع الاستثمارية والصناعية، وذلك من خلال تبسيط الإجراءات وتوفير الدعم والحوافز، وتشجيع الشراكات التي تراعي مصلحة الوطن والمستثمر على حد سواء.
من جهته المدير العام للمؤسسة العامة للجيولوجيا الدكتور مظهر إبراهيم بين أن خامات الثروة المعدنية تعكس تنوع سورية الجغرافي والجيولوجي المميز بالخصائص الفيزيائية والكيميائية، وأن الاستثمار الأمثل لهذه الخامات يشكل ركيزة أساسية لتوسيع الإنتاج الوطني، بما يضمن النمو المستدام، لافتاً إلى أن المؤسسة تضطلع بدور مهم في توفير المعلومات والدراسات اللازمة للاستثمار الخامات وتعمل على تقديم كل التسهيلات للمستثمرين بهدف النهوض بهذا القطاع.
بدورها مديرة التوثيق والمعلومات بالمؤسسة الدكتورة ريم شاتي قدمت ورقة عمل حول خامات الثروة المعدنية واللامعدنية المستثمرة، إضافة إلى طرح 13 فرصة استثمارية، منها مشروع استثمار خامات الحديد الموجودة في المناطق الساحلية والجنوبية والشمالية باحتياطي يقدر بحوالي 300 مليون طن، حيث يهدف المشروع إلى إنتاج الحديد الصلب والملونات والمعجون الحديدي أو سبائك الفيرو سيليس، وتطوير استخدام منتجات التصنيع، وتحقيق التنمية للمناطق المستثمرة، إضافة لتشغيل القوى العاملة المحلية العادية والفنية.
كما استعرضت شاتي فرصة إقامة مشروع مصنع متكامل لصناعة البلوك الطفي البركاني الموجود في محافظتي السويداء وريف دمشق باحتياطي يقدر بحوالي 300 مليون طن، ويهدف المشروع لإنتاج بلوك بركاني يستخدم في عملية بناء الجدران والحوائط وفي بناء المدن الصناعية، وبالتالي توفير منتج صديق البيئة يوفر عزلاً حرارياً كاملاً عالي الجودة للتقليل من استخدام الطاقة الملوثة.
الجيولوجي باسل كشيك مدير المسح والتنقيب الجيولوجي بالمؤسسة عرض في ورقة العمل التي قدمها جهود المؤسسة لدراسة “الزيوليت” بشكل مفصل ووضعه حيز الاستثمار وتنفيذ تجارب لاستخدامه في المجال الزراعي والصناعي، من خلال التعاون مع الجهات المحلية صاحبة الاختصاص، مشيراً إلى أن “الزيوليت” اكتشف في المنطقة الجنوبية الشرقية، حيث أنجزت دراسة تنقيبية متكاملة مع تقدير الاحتياطي المتوافر وحالياً المشروع مطروح للاستثمار في الشركات المحلية والعربية والدولية.
في حين قدم عبد المسيح عزيز مدير تنظيم القطاع في وزارة النفط عرضاً تضمن مشروعاً يهدف لإيجاد طريقة لإحلال استخدام القرميد تدريجياً بدل بلوك البناء التقليدي، لما له من ميزات ومواصفات من كل النواحي وما يحققه من منفعة عامة وخاصة للمواطن وخزينة الدولة على حد سواء وعلى المدى القريب والبعيد بتلافي استيراد أو تصنيع الإسمنت اللازم لتصنيع البلوك التقليدي، وهو وفر يتجاوز مئات ملايين الدولارات.