مبادرة خليج البنغال للتعاون الفني والاقتصادي متعدد القطاعات (BIMSTEC) هي منظمة تجمع بين بنغلاديش والهند وسريلانكا وتايلاند وميانمار وبوتان ونيبال، وتهدف هذه المنظمة الإقليمية إلى سد الفجوة بين دول جنوب شرق آسيا، وتعزيز إمكانات الدول الأعضاء ومنطقة خليج البنغال، والتخفيف من الآثار السلبية للعولمة من خلال الاستفادة من الموارد الإقليمية والمزايا الجغرافية.
إن دخول ميثاق BIMSTEC حيز التنفيذ في عام 2022 يمنحها شخصية اعتبارية وقدرة على المشاركة في حوار دبلوماسي منظم، حيث يربط خليج البنغال طرق التجارة البحرية الدولية بين الهند والمحيط الهادئ، وتعد دول BIMSTEC قوة في بعض المنتجات والخدمات العالمية مثل الملابس (بنغلاديش)، والخدمات الرقمية (الهند)، والخدمات البحرية (سريلانكا)، والسلع الاستهلاكية المعمرة (تايلاند)، والسياحة (نيبال وبوتان)، فلتعاون الأكبر فيما بينها سيؤدي إلى زيادة التجارة والنمو داخل BIMSTEC، والتي يُنظر إليها بشكل متزايد على أنها بديل لرابطة جنوب آسيا للتعاون الإقليمي المتوقفة.
أكملت BIMSTEC مذكرة تفاهم بشأن الربط البيني للشبكات، واتفاقية المساعدة القانونية المتبادلة في المسائل الجنائية، ومذكرة تفاهم بشأن التعاون المتبادل بين الأكاديميات الدبلوماسية ومؤسسات التدريب، حيث تم تجهيز وثائق مهمة تتعلق بالقواعد الإجرائية للآليات الرئيسية لـ BIMSTEC والآليات القطاعية والعلاقات الخارجية، وتم تكليف مجموعة من الشخصيات البارزة بتقديم توصيات بشأن التوجهات المستقبلية لـ BIMSTEC، كما أنه سيتم توقيع اتفاقية تعاون في مجال النقل البحري وسيتم إطلاق رؤية BIMSTEC بانكوك 2030 بمؤتمر القمة السادسة في بانكوك في أيلول 2024.
وعلى حد تعبير رئيس الوزراء “مودي”، فإن مبادرة BIMSTEC هي “منصة طبيعية لتحقيق أولويات السياسة الخارجية الرئيسية المتمثلة في الجوار أولاً والتحرك شرقاً لأنها لا تربط جنوب وجنوب شرق آسيا فحسب، بل تربط أيضاً بيئات جبال الهيمالايا الكبرى والخليج البنغالي.
وفي حديثه في اجتماع وزراء خارجية بيمستيك في نيودلهي، قال وزير الشؤون الخارجية “س. جيشانكار” إن دول بيمستيك يجب أن تكون مصممة على ضخ طاقات جديدة وموارد جديدة والتزام جديد بالتعاون بين خليج البنغال، وخص بالذكر الاتصال وبناء المؤسسات والتعاون في التجارة والأعمال والتعاون في مجال الصحة والفضاء والبنية التحتية العامة الرقمية وبناء القدرات والتبادلات المجتمعية، بالإضافة إلى تقييم مزايا الآليات الجديدة باعتبارها التوجهات المستقبلية لـ BIMSTEC.
وقد استثمرت الهند بالفعل في الطريق السريع الثلاثي بين الهند وميانمار وتايلاند، ومشروع كالادان للنقل العابر المتعدد الوسائط، واتفاقية BIMSTEC للمركبات الآلية من أجل تحسين الاتصال والتجارة، كما سعت الهند جاهدة لتحسين الاتصال في منطقتها الشمالية الشرقية والتي يتم ربطها بالمشاريع المدعومة من BIMSTEC في منطقة خليج البنغال، وعرضت الهند استضافة مركز BIMSTEC للطاقة في بنغالور، وإضافة مجالات متخصصة ضمن سيناريو الطاقة الحالي لمنطقة BIMSTEC في الأمن السيبراني والهيدروجين الأخضر وانتقال الطاقة.
يمكن لدول مثل الهند أن تأخذ زمام المبادرة في زيادة الوعي بالمجال البحري داخل BIMSTEC من خلال تعزيز القدرات حيثما يكون ذلك مطلوبًا من خلال القوات البحرية وخفر السواحل، وإنشاء مراكز إقليمية لتبادل المعلومات، ويمثل وجود الموارد البحرية فرصاً إقليمية في التنمية المشتركة للاقتصاد الأزرق، وتعزيز الاقتصاد الجبلي خاصة في دول مثل بوتان، وتنشيط منتديات الأعمال والاقتصاد واجتماعات الجامعات والمنظمات الثقافية والمجتمع المدني ووسائل الإعلام والبرلمانيين.
ومن أجل الظهور كمنظمة إقليمية نابضة بالحياة، ستحتاج الدول الأعضاء في BIMSTEC إلى تقديم خطوات لتيسير التجارة، ومواءمة وسائلها التقنية الوطنية، وتعزيز سلاسل القيمة الإقليمية من خلال ربط جنوب وجنوب شرق آسيا وإنشاء مجمعات صناعية للاستثمارات من قبل بلدان المنطقة، ويجب أن تكون التجارة البحرية والشحن الساحلي بين دول المنظمة قابلة للحياة، وأن تصبح نماذج النقل متعدد الوسائط أكثر انتشاراً.