الأربعاء 2024-10-16 13:42:10 **المرصد**
عميد بعد السنة السابعة
عميد بعد السنة السابعة
كتب الدكتور أحمد الأحمد
صقر هذا العميد أو للأمانة الصقر يحسده على شخصيته، سوري حتى آخر كرية حمراء من دمه .. حتى أن صفيحاته الدموية عليها نجمتان خضراوان... نقي كماء قريته الذي يسقي شجر الزيتون... حاد كسيف دمشقي مصقول برمل بحري...
تحدثت عنه القصص الشعبية وتغنى ببطولته أهالي الشهداء والمطربين الشعبين وتعود اهل قريته أن يربطوا اسم القرية باسمه.. فيقولون نحن من ضيعة أبو الصقر.
الصقر اسم ابنه البكر.. وكان يلقب بالهواء الأصفر بين وحوش الأرض التي هاجمت حمص...
فجأة تقاعد... شلعت قلبه وقلوبنا هذه الفجأة،  لكن لايهم تلك هي الحياة...
بالسنة الأولى تقاعد.. حافظ على رشاقته بالركض يوميا على شارع الستين قبل طلوع الضو...
بالسنة الثانية تقاعد.. أصلح حذاءه الرياضي بأن دفع لمصلح الأحذية ربع راتبه التقاعدي..
بالسنة الثالثة...عجز عن إصلاح حذاءه... فترك رياضة الجري وأصبح يمشي فقط ...
بالسنة الرابعة صار ينتظر راتبه التقاعدي ابتداء من اليوم العاشر بالشهر الميلادي وأصبح يهتم بعدد ارغفة الخبز بالربطة ووزنها...
بالسنة الخامسة قبل بمضض أن يأخذ معونة من أحد المؤسسات المشبوهة.. كان يفرغ مواد المعونة بأكياس نايلو سوداء خجلاً...
بالسنة السادسة أصبح يحمل كرتونة المعونة على كتفه بفرح...
بالسنة السابعة أصيب بإكتئاب حاد بعدما شتمه موظف البنك عندما كان يحاول أن يفتح حسابا مصرفيا كما طلبت منه الحكومة...
شتمه الموظف لا لشيء إلا لأنه لاحظ على وجه الصقر علامات الانزعاج حيث بقي الصقر ينتظر تحت الشمس ثلاث ساعات وتجرأ على أن يخبر الموظف بهدوء أن الشمس كادت تقتله وكان من المناسب أن يفتحوا المصرف ليلا أو أن يبنوا مظلة كي تقف الناس تحتها وتتقي حر الشمس...
هذه الملاحظة كانت كافية لأن يطرده الموظف ويحلف مئة يمين أنه لن يفتح له حساب.
ليس غريبا أن يطرد موظفاً حكومياً مواطناً متقاعداً بهذه الأزمنة المخجلة...
لكن الغريب أن الصقر عندما حاول ان يغرز مخالبه في عنق الموظف كعادة الصقور..
كانت أصابعه بلا مخالب...
 
من قص مخالب الصقور..
 
ٍ جميع الحقوق محفوظة لموقع syriandays - syrianews - سيريانديز- أخبار سورية © 2024