السبت 2025-05-25 09:59:15 تحقيقات
القمامة مكدسة في عشوائيات دمشق.. ومديرية النظافة تتعهد وتبرر ؟
القمامة مكدسة في عشوائيات دمشق.. ومديرية النظافة تتعهد وتبرر ؟
دمشق_ خاص منذ عدة أشهر تعهدت مديرية النظافة في دمشق بترحيل القمامة من مناطق السكن العشوائي مرة على الأقل يوميا لمنع تكوم القمامة بكميات كبيرة الأمر الذي جعل الأهالي يستبشرون خيرا  بعدم رؤية أكداس القمامة في أحيائهم خلال فصل الصيف الذي تزداد فيه خطورة انتقال الأمراض بفعل تراكم القمامة. يصف أحد المواطنين الواقع الحالي للنظافة في حي المزة 86 في حديث لشبكة سيريانديز بالقول: "يتم حاليا ترحيل القمامة يومين أو ثلاثة من حينا الذي يعد أحد أكبر الأحياء العشوائية التابعة إداريا لمدينة دمشق الأمر الذي يجعله افتراضيا يعامل معاملة أحياء المدينة" مشيرا إلى خطورة ما يحمله تأجيل ترحيل القمامة من أخطار صحية على الأهالي من جهة وتشويها بصريا إضافيا لمظهر هذا الحي. أكوام القمامة وآثارها السلبية صحيا وبيئيا لا يمكن إخفائها حيث يقول أو محمد من سكان الحي: الآثار والمخاطر لتجميع القمامة يجعلها لا تحتمل التأجيل ولا التسويف فروائح الحاويات المهترئة وأكوام القمامة حولها تقتحم المنازل والأبنية وفي مختلف الظروف والأوقات". حي الورود الواقع على مقربة من مشروع دمر حاله كحال بقاي أحياء السكن العشوائي،  أم منتجب /من سكان الحي / تقول لشبكتنا.. إنها اعتادت شم الروائح المنبعثة من كومة القمامة المتراكمة حول حاوية مهترئة على بعد عشرات الأمتار عن منزلها.. "لكننا صرنا نشم الروائح بشكل أقوى خلال الفترات الأخيرة" تكمل أم منتجب وتوضح بأنه ومنذ فترة لم نعد نرى "شاحنة الزبالة" كل يوم تأتي لتفريغ الحاوية.. "الآن تأتي الشاحنة كل يومين أو ثلاثة..ويمكن أكتر من ثلاثة أيام...لهيك صرنا نشم الروايح بشكل أكبر بكتير". وإذ تبدي أم حمزة من أهالي الحي تعاطفا مع عمال النظافة وتقر بمثابرتهم وأمانتهم في أداء عملهم على أكمل وجه تعتبر أن مشكلة القمامة ليست بسبب تقاعس العمال بل لافتقادهم للمعدات التي تساعدهم على أداء واجبهم على أكمل وجه.. "فمعظم الحاويات "مهترئة.. ودائما مقلوبة ..والزبالة مكومة فوقها وحولها وليس فيها.. منظر بشع وروائح مقرفة". أبو حسام من أهالي حي المزة 86 يرى أنه الوضع سيكون جيدا أو مقبولا في الظروف الحالية إذا جاءت شاحنات ترحيل القمامة بشكل يومي لمنع ت لا يتم ترك مجال تكوم كميات كبيرة من الزبالة.. "مع شوية تعاون من الأهالي.. يعني بدل ما يرموا أكياس الزبالة بجانب الحاوية يرموها في داخلها" وبالقرب من ساحة الزين في حي المزة 86 يوجد ما يشير إلى ان أزمة القمامة في هذا الحي وغيره من الأحياء  ليست ناتجة فقط عن تقصير الجهات المعنية.. ولا عن قلة الإمكانات والمعدات.. هنا يبدو المجتمع الأهلي عامل رئيس في مفاقمة هذه الأزمة واتساع رقعة آثارها السلبية التي تضر هؤلاء الأهالي بالدرجة الأولى...هنا يمكنك أن ترى تلة كبيرة من أكياس القمامة التي تم رميها بشكل عشوائي بطريقة تشي عن قلة وعي لدى شريحة ليست قليلة.. ولا مبالاة لدى البقية بالحد الأدنى..؟! مشهد يجعلك تتخيل الصعوبة الكبيرة التي تخلقها مثل هذه التصرفات لعمال النظافة. مصدر في مديرية النظافة في دمشق دافع في حديث لشبكة سيريانديز عن المديرية ورفض تحميلها مسؤولية المديرية في تفاقم أزمة القمامة عندما وجه اللوم بشكل كبير إلى عدم تعاون الأهالي مع عمال النظافة وتطرق الى تفاصيل كثيرة تخدم مقولته مثل إعاقة حركة شاحنات ترحيل القمامة من قبل السائقين وأصحاب السيارات الخاصة الذين لا يتيحون الوقت الكافي للشاحنات لتفريغ الحاويات بالشكل المطلوب في طريق ضيق أصلا فيضطر سائق الشاحنة لتفريغ كمية محدودة من الحاوية ويغادر. وينتقل المصدر إلى ما يشبه تكرار روتيني لسلسلة من الأعذار والجهود الكبيرة التي تبذلها المديرية مشيرا إلى معضلة تمويل  قائمة المستلزمات التي تحتاجها بشكل ملح لتقديم خدماتها بأفضل صورة وبطرق راقية وحديثة ترضي الأهالي وتراعي متطلباتهم الصحية والجمالية. ويقول إن المديرية بحاجة لتدعيم اسطولها القديم كما ونوعا حيث اصبحت معداتها بالكاد تعمل ولم تعد قادرة على مجاراة التطور العمراني والزيادة البشرية المطردة ولا سيما مع عودة مئات آلاف المهجرين وشراء "الحاويات الذكية" التي تقوم على طمر هذه الحاويات عميقا تحت الأرض ما يضمن جمالية المكان وتحسين الشروط الصحية. ويضيف المصدر إنه بموازاة تطوير اسطول المديرية والعتاد اللوجستي لا بد من تطوير الكادر البشري ورفده بكوادر متخصصة ومدربة مع التركيز على الفئات العمرية الشابة القادرة على التكيف مع متطلبات المهنة العضلية والتقنية مشيرا الى إن هناك اختصاصات تدخل في صلب مهنة عمال النظافة تحتاج للخبرة والتدريب إلى جانب المثابرة والالتزام.. وهذا يستدعي دعما ماليا لزيادة الحوافز للكادر البشري ليقدم المطلوب منه مع مراعاة المهام الملقاة على عاتقهم حسب المناطق التي يعملون فيها. ملف القمامة يعد بندا دائما على لائحة أعمال مديرية النظافة في دمشق وعموم المحافظات السورية ولكنه لم يتمكن من أخذ مكانه في قائمة أولويات عمل الحكومات المتعاقبة وكأنه من الكماليات غير الملحة والتي يمكن وضعها على الرف بكل ما يعنيه ذلك إلحاق أضرار كبيرة بصحة المواطن وجمالية الأحياء السكنية بشكل عام خصوصا في ظل الظروف المستجدة التي تشهدها البلاد بعد رفع العقوبات الامريكية والاوروبية عنها. دخلنا فصل الصيف ونحن على أعتاب موسم سياحي غير مسبوق رسميا وشعبيا.. فهو أول موسم سياحي بعد انجاز التحرير وعودة جزء كبير من المهجرين... وهذه فرصة كبيرة في متناول الحكومة لتقديم موسم سياحي بمواصفات خاصة على مستوى الحدث من جهة.. وليكون فسحة اجتماعية سياحية أمام ملايين السوريين الذين سيلتقون لأول مرة منذ 14 عاما وربما اكثر من جهة ثانية.
ٍ جميع الحقوق محفوظة لموقع syriandays - syrianews - سيريانديز- أخبار سورية © 2025