الخميس 2025-05-29 18:45:17 |
أخبار النفط والطاقة |
7 مليارات دولار لإنقاذ قطاع الكهرباء.. والسوريون يستعجلون النتائج |
دمشق ـ خاص
بعد وعود وتعهدات عديدة ترددت على مسامع السوريين بتحسين واقع الكهرباء المتردي أعلن اليوم الخميس 29 أيار في دمشق عن توقيع مذكرات تفاهم بين وزارة الطاقة السورية وتحالف شركات أمريكية وقطرية وتركية بقيمة 7 مليارات دولار لإنتاج 5 آلاف ميغا واط من الكهرباء في خطوة وصفها رئيس الحكومة السابق ووزير الطاقة الحالي محمد البشير بأنها تاريخية ونقطة تحول في قطاع الطاقة بسوريا.
مذكرة التفاهم الموقعة اليوم تنص على تطوير 4 محطات توليد كهرباء بتوربينات غازية في مناطق دير الزور، ومحردة، وزيزون بريف حماة، وتريفاوي بريف حمص بقدرة توليد إجمالية تقدر بنحو 4 آلاف ميغا واط إضافة إلى محطة طاقة شمسية بسعة 1000 ميغا واط في قرية وديان الربيع بمنطقة دوما بريف دمشق.
السوريون تلقفوا أخبار توقيع مذكرة اليوم يحدوهم الأمل بأن تكون بداية الطريق للتخلص من أزمة أصبح عمرها عدة سنوات حيث يعيشون تحت وطأة أزمة كهربائية خانقة تزداد مع مرور الوقت ما انعكس بشكل مباشر على مختلف قطاعات الحياة من الصناعة إلى الزراعة، مرورا بالمؤسسات الصحية والتعليمية معربين عن أملهم بأن يروا نتائجها في القريب العاجل وألا تدخل في سياق التسويف والتأجيل كباقي الوعود التي سمعوها من قبل وفي مقدمتها سفينتي التوليد الكهربائي القطرية والتركية التي انتظروا طويلا وصولهما إلى سواحل البلاد دون جدوى.
مدير المؤسسة العامة لنقل وتوزيع الكهرباء المهندس خالد أبو دي تعهد في تصريحات له اليوم بأن تدخل المذكرة حيّز التنفيذ مباشرة وأنه سيكون هناك تحسّن ملحوظ في عدد ساعات تشغيل الكهرباء خلال الأشهر الأولى من وصولا إلى تحسّن مستدام في الكهرباء في جميع المناطق السورية موضحا أنه في المرحلة الأولى سيكون الاعتماد على المحطات التي تعمل بالطاقة الشمسية ولاحقًا على المحطات التي تعمل بالوقود الأحفوري.
وبحسب تصريحات للمهندس أبو دي في آذار الماضي "تحتاج سوريا إلى ضخ استثمارات تصل لـ40 مليار دولار لتأهيل البنية التحتية وبناء محطات جديدة، لكي تستطيع تلبية الطلب المحلي وتوفير التيار 24 ساعة" الأمر الذي يجعل السؤال مشروعا ما هو حجم التحسن المنتظر من مذكرة تفاهم اليوم بملياراتها السبعة والتي لم تنص أصلا على بناء محطات توليد جديدة في البلاد.
ووسط الأزمة الحالية توفر سوريا الكهرباء من خلال بعض محطات الطاقة المتجددة الصغيرة التي نُفّذت في السنوات الأخيرة، لكن قدرتها ما تزال متواضعة، ولا يعمل بعضها بكامل طاقتها، مصدر في وزارة الكهرباء قال حديث لشبكة سيريانديز إن الاعتماد على محطات الطاقة المتجددة مايزال محدودا ويقتصر على بعض المشاريع الصغيرة والتي تتمثل في محطة الطاقة الشمسية في مدينة حسياء الصناعية بطاقة تبلغ 60 ميغاواط ولكنها تعمل بقدرة إنتاجية تصل إلى 30 ميغاواط فقط ومشروع الطاقة الکهروضوئية في مدينة عدرا الصناعية الذي ينتج حاليا نحو 10 ميغاواط من إجمالي قدرة مخططة تبلغ ٩٠ ميغاواط والعنفة الريحية في منطقة الذهبية غرب حمص بطاقة إنتاجية تبلغ 2.5 ميغاواط ومحطة الطاقة الشمسية في حماة بقدرة إنتاجية صغيرة تبلغ 1 ميغاواط.
الجدير بالذكر أنه توجد حاليا في سوريا 14 محطة توليد منها 3 محطات کهرومائية ضمن مناطق تسيطر عليها قوات قسد، و11 محطة تعتمد على الغاز الطبيعي والوقود السائل.
وتظل أزمة الكهرباء في سوريا واحدة من أكبر المشاكل التي تؤثر على حياة السوريين، وتحتاج إلى استراتيجية طويلة المدى، تركز على تنويع مصادر الطاقة، وتحسين البنية التحتية، وتوفير التمويل اللازم. فالكهرباء ليست فقط خدمة أساسية، بل هي ركيزة مهمة لأي خطة تنمية، وأمل السوريين في مستقبل أفضل يرتبط بالتخلص من هذه الأزمة وتوفير حياة كريمة لهم ومن هنا تسعى الحكومة جاهدة لإيجاد حلول متكاملة للأزمة وهذا الأمر يحتاج دعما أكبر من المجتمع الدولي، لتوفير الاستثمارات الضرورية وتحديث البنية التحتية، بهدف ضمان توفير التيار الكهربائي بشكل مستدام يخفف من معاناة السوريين ويعزز استقرار البلاد.
|
|