دمشق ـ سيريانديز - خاص
يومان فقط تبقيا قبل دخول البلاد في عطلة عيد الأضحى المبارك وما يزال غالبية السوريين المستفيدين من المرسوم الذي أصدره الرئيس أحمد الشرع بصرف منحة مالية للعاملين في الدولة والمتقاعدين المدنيين والعسكريين يترقبون قبض عيديتهم في ظل تكهنات متفاوتة حيال تأثيرات ومفاعيل هذا المرسوم على السوق السورية وتنشيطها ولو لفترة محدودة في ظل حالة الركود التي تخيم عليها منذ أشهر.
ويراهن التجار وأصحاب محلات البيع على المنح المالية، لإنقاذ موسم الأعياد على الأقل وتعويض فترات ركود سابقة. يقول أبو وائل تاجر ألبسة أطفال أن نسبة كبيرة ممن يستفيدون من المنحة برأيه سيسدون بها ديونهم المتراكمة كأولوية ما يقلل من احتمال اندفاعهم إلى الأسواق.
وفي الجوار يبدي تاجر ألعاب ارتياحه للآثار الإيجابية لصرف المنحة على حركه السوق متوقعا بناء على تجارب سابقة أن تنتعش حركة السوق وأن يعوض أغلب التجار والباعة فترات ركود عانوا منها خلال الفترة الماضية؛ معتبرا ان هذه المنحة جاءت كمنشط سريع التأثير رغم أنه مؤقت.. "ولكن بالعموم جاءت في وقتها للتاجر وللمستهلك"...
أبو خالد موظف مستفيد من المنحة عبر عن رضاه لصرف هذه المنحة لا سيما قبل عيد الأضحى المبارك الذي يتطلب مصاريف إضافية سواء لشراء الملابس أو الطعام والتنزه، بينما يقول أبو نزار موظف إنه تمنى لو كانت المنحة اكبر؛ لكنه مع ذلك أبدى ارتياحه ورضاه وقال إنه سيتصرف وفق مقولة: "على قد بساطك مد رجليك".
خبراء ماليون أبدوا لشبكة "سيريانديز" تفاؤلا حذرا حيال الآثار الإيجابية لصرف المنحة على الأسواق المحلية والتي شملت نحو مليون و 130 الفا من الموظفين والمتقاعدين /وفق احصاءات لوزارة المالية/ معتبرين أنها خطوة مهمة؛ مشيرين في الوقت نفسه إلى ضيق دائرة المستفيدين منها في ظل الواقع الراهن حيث أن هناك شرائح واسعة لن تستفيد من المنحة لاعتبارات عديدة فرضتها الظروف الراهنة؛ وبالتالي فإن حجم تأثير صرف المنحة سيكون اقل من الهدف منها على حركه السوق التي تحتاج خطوات كبيرة ومستدامة.
وبحسب هؤلاء الخبراء فإن زيادة رواتب العاملين سيكون له أثر كبير على حركه السوق أكثر بكثير من صرف المنح، خاصة أن السوق بحاجة لعمليات مستدامة متراكمة كي تستعيد عافيتها خصوصا ان الليرة السورية شهدت قبل فترة قصيرة ارتفاعا ملحوظا أمام الدولار الذي وصل قبيل إعلان رفع العقوبات قبل اسبوعين الى أكثر من /12/ ألف ليرة؛ لافتين الى أن تحسن الليرة نتج من مفاعيل رفع العقوبات والوعود الخليجية.
ويشير الخبراء الماليون إلى أن المنحة أوصل رسائل نفسية مطمئنة تحتاجها السوق هذه الفترة بأن العجلة تسير نحو الأمام والأوضاع تتجه نحو التحسن ومزيد من الاستقرار والارتياح الشعبي وهي أهم عوامل جذب الاستثمار.