الثلاثاء 2025-06-17 10:13:54 |
أخبار اليوم |
مشكلة المياه في دمشق.. خلل في التخطيط الاستراتيجي والتعدي على حوضي بردى والأعوج |
سيريانديز-خاص- محمود ديبو
دعا المهندس ماهر شاكر أمين سر فرع دمشق لنقابة المهندسين في حديث خاص إلى ضرورة إغلاق كافة الآبار المحفورة على حوضي بردى والأعوج، ومعظمها آبار مخالفة حفرت في غفلة عن أعين المعنيين في المزارع والفيلات الخاصة في تلك المنقطة.
فقد أدى الاستخدام الجائر للمياه في تلك المنطقة إلى استنزاف كبير للمياه الجوفية واليوم وصلنا إلى مرحلة قرع ناقوس الخطر الذي قد يتهدد سكان دمشق بالعطش نتيجة شح الأمطار والتغيرات المناخية الحاصلة في سوريا والمنطقة.
في هذا السياق يرى الدكتور المهندس عارف طرابيشي خبير الحوكمة في المنظمات الدولية بأن ما تواجهه دمشق اليوم من شح المياه يعود في جانب أساسي منه إلى خلل في التخطيط الإستراتيجي الذي لم يكن ليلحظ النمو المضطرد للسكان في دمشق بسبب الكثير من القرارات والإجراءات المتخذة، ففي نهاية خمسينيات القرن الماضي جرى
اتخاذ قرار بتركز الإدارة في دمشق وجاء التأميم ليرفع من نسبة الطلب للسكن في دمشق لمواطنين قدموا من مناطق ومدن ومحافظات لم تشهد مستويات تنمية مطلوبة ولا تتوفر فيها فرص عمل، وعلى مدى ستة عقود تضاعف الضغط السكاني على دمشق إلى أن وصلنا اليوم إلى مرحلة يصعب فيها تأمين المياه بشكل مستمر ومستدام، لا بل نشهد تهديد لنقص كبير في المياه.
وتشير الدراسات إلى أنه في ثمانينيات القرن الماضي كان أعمق حفر لأي بئر في منطقة حوض بردى والأعوج لا يتجاوز 70 متراً حتى تخرج المياه، وفي عام 1996 وصل إلى عمق 300 متر، أما اليوم فقد تجاوز هذا بكثير نتيجة الاستخدام الجائر للمياه الجوفية في المزارع والمسابح وغيرها من الاستخدامات التي ساهمت في تراجع مخزون المياه الجوفية إلى مستويات كبيرة.
وتواجه دمشق اليوم نظام تقنين للمياه في جميع الأحياء والضواحي بسبب ذلك، مع الإشارة إلى وجود مشكلة مياه مزمنة في كثير من مناطق ريف دمشق كجديدة عرطوز وصحنايا والأشرفية والتي طال عليها الأمد دون أن تصل إليها المياه بالشكل المطلوب رغم ما تم الإعلان عنه قبل سنوات طويلة من إنجاز مشاريع كبيرة لتأمين مياه الشرب للسكان.
|
|