الجمعة 2025-10-17 17:33:43 **المرصد**
د.سام دلة يتحدث عن ( قيصر )
كتب الدكتور سام دلة أي شخص لديه الحد الأدنى من القيم الأخلاقية يُدرك أن العقوبات الاقتصادية بكل أشكالها لتحقيق أهداف سياسية هي سلاح قذر، وكل من يدعم استخدام أو استمرار استخدام هذا السلاح ضد بلده/شعبه هو شخص قذر وسافل، وأي شخص يملك الحد الأدنى من القيم الأخلاقية قبل الوطنية سيكون مع رفع العقوبات بكافة أشكالها ضد بلده/شعبه، ولاسيما في الحالة السورية حيث عانى -ولا يزال يعاني- الشعب على مدى أكثر من نصف قرن من عقوبات اقتصادية خارجية مع قيود اقتصادية داخلية ظالمة. لكن لا بد أن ندرك كسوريين أيضاً، الآتي: 1- إن أكثر المحتفلين الآن برفع العقوبات (ومنها قانون قيصر) بأسلوب مليء بالتجييش العاطفي، هم من كانوا مع فرض واستمرار فرض العقوبات على الشعب السوري على مدى الـ 15 سنة الماضية. 2- إن إزالة قانون قيصر من الوجود هو مطلب كل سوري يملك الحد الأنى من القيم الأخلاقية قبل الوطنية (كما أشرت أعلاه) لكن هذا الأمر لم يتم بعد حيث تم فقط تضمين مقترح إلغاء قانون قيصر في مشروع قانون ميزانية الدفاع في قراءة أمام مجلس الشيوخ، ويتطلب الأمر أن يتم تضمين نفس المقترح في القراءة أمام مجلس النواب وهو نادراً ما يحدث، ولذلك قد يتطلب إعادة تقديم مقترح معدل أمام لجنة مشتركة من مجلسي الشيوخ والنواب للاتفاق على صيغة مشتركة قبل اعتماد النسخة النهائية من المجلسين، ومن ثم توقيعه من الرئيس الأمريكي. لذلك هذا المسار قد يصل في النهاية إلى الإلغاء (وهو ما يتمناه أي سوري لديه الحد الأدنى من القيم الأخلاقية قبل الوطنية) وقد يتعطل هذا المسار في أحد المراحل. أي لا لايزال الأمر قابل لكافة الاحتمالات. 3- إن إزالة العقوبات بالكامل لن تأت بالمن والسلوى للشعب السوري وإنما قد تكون خطوة في إطار مئات، بل آلاف الخطوات لعل أهمها هي بناء الثقة بين السوريين من خلال بناء دولة قانون دون إقصاء، وهو المسار الذي لم تنتهجه السلطة في أي من خطواته. يجب ألا ننسى بأن هناك العديد من الدول في العالم ومن حولنا وليس عليها عقوبات وتعاني شعوبها من مستويات فقر عالية، بسبب سوء الحوكمة. لذلك الاستثمار اليوم بما حدث، وما يرافقه من تجييش عاطفي وبيع الوهم إعلامياً، هو المسار الوحيد الذي تجيده السلطة ومؤيديها. 4- أخيراً إذا كان تبرير المحتفلين الآن برفع العقوبات دعمهم سابقاً لفرض العقوبات على الشعب السوري ارتكاب النظام السابق مجازر عدة بحق الشعب السوري على مدى نصف قرن، فأن السلطة الحالية ارتكبت في أقل من سنة مجزرتين ونص على الأقل، ناهيك عن آلاف الحالات الفردية، والحصار المستمر حتى اللحظة على السويداء. الوطنية والقيم الأخلاقية لا تقبل الازدواجية، إلا لدى فاقديها...!!!
ٍ جميع الحقوق محفوظة لموقع syriandays - syrianews - سيريانديز- أخبار سورية © 2025