الأربعاء 2025-11-26 14:32:15 ثقافة ومنوعات
هناء داوودي: أكتب لأرضي ذاتي وأحجز مكاني بين الشّعراء
هناء داوودي: أكتب لأرضي ذاتي وأحجز مكاني بين الشّعراء
سيريانديز ـ نجوى صليبه
كان أوّل ما تعلّمته من الحياة هو أنّ قول الحزن يجعله أقل وطأة، وأنّ الفرح يتّسع عندما يُكتب، لذلك وجدت الشّاعرة هناء داوودي نفسها أمام مشاعر تكبر عمرها، وتفوق قدرتها على الشّرح، فلم تجد سوى الكتابة ملاذاً لروحها، وهكذا كانت بدايتها مع الشّعر، في عمر كما تقول عنه "نحتاج فيه إلى تفسير كلّ شيء بطريقة تشبهنا"، وتضيف: "كنت بأمسّ الحاجة إلى البوح، ولم يكن معي سوى الكثير ممّا قرأت من الشّعر، وكلمات تتدافع إلى السّطور كلّما حضر شعور لا أفهمه وأردت ترجمته إلى ما يرضي فضولي، في محاولاتي الأولى في سنّ المراهقة كنت أكتب أيّ شيء، ومع مرور الوقت، كثرت المحاولات فكان الشّعر قادراً على جعل أبسط اللحظات اكتشافاً عظيماً".
"ترانيم الياسمين" كانت أوّل مجموعة شعرية لداوودي، وصدرت في عام ٢٠١٣، تحدّثنا: "كانت مشاعري حينها مختلطة بين التّرقّب والتّوجّس والشّوق والفرح بأوّل تجربة يسلّط الضّوء عليها.. عندما تصبح كلماتنا ليست ملكنا وحدنا يتملّكنا الخوف ونحن ننتظر نتائج نتوقّعها أو لا نتوقّعها".
"أنثى المطر" كانت المجموعة الثّانية، وفيها حاولت داوودي أن تتأنى أكثر وتتجنّب الاندفاع الذي كان في الإصدار الأوّل، وذلك من خلال اختيار الأفضل والعناية بتفاصيل المنجز بشكل أكبر، وبعدها كانت "وشاية عطر" و"هنائيات" و"نواقيس الأمنيات" و"تمائم الضّوء" التي احتفلت بتوقيعها، مؤخّراً، في المركز الثّقافي العربي بـ"المزة"، وتضمّ اثنين وخمسين نصّاً شعرياً، أمّا مواضيعها فمتنوعة، إذ نقرأ الوجداني من غزل وهيام، ونقرأ الهموم الاجتماعية بحالات مختلفة، وحول ظروف صدور هذه المجموعة توضّح داوودي: "الظّروف لم تكن سهلة يوماً، وبالنّسبة إليّ أي ظرف هو حالة تحدّ مع النّفس، والكتابة بالنّسبة إليّ نافذة تطلّ على العالم أرى فيها ما بداخلي أوّلاً ثمّ ما حولي من أحداث أو العكس أحياناً وتجسيدها من خلال كتاباتي".
لا تميل داوودي إلى اختيار العناوين الصّعبة أو المعقّدة، بل تختار الرّقيق منها، تقول: "اختيار العناوين أمرٌ حسّاس ومن التّفاصيل المهمّة التي تجذب القارئ، لكنّني غالباً ما أترك هذا الأمر لحين الطّبع، فأختار عنواناً يناسب روح النّصّ ويلائم جوهر الكلمات، ربّما في بعض الأحيان أبحث عن الاختلاف، لكن غالباً أتبع ما يمليه إحساسي".
إرضاء الإحساس وتالياً الذّات هو ما تسعى إليه داوودي، بالتّوازي مع رغبتها في أن يصل صوتها وتحجز مكانها بين الشّعراء، توضّح: "نحن بحاجة إلى المتلقي دائماً لنعرف موقعنا على خارطة الإبداع والتّميّز أكتب لأرضي ذاتي أوّلاً، لكن في داخلي صوت أريده أن يُسمع وأحبّ أن أحجز مكاني بين الشّعراء لأستطيع من خلاله القول: إنّي هنا بكلّ ما مرّ ويمرّ عليّ، وإنّي أستطيع إيصال إحساسي عبر حروفي ولمس صداه لدى الآخرين.. خضت تجربة المسابقات عبر المواقع الإلكترونية، وكانت النّتائج محفّزة، ولديّ قناعة في أنّ كلّ رأي أو نقد يمكن أن يضيف على تجربتي شيئاً جديداً، طبعاً النّقد البنّاء يعنيني جدّاً وأتقبّله بصدر رحب لأنّه غالباً ما يشير إلى مواطن الضّعف ويقوّم أيّ عمل أدبي، فللنّاقد رؤيته الخاصّة، ونحن عموماً بحاجة لأي ملاحظة ترفع من مستوى ما نقدّم".
تطمح الشّاعرة هناء داوودي إلى الكثير، وتسعى إلى تحقيقه من خلال صقل تجربتها الأدبية والعمل على تطويرها، تبيّن:"بمرور الوقت ومع ممارسة الكتابة والقراءة بشكل دائم والاطّلاع على التّجارب الأخرى يصبح هناك نوعٌ من النّضج والمعرفة التي تتطور تدريجياً، كما أنّني أواكب معظم النّشاطات والفعاليات لعلّي أخرج بفائدة ما"، وبالسّؤال عمّا إذا اتّبعت دورات ما كاللغة أو طرائق الكتابة التي صارت منتشرة بكثرة، توضّح داوودي: "اتّبعت دورة في علم العروض على الرّغم من أنّي لا أكتب الشّعر الموزون، لكن كان لها إيجابيات كثيرة فعلاً".
ٍ جميع الحقوق محفوظة لموقع syriandays - syrianews - سيريانديز- أخبار سورية © 2025