الأربعاء 2010-04-21 13:09:35 كنت هناك
في حضرة كورت فالدهايم..؟
في حضرة كورت فالدهايم..؟
 
كتب: أيمن قحف
مرة أخرى يطلّ تيري رود لارسن برأسه "القذر" ليلفق قصصاً جديدة تسيء إلى سورية ولبنان وكل مقاومة للمشروع الاسرائيلي، هذا الرجل الذي نستطيع وبلا تردد أن نصفه بأنه "سبة" على جبين المنظمة الدولية ووقح إلى درجة غير مسبوقة بالكذب وتضليل الرأي العام.
وما يحزّ في النفس أنّ الأمين العام للأمم المتحدة مازال يصرّ عليه كمبعوث خاص له، رغم "رائحته القذرة" ومواقفه المشبوهة والملتبسة..
لا أدري لماذا تذكرت في هذا الوقت بالذات كورت فالدهايم الرجل الذي كان صوت الحق والعدالة –قدر ما استطاع- عندما تولى منصب الأمين العام للأمم المتحدة، وربما كان من أكثر المسؤولين الأمميين الذين حاولوا التصدي للظلم والاحتلال والوقوف في وجه اسرائيل والولايات المتحدة.
وليس سرّاً أنه ورغم كونه أصبح فيما بعد رئيساً لدولة أوروبية عريقة وصديقة للغرب وهي النمسة فرضت عليه عزلة وصلت إلى حدّ القطيعة والحرمان من دخول الولايات المتحدة حتى بصفته رئيس دولة!!
أذكر فالد هايم اليوم عندما زرته في يوم خريفيّ أواخر عام 2003 بمساعدة السيد نبيل الكزبري في مكتبه في العاصمة النمساوية، فقد كان الكزبري صديقاً وفياً له طيلة عقود وبقي كذلك حتى توفي فالدهايم.
رحب بي بلطف بالغ في مكتبه الصغير، التابع للأمم المتحدة –على ما أذكر- وليس هناك سوى شخصين أو ثلاثة من مساعديه، كانت الأجواء آنذاك أجواء حرب في المنطقة والأمريكيون احتلوا بغداد تحت مظلة "الأمم المتحدة"، وربما كان أكثر المتألمين على ما حلّ بالمنظمة الدولية هو أمينها العام الأسبق كورت فالدهايم، قال لي إنه يرفض بشكل قاطع هذه الحرب والاحتلال والأكاذيب ويؤلمه جداً أن تستخدم الأمم المتحدة التي أحدثت لإحلال السلام وليس لتبرير الحروب.
في حواره الذي نشرته آنذاك في صحيفة البعث والذي كان أحد إطلالاته الصحفية النادرة منذ تركه المناصب العامة، بقي فالدهايم وفياً لمبادئه ولكلام الحق الذي دفع ثمنه غالياً، وقال لي أن قرارات الأمم المتحدة بخصوص الصراع العربي الإسرائيلي يجب أن تنفذ مهما طال الزمن، مؤكداً أن لسورية الحق الكامل باستعادة أراضيها المحتلة وفق قرارات مجلس الأمن والأمم المتحدة.
أعتقد أنني مثلي ومثل الكثيرين نذكر فالدهايم بكل إجلال حتى بعد وفاته، لأنه ترك إرثاً أخلاقياً يستمر عبر الأجيال، أمّا تيري رود لارسن وربما كوفي عنان وبان كي مون وجورج بوش وديك تشيني ورامسفيلد وغيرهم وغيرهم لم ولن يذكرهم التاريخ في حياتهم ومماتهم إلا كمجرمين أو شركاء في الجريمة او شهود زور.
 
لقد توفي فالدهايم عن عمر يناهز /88 / عاما اثر أزمة قلبية.
وقد ولد فالدهايم عام / 1918 / بالقرب من فيينا وحصل على درجة الدكتوراه في فلسفة التشريع علم /1944/ وتخرج أيضا من أكاديمية فيينا القنصلية قبل أن يلتحق بالدائرة الدبلوماسية النمساوية ليتدرج في عدة مناصب دبلوماسية وسياسية الى أن تم انتخابه أمينا عاما لمنظمة الأمم المتحدة عام / 1972 / وفى عام / 1986 انتخب رئيسا للنمسا وظل في هذا المنصب حتى عام / 1992 / .
وهو صاحب مؤلف في السياسة الخارجية للنمسا يحمل عنوان   "النموذج النمساوى"   وقد نشر باللغات الألمانية والانكليزية والفرنسية .
 
 
 
ٍ جميع الحقوق محفوظة لموقع syriandays - syrianews - سيريانديز- أخبار سورية © 2024