الأربعاء 2013-04-03 00:44:23 رئيس التحرير
وقائع زيارة قصيرة إلى وارسو..هموم سورية في عيون المغتربين..
ومحاولات بحث عن توافق عله ينتقل بالعدوى!...ودروس في الأمل من بلد دمرته الحرب العالمية مرتين...وعاد!

وارسو: رئيس التحرير
لطالما رغبت في زيارة بولندا، البلد الذي تخيلته دائماً مكسواً بالأبيض..
لطالما تذكرت تاريخه المليء بالمآسي والنضال ،تعرض للدمار في الحربين العالميتين لكن إرادة الحياة انتصرت..
هناك يستطيع المرء أن يحلم بنهاية للمأساة السورية،هناك يستطيع أن يستلهم من الشعب البولندي إرادة الحياة من تحت الدمار ..
المدينة القديمة تشعرك بالراحة النفسية،والشعب الطيب والودود ينسيك بعض الشعور بالغربة.
بولندا بلد صديق،تغير قليلاً بفعل انضمامه للناتو والاتحاد الأوروبي،ولكن بقي معتدلاً في مواقفه محترماً الصداقة العتيقة بين البلدين والشعبين..
في زيارتي القصيرة لوارسو،التقيت بعض الأصدقاء السوريين،صراعات الداخل تتجلى في الخارج بصورة أكثر تشنجاً،لكنهم يحاولون أن يتفقوا على قواسم مشتركة ...
هناك اتفاق على الدور الايجابي الذي تلعبه السفارة السورية في وارسو ولا سيما رئيس البعثة الدكتور ادريس ميا ،فهم يقومون بخدمة جميع السوريين على اختلاف مواقفهم،يحاولون نقل رسالة الحوار والإصلاح التي تعمل بموجبها الحكومة السورية...
النادي السوري في بولندا
خلال الحوار مع السيد نبيل الملاذي رئيس النادي السوري في بولندا قدم لنا تعريفا عن عمل النادي ونشاطاته مبيناً أن النادي هو عبارة عن رابطة المغتربين العرب السوريين في بولندا تأسست في سنتين بناءاً على الوضع في سورية هناك رابطة قديمة تأسست في الثمانينات لكن أصبح أعضاؤها و المسؤولين عنها يقومون بعمليات ضد بلدنا تظاهرات ويتبجحون باسم المواطنين السوريين والمغتربين السوريين في بولندا على أنهم مسؤولين في الرابطة فدعت الحاجة لتأسيس رابطة في المقابل بحيث نبدأ في أخذ المجال في التعبير عن آراءنا في دعم الوطن ومساندته وتوصلنا الى أهدافنا ولم يعد هناك اسم لتلك الرابطة التي كانت تحمل اسم المغتربين بل كانت تأخذ أسماء منظمات أخرى كالمتظاهرين السوريين وجمعيات دعم المتظاهرين السوريين في بولندا وأجروا بعض اللقاءات مع الأعضاء البرلمانيين المساندين لهم . الذي حدث أننا كشفنا الستار عن ذلك التنظيم وكشفنا أيضا ملفات أربعة في الشرطة البولنديا والنيابة العامة لمؤسس هذا التنظيم التي أكدت أنه كان تاجر مخدرات وكان يقوم بالعديد من الأعمال المخلة بالآداب العامة وقد كانت آخر الأعمال التي قام بها ذلك التنظيم الهجوم على السفارة السورية ليلاً ورفع علم الثورة فوقها وكتبوا عبارات مسيئة للوطن وهذا ما أثار غضبنا فقمنا بتبليغ النيابة العامة بالأمر فكشفوا ملفات المؤسس لها وحالياً هو في السجن . وبعد القبض عليه لم يعد للتنظيم سبيل لينشط فقاموا بإنشاء آخر يدعى تنظيم دعم المهاجرين السوريين إلى بولندا ومن المعروف أنه لا يوجد مهاجرون سوريون في بولندا والسفارة البولنديا في سورية مغلقة وبولندا دوماً كانت صعبة في منح التأشيرات وهذا التنظيم أيضاً بلغ عنه .
في ملفات تلك التنظيمات تقرأ من أهدافهم جمع التبرعات والأدوية وهم بتنسيق كامل مع الجيش الحر وهذا شيء يدعو إلى السخرية، ولذلك قمنا برفع تقرير إلى النيابة العامة بأنهم يتعاملون مع منظمة إرهابية باعتبار الجيش الحر له علاقة بالإرهاب ومرتبط معه بشكل كامل .
إذا أردنا أن ننتقل خطوة ضمن البرنامج السياسي الذي وضعته اللجنة السورية باتجاه الحوار .
الحوار هو حوار وطني على الأراضي السورية في النهاية ولكن لن نستطيع أن نتلمس في بلدان الاغتراب ومنها بولندا . حوار وطني حتى مع أولئك الذين قاموا بتلك الأنشطة غير القانونية ومسيئة للبلاد .

وحول إمكانية إيجاد قواسم مشتركة مع هؤلاء لحماية البلاد قال الملاذي:
القاسم المشترك الوحيد الذي يمكن أن يربطنا هو عدم الدعوة إلى التدخل الأجنبي في شؤون سورية وحل المشاكل السورية بشكل داخلي والسوريين هم فقط المسؤولين عن حل مشاكلهم .
نحن نرى أن هناك مسيرة للتقدم والتطور والتغيرات في ظل القيادة السورية هي مسيرة مستمرة ولم تقم بها من قبل أي دولة ففي أميركا استغرقوا عشر سنوات حتى استطاعوا إدخال قانون الرعاية الصحية . نحن لدينا العلاج والتعليم مجاناً هذا موجود من البداية في ثقافتنا ، لذلك الناس الذين لا يفهمون أن ثقافتنا هي حضارة الإنسانية وأن الحرية الموجودة لدينا ليست موجودة لدى أي شعب آخر وأولئك الناس الذين أرادوا إدخال حريتهم إلى بلدنا التي تقوم على قطع الرؤوس وقتل الأطفال وتدمير البنى التحتية هذا بالتأكيد مرفوض .
وأي إنسان يدعو إلى هذه الأعمال الإرهابية هذا إنسان مرفوض بغض النظر حمل السلاح أم لم يحمله .
نحن نرى أنه يجب أن يكون هناك بذل على الصعيد الشعبي بدون تدخل الحكومة أو قيادات المعارضة في الخارج أن تقوم الجالية السورية هنا ضمن هذا الجو الذي يتطلب الحوار لمحاولة كسر الهوة.

وحول إمكانية أن يكونوا أصحاب مبادرة بهذا الخصوص قال رئيس النادي:
بالتأكيد ، نحن نساعد في رد الحملة الإرهابية على سورية ، كما نحاول تنظيم زيارات لأصدقائنا في فرنسا وبلجيكا وكذلك مع الجاليات الوطنية . لنريهم أننا لسنا مغلقين على التفاهم .
فأي معارضة سياسية في أي دولة في العالم حضارية كانت أم لا لديها برنامج سياسي معين لتخرج منه، ففي الدول الأوربية هناك حكومات معارضة حيث تجتمع الأحزاب المعارضة لتأسس حكومة بحد ذاتها لديها برنامجها تحارب به مع الحكومة الحالية لإدخال أفكاره إلى البلاد.فالمعارضة ليس لوجود الدولة بل المعارضة لإصلاح خلل ما فيها وكلنا مع الإصلاح .
وحول الجالية لسورية في بولندا و مستوى حضورها في الحياة العامة الثقافية الاجتماعية والاقتصادية أشار الملاذي أن لدى الجالية تأثير على القواعد الثقافية هنا وتأثير على الشبيبة البولنديا والمجتمع البولندي لكن هذا يقابله معارضة من ناحية السياسة الأوروبية المشتركة التي بولندا جزء منها فالأحزاب البولنديا كلها دون استثناء تعلم تماماً ما يحدث في سورية ووزارة الخارجية كذلك ، لكن الموقف الرسمي يضطرها الى أخذ مواقف معينة وحتى عندما قامت بسحب عناصر السفارة من سورية حصل هذا دون تنسيق مع السفير بحد ذاته الموجود في دمشق .
كان السبب باهت جداً حيث قال وزير الخارجية البولندي أننا قمنا بهذا لأن سورية رفضت السماح بدخول عناصر حماية داخلية إليها ليدافعوا عن السفارة البولنديا وهذا السبب واهي .
نحن بالمقابل قمنا بحملة ضدهم أرسلت رسائل لوزارة الخارجية حيث صدر تصريح رسمي بهذا الخصوص يقول أن السبب في هذا السحب الأوضاع الأمنية في سورية وأنه سحب مؤقت .
بمعزل عن الأزمة ضمن الحدود السورية هل للنادي بصمة في مجالات أعمالكم ؟
بالتأكيد السوريين لهم دور كبير في تطور المجتمع البولندي بحد ذاته . نحن جميعاً هنا أصحاب مناصب . فأنا تخرجت من الجامعة وطلبت للعمل بعد عامين في شركة طرق هولنديا في ليبيا
وهذا تقدير للجهود التي قمت بها . السوريون هنا جميعاً متفوقون في أعمالهم في كل المجالات وهم مرتبطون هنا أكثر من ارتباطهم بالوطن الأم .
وهم يعرفون بعاطفيتهم ونحن جميعاً نؤكد أن وطننا الأم حاضر فينا وهذا ما يجعل الشعب البولوني متعاطف معنا فاهمٌ لقضيتنا .



رئيس اتحاد طلبة سوريا في بولندا : لسنا ذراعاً للنظام كما يدعي البعض!
لم اكن اعتقد ان من يبعدون مسافات شاسعة عن وطني سورية يشعرون بكل هذا الاسى والخوف على وطنهم الام لحد ظهوره على وجوههم بشكل واضح هذا ما لمسته خلال حواري مع رئيس اتحاد طلبة سورية السيد جمال بنيات الذي عرض خارطة الطلبة السوريين الذين يدرسون في بولندا وما هي أعدادهم وما الاختصاصات التي يدرسونها وهل هم جميعا موفدون فقال أن أغلب القادمين إلى بولندا ليسوا موفدين ويأتون على حسابهم الشخصي بولندا كبيرة وهم موزعين في كل أنحائها . عندما انتخبت رئيس فرع اتحاد الطلبة جمعتهم وأسست هيئات إدارية في كل مدينة كان هناك العديد من النشاطات في أول سنتين كل شهر مرتين هذا قليل لكنه جيد بالنسبة إلى بولندا الآن نحن مئة طالب وقبل هذا كنا بالآلاف والآن يأتي طلاب ليس لدينا أي تواصل معهم .
ونسأله:ما هو المشجع ليقوم الطلاب بالتواصل مع الاتحاد ؟
**هذا شيء غريب في الحقيقة كنا نجتمع ونتحدث لا يحضر الجميع لكن هذا يحدث ولكن بعد الأزمة لا يوجد أي شخص له أي تواصل معنا حيث حدث شيء من التهرب من قبل الطلبة .
• هل ينظرون إلى الاتحاد أنه يلعب دور كذراع من أذرع النظام ؟ وهل أنتم هكذا فعلا ؟
** هم فعلا ينظرون إلى الاتحاد هذه النظرة ونحن أبدا لسنا كذلك .
• ما هي القيمة المضافة حقا إلى الطلبة عند الالتحاق بالاتحاد ؟
** نحن نقوم بأنشطة في كل مدينة عن سورية ثقافيا واجتماعيا دون التطرق للسياسة ونلقي محاضرات للطلاب في الجامعات ، نحن ننقل صورة سورية وحقيقتها .
ومن موقف بولندا المتحيز تجاه سورية لم نعد نستطيع إلقاء المحاضرات حتى الثقافية في الجامعات !!
• إذا أردنا النظر إلى الجو الذي ينظر إليه الجميع بالقول والفعل . السعي نحو حوار وطني حول الأزمة في سورية ، أنتم كاتحاد طلبة كيف يمكن أن تكونوا نواة لهذا الحوار في أوساط الطلبة أن تقاربوا بين وجهات النظر وتخففوا التشنج ؟
** كنت أحب الاتصال مع الطلبة تحدثت عن المشكلة للسفيرة القنصل وقدمت لها أرقام الطلبة وتحدثنا معهم جميعا وحضرنا لاجتماع لمناقشة الآراء فكان الحضور للأسف شخص واحد مع العلم أن تكاليف وصول الطلبة إلى مكان الاجتماع مغطاة .
أ* نتم من خلال علاقتكم مع اتحاد الطلبة في سورية هل أصبح هناك توجهات جديدة نحو التوفيق بين الطلبة السوريين هنا أكثر من أن تدخلوا كطرف مع أو ضد ؟
الاتحاد دوما كان محامياً. نحن كنا نسأل عن أسباب توقف الاجتماعات مع الطلبة ويكون ردنا نرجو منكم الاتصال مع السفارة والتساؤل عن الأسباب .

 

كنجو:متشائم في بولندا متفائل بسورية
من جهته يقول الدكتور رافع كنجو أن السوريون في بولندا كتلة غريبة من بروفسور إلى عامل تنظيف ، ليس كألمانيا هناك تنوع في المستويات ، ففي بولندا عدد قليل من السوريون رجال أعمال معروفون والغالبية عمال بسطاء وأناس عاديون .
عموما بعد اكل ما حدث من المؤكد أني أستطيع الجلوس مع ذاك الشخص الذي وقف ضدنا دون أسباب والتحاور معه ولكن يبقى هناك نوع من الحساسية والنفاق .
وقال :أنا متشائم قليلا من السوريين في بولندا لكني متفائل بسورية كثيرا .

ٍ جميع الحقوق محفوظة لموقع syriandays - syrianews - سيريانديز- أخبار سورية © 2024