الأحد 2018-12-16 11:20:59 **المرصد**
ماذا يحدث بين /د. سفاف/ وأعضاء المجلس ؟!.. د. قربي: وزير التنمية الادارية تحتاج لدورات مكثفه في فن المخاطبة
سيريانديز – مجد عبيسي
سؤال مشروع ويتبادر إلى الذهن، ماذا بين وزير التنمية الإدارية سلام سفاف وبين أعضاء البرلمان؟!
باتت قضية د. سلام سفاف وزير التنمية الإدارية وأعضاء مجلس الشعب قضية تستحق الوقوف والتقضي الفعلي، فالملاحظ للمراقب أنه على مدى عدة جلسات حضرتها وزير التنمية الإدارية سلام سفاف، لم تنل فيها سوى النقد الشديد على أمور مختلفة منها الأداء ومنها أسلوب التعاطي ومنها سوء الخطاب.. إلخ، ونحن هنا كناقلين وليس كناقدين نستعرض معكم لمحات عما ورد في جلسات سابقة فقط لنفهم ما المشكلة فعلاً..
في شهر نيسان الماضي تحولت جلسة لمجلس الشعب كانت مخصصة لمناقشة خطة وزارة التنمية الإدارية إلى مجادلة تبادل فيها بعض أعضاء المجلس ووزير التنمية سلام سفاف الاتهامات والنقاش بلغة حادة.
تساءل عدد من أعضاء مجلس الشعب حينها "لماذا لا يوجد أي إنجاز لوزارة التنمية الإدارية حتى تاريخه؟" مشيرين إلى أن ما تقدمت به الوزير غير مفهوم بالنسبة للشعب، علماً بأن المطلوب أن يكون هناك تدخل مباشر في الإصلاح.
ليحدث بعد ذلك أخذ وردّ بنبرة حادة، إذ تحدث النائب رياض طاووز عن تطاول من بعض الوزراء على أعضاء مجلس الشعب، وآخرهم وزير التنمية الإدارية "التي وصفت عمل اللجان (بالمشايلة)، إذ قالت خلال اجتماعها مع معاوني الوزراء أن مجلس الشعب يقف معارضاً للمشاريع المقدمة وأن النواب يشكّلون جبهات عمل وتحالفات وهذا يعتبر تطاولاً على مجلس الشعب".
وجاء رد رئيس المجلس حموده الصباغ حينها قائلاً: "...لا يمكن أن نفرط بحق المجلس ولا نقبل من أحد أن يتطاول على نوابه"..!!
وفي جلسات لاحقة، عاد المجلس لتناول د.سفاف وأداءها الوزاري هذه المرة، حيث وجهت النائب في مجلس الشعب ماري البيطار انتقادات وصفت باللاذعة لأداء وزير التنمية الادارية الدكتورة سلام سفاف بدأتها بسؤال حول مآلات مشروع الاصلاح الاداري الذي اطلقه سيد الوطن، وأداء وزاره التنمية الادارية على أرض الواقع، وقالت: "كان اهم محور من محاور المشروع هو "رضا الموظف"، وما يجري في وزاره التنمية مخالف تماماً لهذه الأيقونة!".
 وتابعت حينها البيطار في مداخلتها تحت قبة البرلمان وبحضور أعضاء الحكومة: "نريد تفسيراً لماذا أغلبية موظفي التنمية الإدارية يحاولون الفرار الى الجهات الاخرى نتيجة عدم رضاهم؟!"، معتبرةً أن ذلك يؤكد عدم قدرة الوزير القيادية، متسائلةً: "كيف يمكن لمن لا يجيد فن القيادة الإدارية ان يكون مكلفا برفع المهارات القيادي لجميع معاوني الوزراء والمدراء!".
وهنا اعتقدنا أنه تقصير مرحلي في أداء الوزارة وقع تحت مساءلة أعضاء البرلمان، لكنه كان في صميم عمل الوزارة ألا وهو القيادة!
ومن ثم في جلسات تالية عادت وتلقت وزير التنمية الادارية سلام السفاف سيل من الانتقادات، مما أدى لاستغراب السفاف هذا الموقف من غالبية أعضاء مجلس الشعب، والميول إلى أن الاعتقاد أنهم ينتقدون من منطلق شخصي غير دستوري بهدف التصويب! ما دعا بالنائب ماري البيطار حينها إلى تذكيرها بدور مجلس الشعب الرقابي على عمل الوزارات، وأعضاء مجلس الشعب ينطلقون في انتقاداتهم من منطلق دستوري وهدفهم تطوير العمل وتصويب الأداء.
ومن ثم تلا ذلك عدة مداخلات تضمنت انتقادات واسعة لأداء وزارة التنمية الادارية التي حضرت وزيرتها جلسة لمناقشة أدائها، قدمت فيها عرضاً مفصلاً عن عمل الوزارة وإنجازاتها،  العرض بحسب المصادر جعل النائب محمد خير عكام يشعر وكأنه في سويسرا على حد تعبيره، وأكد أنه من غير المقبول القول إن جودة الخدمة لا علاقة له بالراتب، وأشار إلى أن علم الادارة العامة يربط بين جودة الخدمة العامة والرواتب الكافية والمجدية التي يتقاضها الموظف، ولفت إلى أن الانتماء الوطني ضروري في كل عمل، وتعزيزه يتطلب من الحكومة تحقيق توازن بين تكاليف المعيشة والدخل، ورأى أن على وزارة التنمية الادارية أن تشير لذلك.
وآخر ما حرر حول جولات د.سفاف في المجلس، رد فعل النائب د. صفوان قربي على صفحته الشخصية إذ منشوره بعبارة:
"جلسة لمجلس الشعب ليتني لم احضرها" حيث وصف القربي الجلسة بأنها جلسة اختبار الصبر، وقال إنها طبعت الإحباط المؤلم حسب تعبيره على وجوه أعضاء مجلس الشعب، وأضاف: السيدة وزير التنمية الادارية حطمت تفاؤلنا بالوزارة.
وتابع واصفاً انطباعاته حيال أداء الوزير السفاف خلال الجلسة: فوضى في الأفكار _ عدم تركيز _عدم قدرة على تنسيق الإجابات _ خلط عجيب بين ما يقال في الكتب والمحاضرات وما يجب أن يقال بهكذا اجتماعات، زحمة مصطلحات ونظريات شتت الجميع وأولهم ذاتها، استعراض عضلات في غير مكانه وزمانه!!.
ولفت القربي إلى أن التساؤل والاستفسار والنصح حتى التمنيات بالخير كل ذلك اعتبرته الوزير نقدا اعتادت عليه ولن تلتفت إليه!.
ورأى أن التنميه الإدارية ليست بخير كحال كثير من الملفات، وأن وزير التنمية الادارية تحتاج لدورات مكثفه في فن مخاطبة الآخرين وكيفية تكييف الخطاب واستشعار الرضا من عدمه وبالتالي تعديل وتلطيف واختصار الكلام حيث يجب.
ونصح القربي السفاف مع تقديره لعنفوانها واصرارها على النجاح على حد تعبيره، نصحها بمراجعة حقيقية لطريقة التفكير والأداء والاحساس بنبض ومشاعر من تخاطبهم.
وتابع قائلاً: رغم معدل صبري العالي اعترف بعدم قدرتي على الصمود أكثر وخرجت من الجلسة قبل ربع ساعة من نهايتها
ولاتسالوني ماذا كنت أدمدم.. وختم: "للحديث بقية".
ختاماً يتساءل مراقبون: هل وزير التنمية الإدارية د. سلام سفاف ضحية تحامل جماهيري شخصي اتفق عليه المجموع؟!

 

ٍ جميع الحقوق محفوظة لموقع syriandays - syrianews - سيريانديز- أخبار سورية © 2024