الجمعة 2019-04-05 19:29:30 **المرصد**
نحن نفصّل وهم يلبسون!!

 بقلم غسان فطوم

أحد أولويات مرحلة إعادة الاعمار إن لم يكن من أهمها هو كيفية تشغيل الكفاءات السورية واستثمار طاقاتها في كل المجالات؟!.
واقع الحال يشير بوضوح إلى وجود "جيش" من العاطلين عن العمل ساهم في تشكيله الفشل في إيجاد إستراتيجية وطنية لتشغيل الشباب، حيث اكتفينا فقط بحلول اسعافية لم تجدِ نفعاً لأن "جلد الشباب" تعوّد على نخذ أبر التخدير!، فلا مكاتب التشغيل ولا هيئة مكافحة البطالة ولا حتى مشروع تشغيل الشباب وغيره من المشاريع استطاعت أن تؤّمن فرص العمل لطالبيه الذي يفوق عددهم الـ 275 ألف كل عام!.
في عام 2005 أتذكر أن وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل تفاخرت أمام الإعلام بانضمام سورية إلى الشبكة العالمية لتشغيل الشباب لتشجيعهم في دخول مجال الأعمال أو إقامة مشاريع متوسطة وصغيرة، لكن منذ ذاك التاريخ ولغاية اليوم لم يتم الوصول إلى ما يريده ويحتاجه الشباب، بل الأمر ازداد سوءاً مع بداية الحرب على سورية عام 2011، حيث توقفت كل البرامج والخطط التنموية وعلق السبب على شماعة الأزمة!.
سؤالان يمكن طرحهما هنا: هل ستبقى الأمور على حالها مجرد "صف حكي" لا يقدّم ولا ينفع الشباب "الأحياء الأموات" أم سنشهد انتفاضة مع ملامح الاستقرار التي بدأ يترسخ بعودة الأمن والأمان؟، ومتى نستثمر العمر الشبابي ونجني خيراته بدلاً من تركها للغريب؟!
كم نحن بحاجة لقرارات جريئة مبنية على خيارات سليمة لضمان جني الثمار الخيّرة وتوافق المدخلات مع المخرجات التي تجنّب شبابنا من الوقوع في المطبات وتفسح لهم المجال أن يكونوا شركاء في صنع القرار الذي يتعلق بمستقبلهم، فقد انتهى الزمن الذي كنّا فيه نفكر عنهم ونقرر "نحن نفصّل وهم يلبسون".
حسب آخر مسح لقوة العمل ارتفعت نسبة البطالة إلى أكثر من 59% وهو بلا شك رقم صادم وقابل للزيادة مع تعثر الحلول الموعودة، علما أن النسبة كانت قبل الأزمة بحدود الـ 8% خلال عامي 2003 – 2010 حسب الإحصاءات الرسمية المعتمدة على المكتب المركزي للاحصاء!.
من الآخر .. نحتاج إلى فتح باب الاستثمارات وخاصة في القطاعات المطلوبة والمرغوبة من الشباب، كفانا وعوداً لإنعاش فرص العمل، الشباب يريدون حلولاً عملية، فقد ملّوا الانتظار، والأخطر أن عشرات الآلاف منهم بل المئات منذ بداية الحرب وضعوا أحلامهم المؤجلة في حقيبة سفر صغيرة ورحلوا بحثاً عن عمل قد لا يسعفهم الأمل بإيجاده!.
 

ٍ جميع الحقوق محفوظة لموقع syriandays - syrianews - سيريانديز- أخبار سورية © 2024