الجمعة 2019-09-13 01:53:49 رئيس التحرير
الرياضةُ..اقتصاد
الرياضةُ..اقتصاد

أيمن قحف
تبدأ بعد أيامٍ تصفياتُ كأس العالم وآسيا بكرة القدم بمشاركةِ منتخب سورية الوطني الذي أحيّا الآمال ذات يوم ثم خيبها في كل المناسبات التالية..
وسيبدأ الدوري السوري للمحترفين قريباً بعد أجواء انتقالات تشبه الميركاتو الأوروبي!!
اشتعلت البطولات الأوروبية المحلية والقارية مبكراً واشتعل معها بالطبع الجمهور السوري المتابع النشط لعالم الكرة..
لا تستعجلوا فالحديث ليس رياضياً صرفاً في بورصات وأسواق ، بل هو حديثٌ مرتبطٌ جداً بالبورصات والأسواق والاقتصاد..
كل رياضتنا وكرتنا في تراجع لأنها منفصلة عن الاقتصاد، وقد تكون المرة الأولى التي نشهد فيها بورصة انتقالات حقيقية في سورية بعد دخولٍ تنافسيٍّ من بعض رجال الأعمال لدعم بعض الأندية ولاسيما لتعاقدات جديدة..
ولكن ماعدا ذلك فإننا ما زلنا نغوص في عالم الهواية الذي فقد رعاية الدولة لضعف الإمكانات وهزالة بعض القيادات الرياضية وتراجع الاهتمام بالرياضة التي أصبحت خارج الأولويات بالمطلق .
من بديهيات الاقتصاد أنه حيثما يوجد سوق واستهلاك ينتعش الاقتصاد ، ومن المسلمات في عالم الرياضة الحقيقي أنه أصبح قطاعاً اقتصادياً ينتمي لعالم الأعمال الذي يستثمر في المواهب ويجني المال من شغف الجماهير المتعطشة للمنافسة .
فإذا كنا متفقين على أن الاستثمار في الرياضة استثمارٌ ناجحٌ وأن النجاحات الرياضية تعزز الحالة الوطنية بل وترفع معنويات الشعب وتماسكه ، فعلينا أن نسلم بأن أي استثمارات في الرياضة هي استثمارات مربحة ، وأي نفقات هي نفقات مستردة .
إن الرياضة السورية تحتاج لإعادة هيكلة ، تبدأ من إلغاء ارتباطها بحزب البعث وتحريرها من المركزية الشديدة وتحرير الأندية من حالة التبعية إلى حالة الاستقلال وفق قوانينٍ وأنظمةٍ واضحة وتركها تؤمن مواردها من جماهيرها ومن إداراتها الشفافة لأملاكها .
لقد ترك لنا القائد الخالد حافظ الأسد بنيةً رياضيةً عظيمة من المنشآت بدأت تتآكل بالإهمال وسوء الاستثمار وصولاً إلى حالات خصخصة غير معلنة عبر استثماراتٍ غير مجدية وعلى حساب النشاط الرياضي والأمثلة كثيرة .
علينا أن نُنشئ إدارة اقتصادية للنشاط الرياضي توازن بدقة مابين الحفاظ على المنشآت القائمة وإقامة الجديد منها والتفتيش عن المواهب منذ الصغر لصقلها في مختلف الرياضات وإدخال مفهوم الرعاية التجارية لتأمين التمويل اللازم بشكلٍ أكثر احترافاً والسعي لتحقيق إنجازات تدير عجلة الاقتصاد الرياضي .
يدفع الجمهور السوري سنوياً مليارات الليرات لتشجيع ريال مدريد وبرشلونة والبرازيل وألمانيا وغيرها ولو وجد إنجازات لأُنفق على تشجيع الفرق المحلية بحضور المباريات في الملاعب والمقاهي وشراء القمصان والصور وما يعنيه ذلك من فرص عمل.
إن إقامة المنشآت الرياضية هو عمليةٌ استثماريةٌ بامتياز تؤمن آلاف فرص العمل المباشرة وغير المباشرة ويعود رأسمالها بسرعة فهي منشآت ذات عائد اقتصادي مؤكد.
حتى الإعلام الرياضي ينتعش و تدور عجلته الاقتصادية ويؤمن مئات فرص العمل..
علينا أن ننفق لإحياء الرياضة المدرسية والجامعية وتنظيم بطولاتها وتكريم أبطالها وخلق فرق بحث عن المواهب..
وربما أصبح من الضروري توحيد مرجعية الرياضة ومنشآتها وأنديتها بإحداث وزارةٍ للرياضةِ والشباب تدير الملف بكفاءة..

ٍ جميع الحقوق محفوظة لموقع syriandays - syrianews - سيريانديز- أخبار سورية © 2024