السبت 2020-10-02 19:55:28 ثقافة ومنوعات
وثيقة وطن...
منال محمد يوسف 
إن وثيقة وطن...وثيقة الدّم السّوريّ والبقاء الأسطوريّ
إنّها التاريخ والحاضر  ومنهجيّة تخليد و توثيق كلِّ ما يمكن له أن يُكتب و تُوضع عظمته بين قابيّ "الشيء الموثق شفهياً  و عملياً"
الشيء الذي يخصُّ الوطن و يرسم ملامحه في  الحربِ والسلمِ
 و يُختصر ربّما في عبارة "وثيقة وطن "
 وثيقة الشرف الأعلى أو وثيقة التحدي الأسمى 
وثيقة سوريتنا الحبيبة مع الشَّمس ,  حكاية الشيء الوجوديّ الذي لا يموت ..  
 هذه الوثيقة التي يجب أن تُسمّى "وثيقة البقاء الأسطوري  ونهجه الأوثق ",نهجه الأبقى و أبجدياته التي  تُقارب عهود الشَّمس فخراً  تُقاربها رسالات إنسانية مُشرقة تتجلى بها نطقُ الأبجدية الأوّل , أبجدية الإنسان السّوريّ 
 وثيقة الجراح , وثيقة  من رحلوا  و غيروا ملامح هذ الوطن الحبيب ..
 إنّها وثيقة الوجود السّوريّ الذي يُحادث الإشراق منذُ عهود التكوين الأولى  و يكتبُ  بحبر الشيء الوجوديّ , بحبر الدّم و علائم الرّهان القويم وقد يكون ما حصل هو خير وثيقة تورث للأجيال القادمة 
قد تكون هذه "وثيقة الدم السّوريّ " وثيقة الحياة و لحنها الباقي رغم كلِّ ما مرَّ من حربٍ ظالمة 
و هنا يأتي دور التوثيق و يتجلّى بأبعاد مختلفة , أبعاد قويمة الانتماء لكل ما هو توثيقيّ , ولكل ما يضع سرّ عظمته بين قابيّ التوثيق وأحكامه العُليا و المُثلى على حدٍّ سواء ..
فالتوثيق يعني التحدث بلغة الأرض و ما مرَّ عليها  يعني مُصادقة الوقائع التي وقعت حقاً  فالتوثيق "ضرورة وطنية " يجب العمل عليها
و بالتالي مماثلة وقائع الحرب "بلغة ٍ توثيقيّة " لغة تروي ماضي الأشياء حتى وإن مضى , تجعله مُضارعاً يعيشُ معنا و مع الأجيال ..
و هذا لا يتم بالفعل إلاّ من خلال التوثيق المُباشر  التوثيق الحيّ الثابت الذي لم يطرأ عليه إضافات خارجية 
 وهنا نقصد بالطبع التوثيق الحقيقي الذي يأتي من الأرض  و يتحدث عن أبناء هذه الأرض 
وقد تكون وثيقة وطن  تخليداً لشيءٍ عظيمٍ بكل جراحاته  لشيءٍ يُسطّر حقيقة نورانيّة لا بدَّ من تدوينها 
و تسطر أمرها فهي "حياة خالدة " تروي أسرار لا يُمكن إلاّ الانتباه إليها , و تؤرخ لشيءٍ لا يمكن أن يُمحى و بالتالي 
فقد يُمثّل "ذاكرة وطن " أو وثيقته المُثلى التي تروي قصة حرباً ظالمة و تضم "جراحات البشر و الحجر "
و  تكتبُ "تتمة البقاء الأزليّ " تتمة الشيء التاريخيّ الذي يُراد 
و تُصيغ بالتالي دساتير يرتسم حالها  نطوق الصرخة الوطنيّة في    التي تبدو في أبهى تجلياتها ..
و تضع بين قابيّ الوطن " حكايات ربّما تكون نورانيّة الأوجاع"
توثق عظمتها و سرّ الإعجاز إذ جاء منها و إليها ..
و أصبح يُسطّر ما يجري كمنهجٍ تاريخيّ يمكن اللجوء إليه ..
يمكن البناء على أمره مما حدث فعلاً .. و يمكن بناء "العبرة الوطنيّة " و بالتالي جعلها تواريخ فعليّة مُثبتة بالأدلة و الوقائع الحاصلة فعلاً ..
 وقائع أليمة يمكن توثيقها بمجلدات عظيمة تختصر الوجع الوطني الكبير و تؤرّخ لعظمة ما يمكن أن يُقرأ 
 و يعتبر عبارة عن تذكار ليس خيالاً و إنما حقيقة واقعة فعلاً  .. و هنا يجدر أن نقول أن كلِّ حكاية هي بمثابة أسطورة تمتثل لنا .. و هي  تمثل الرُّوح السّوريّة  التي تنبض بغبطة الحياة , الحياة السّوريّة التي ولدت حيث "أوغاريت " وأعمدة تدمر 
حيث الرواية التي تُكتب بحبر و ديمومة العطاء السّوريّ المتجدد عبر الأزمنة كما تُمثل ثقل التراكم الحضاري 
 ومن هنا نشأت "فكرة مؤسسة وثيقة وطن " فكرة توثيق قصص الحرب و  رواياته الواقعية 
و لا ننسى هذه المؤسسة تشرف عليها الدكتورة بثينة شعبان المستشارة السياسية والإعلامية في رئاسة الجمهوريّة العربيّة السوريّة ,  تشرف على هذا المشروع التوثيقيّ الرياديّ
كما يشرف على هذه المؤسسة  مجلس أمناء والعديد من المفكّرين والباحثين ممن يعملون على صياغة المنهجية الصحيحة لمشروع "وثيقة وطن "
و في هذا الإطار تمَ الإعلان عن  " جائزة حكايتي " و هذا يدخل في إطار التوثيق الجماعي , التوثيق الذي يعتمد على ذاكرة من عاشوا بكل تفاصيلها 
و في هذا الإطار الهامّ تسعى مؤسسة وطن لاستثمار كلِّ مشروع أدبي يهدف إلى التوثيق من خلال الأعمال الأدبية و السينمائية
وهناك قسم "التوثيق الشفهيّ الذي يعتمد على بعض الشهادات و يُمثّل حكاية التوثيق الشفهي و أرشفة بعض أحداثه وتواريخه الهامة
كما يوجد هناك مكتبة كبيرة تحمل اسم "مكتبة مؤسسة  وطن " وهذه المكتبة قد تُشكّل ذاكرة حقيقية لكل من يهتم بالتاريخ والتوثيق
ولهذه المؤسسة مجموعة من الفعاليات والمشاريع الهامة والهادفة ..و العديد من الورشات العمل التي تخصَّ الموضوع التوثيقيّ الهادف ..
 و تُمثّل "عمل وطنيّ "
قد يُختصر بهذه العبارة " وثيقة وطن وثيقة الدّم السّوريّ والبقاء الأسطوريّ " 
 وثيقة التوثيق التاريخي الهام الذي يخصُّ هذا الوطن أولاً وأخيراً 
 
ٍ جميع الحقوق محفوظة لموقع syriandays - syrianews - سيريانديز- أخبار سورية © 2024