الجمعة 2020-11-06 14:32:21 ثقافة ومنوعات
(فن الطريق) في حي الشعلان بدمشق.. لطريق الفن حكاية..
سيريانديز   مجدولين صبح
 
قبل فترة زمنية  ليست بالبعيدة كانت جدارن وارصفة هذه الشوارع تتصبغ بدماء المارة نتيجة قذائف الحقد التي كانت تنهال على دمشق واحيائها واليوم نفس الجدران وونفس الشوارع تتلون بفراشي تمسكها ايادي تبحث عن فسحة امل بعد سنوات الحرب الطويلة لتبعث رسائل حب وحياة من قلب عاصمة الياسمين دمشق التي اراد النحات مصطفى علي ان تكون مبادرته بالتعاون مع فئة من الشباب السوريين مختلفة حيث حدثنا قائلا انسان يعمل منذ 40 سنة علي الاقل بالتأكيد يحب ان يقدم شيء للناس وانا شخصيا كنحات استطعت ان ادخل النحت الى بيوت الناس
وأكد أن الفنون البصرية كانت مجهولة بعض الشيء في سورية وقد يعود السبب الى  عدم الاهتمام لدى غالبية السوريين فيها وبالاخص اهمال الفن  في المدارس ولكن  في الحقيقة الان اصبح  الاهتمام بالفنون اكبر واصبح لها دور كبير ودخلت للبيوت بشكل سريع وواسع ...
وقال:  قررنا الخروج للعمل في الشارع لانه لا يكفي ان يعيش الفنان بمشغله او مرسمه فمن المهم ان نكون على حوار وتماس مع الناس...
  
مضيفا: لقد اخترنا مجموعه من الشباب والصبايا وتركنا لهم الحرية في العمل والابداع من اجل   ان يقدموا لنا شيئا يبهج العين والقلب، واخترنا هذا الشارع الجميل والقديم  في منطقة الشعلان وقمنا بتسكيرة بالتنسيق مع الجهات المعنبة وقررنا ان نكون احرار بالتعامل مع الطريق وجهزنا للفنانين كل ما يلزمهم  ...
اما بالنسبة للفكرة فقد بدأت كيف يمكن ان تظهر فنك امام الناس والجمهور الذي فاجأنا بطريقة تجاوبه  حيث كان التفاعل   كبير وكان يتزايد يوما بعد اخر  واتمنا ان تكون هذه التجربة بداية ناجحة لملتقيات اخرى
 
الفنان الشاب ميار عبيدو  شكر الاستاذ مصطفى علي على اتاحت الفرصة له  للمشاركة في هذا الملتقى الذي مكنه من  النزول الى الشارع  تقديم شي جديد للجمهور بشكل مباشر من خلال الفن واللوحة الفنية وهذا هو الهدف الاهم بالنسبة للملتقى
جميع الاصداء حوله  جاءت ايجابية باستثناء بعض التعليقات السلبية  عبر وسائل التواصل الاجتماعي  الرافضة  لفكرة الفن وسط الوضع الراهن  الا انها كان قليلة وفق عبيدو الذي اكد ان  الغالبية  ابدو اعجابهم باللملتقى لا سيما اننا من خلال لوحاتنا  نعبر عن الوضع الراهن وعن كل الضغوط التي نواجهها منوها الى انه مع بدء وضع الحرب اوزارها   بدأت تظهر اثار هذه الحرب على المجتمع السوري  وهنا يكمن دورنا  كفنانين للقيام بردة فعل عن ماكان وما نشهده الان فما من شعوب عانت من الحرب ومرت بتجارب سيئة الا واظهرت بعدها الابداعات ابنائها
من جهته الفنان التشكيلي محمد رمضان احد المشاركين في ملتقى فن الشارع، اكد ان الملتقى هو بالاساس فكرة الفنان النحات مصطفى علي والهدف منه  زيادة الوعي الفني لدى الشارع السوري وإغنائه بالثقافة الفنية 
حيث قال:  احببنا ايصال فكرتنا من خلال الوحات التي ننفذها ضمن الشارع نفسه ان كان بطريقة مباشرة بسبب ضعف الثقافة الفنية  لدى شريحة واسعة من ابناء  البلد او بطريقة غير مباشرة للناس المختصين بالفن والقادرين على قراءة اللوحات، منوها بوجود تعاون كبير من كل الجهات المعنية ودعم لنوصل رسالتنا بالشكل المناسب  الا ان  ما نقوم به يبقى  جديدو بحاجة الي دعم واهتمام كبير
مبينا انه كان للحرب  تأثيرات علينا كفنانين وحتى على السوريين بالعموم بالتأكيد تأثرات سلبية كبيرة الا اننا حاولنا ان نعبر عن هذه المشاعر من خلال اللوحات ونعمل على ان يغطي الفن ثغرات الحرب في نفوسنا وان نؤرخ الحرب عن طريق الفن  
وتمنى من جميع الفنانين اظهار مشاعرهم وترجمتها من خلال الفن واللوحة مازحا ان جميع الظروف ساعدتهم لاتمام العمل بالشكل المثالي الا الطقس الذي باغتهم بالمطر ...
اللافت في الملتقى كان التفاعل الكبير مع المبادرة سواء عبر وسائل التواصل الاجتماعي ام من المارة الذين رغم الطقس الماطر الا ان للفن ذواقته في  اقدم عواصم التاريخ التي مازال ابناؤها ينشرون ثقافة الحب وللحياة بدلا من ثقافة القتل والموت التي اريد ان تصبغ فيها عاصمة الياسمين...
 
 
 
ٍ جميع الحقوق محفوظة لموقع syriandays - syrianews - سيريانديز- أخبار سورية © 2024