الثلاثاء 2021-04-27 08:30:12 **المرصد**
قاسم زيتون و رأي جديد- خارج السرب - وهذه المرة عن قانون حماية المستهلك : وصمة عار في تاريخ التجار !!!

كتب : قاسم زيتون
قانون لحماية المستهلك :
اخيراً صدر قانون اسمه قانون حماية المستهلك والاستهلاك عملية تقوم بين طرفين مستهلك وتاجر وهل يتطلب الأمر صدور قانون ليحمي الطرف الاضعف وهو المستهلك .
اساساً في كل دول العالم المستهلك ليس الطرف الاضعف بل يتنافس التجار والمصنعون لإرضائه واحياناً لإغراءه بعروض كثيرة ترويجاً لمنتجاتهم وتنشيطاً لتجارتهم وبالتالي التجار هم انفسهم الحريصون على حماية المستهلك لأنه سبب استمراريتهم وهذا الواقع يكون في حالة التجارة الحرة القائمة على المنافسة حيث يلجأ التجار الى تخفيض ارباحهم الى نسب متدنية تشجيعاً للمستهلكين وليكون حجم المبيعات هو اساس الربح وزيادته وهذا هو الحال في الظروف الطبيعية اما الحروب والكوارث والازمات فتخلق حالات جديدة تمليها ظروف خاصة فالحصار يمنع التنافس الحر ويؤدي الى ندرة بعض المواد في الاسواق وهذه نتائج الحروب او الازمات الاقتصادية هنا تظهر اهمية قيم التجارة التي تعارفت عليها الامم منذ زمن طويل حتى اصبحت هذه القيم اشبه بقوانين ملزمة ادبياً لكل التجار وانطلاقاً من هذه القيم والادبيات تجعل الاحتكار امراً غير جائز ومن رفع نسب الارباح امراً معيباً لا يليق بالتاجر ونلاحظ ان هذه الادبيات مكتوبة ومعلقة في اروقة غرف التجارة في معظم انحاء العالم وهي شبه عهود او قسم تعاهدوا عليه التجار والالتزام بهذه العهود امر مفروغ منه لكل من يدعي انه تاجر لدرجة ان بنداً غريباً من الادبيات التجارية التي تعاهدوا عليه التجار وجدته في غرفة تجارة الدار البيضاء في المغرب يوصي بحسن التعامل مع السوريين سواءً تجاراً ومستهلكين لأنهم يدينون لهم بالفضل في تعليمهم التجارة واصولها واصول التجارة ليست كيفية الربح وادارة هذه الارباح بل الحفاظ على هذه القيم ايضاً وكنا نشعر بالفخر عندما نسمع احاديث التجار العرب وكذلك الاجانب وخاصة الاسيويين عن التجارة السورية والتجار السوريين وحسن تعاملهم وذكائهم وعراقة التجارة السورية عموماً .
ماذا حصل اليوم للتجار السوريين حتى تضطر الحكومةًالسورية لأن تصدر قانون لتحمي المواطنين السوريين من جشعهم واستغلالهم ولماذا باعوا تاريخهم وسمعتهم بثمن بخس ولماذا خيبوا امل السوريين حكومةً وشعباً في المواقف الصعبة حيث كان من المنتظر منهم ان يكونوا غير ذلك وأين تباهي معظم التجار في بلدنا بتمسكهم بدينهم حيث مكانهم في الصف الاول في المساجد ويقبلون يدي شيوخهم ويتنادون بلقب الحجي لصغيرهم وكبيرهم .
اين اخلاق التجارة التي تعاهدتم عليها
اين اخلاقيات وتعاليم الدين الاسلامي الذي تتبجحون بالتمسك بهذا الدين والدفاع عنه.
الى كل التجار السوريين بقدر ما سررت من صدور قانون لحماية المستهلك بقدر  ما ازعجني وحز في نفسي ان يصدر قانون ليحمي غالبية الشعب السوري منكم .
قانون حماية المستهلك هو وصمة عار في جباه تجار سورية .

ٍ جميع الحقوق محفوظة لموقع syriandays - syrianews - سيريانديز- أخبار سورية © 2024