الأربعاء 2021-09-22 12:42:05 أخبار اليوم
هل سيجوع المواطن.. بسبب ارتفاع (الأعلاف) ؟! الصعيدي: عبوة الماء أغلى من كيلو الحليب !.. والمربي والفلاح يعتبر خاسراً.. و(الآزولا) منقذ للثروة الحيوانية
سيريانديز - مجد عبيسي
أخجل أن قول أننا نسير نحو كارثة الجوع بسبب ارتفاع أسعار الأعلاف!
ولكن إن نظرنا إلى المائدة السورية اليوم، نراها شارفت على خسارة آخر وأهم مكوناتها وهي الأجبان والألبان، فبعد أن تجاوزت أسعار صحن البيض العشرة آلاف ليرة سورية، وخروجه رسمياً من خيارات المائدة لدى كثير من الأسر السورية، وقبله الفروج بجميع أشكاله ونكهاته، اليوم ينضم لهم إدام الإفطار "الجبنة واللبن" مع ارتفاعات لا منطقية زادت أمس نحو ألف ليرة ضربة واحدة لكل كيلو غرام.. وفي يوم واحد!!
رئيس جمعية الألبان والأجبان عبد الرحمن صعيدي أكد في تصريح لسيريانديز أن مبيع كيلو الحليب اليوم في المنشآت 1350 ليرة، والسبب عوامل تتعلق بالتكاليف كارتفاع أجور النقل والمحروقات والأدوية... ولكن الأساس هو استمرار ارتفاع أسعار الأعلاف!
وأضاف: اليوم مربي الثروة الحيوانية خاسر من ريف دمشق إلى سهل الغاب، والضيق الذي يعانيه في كل مرة، مرده شراء العلف -في كل مرة- بسعر أعلى من ذي قبل، حتى أن بعض المربين اضطروا لبيع رأس من البقر لشراء علف للبقية!
ونوه أن الحليب عبارة عن كتلة من المصاريف ابتداءا من رأس المال بالبقر إلى العلف والأدوية فالمحروقات، وبالتالي، ارتفاع سعره بشكل مستمر هو أمر طبيعي، ورغم ذلك، فهو دون التكاليف!، مستغرباً أن عبوة الماء اليوم أغلى من كيلو الحليب، رغم أن تكاليفها أقل من إنتاج الحليب بكثير! ومستغرباً أيضاً سعر الحليب المستورد الذي فاق سعر الحليب العادي، رغم أنه لا يخضع لمتغيرات تكاليف إنتاج؟!
 
وطالب صعيدي السؤال عن أسباب ارتفاع أسعار منتجات الحلقات الأعلى من المربين، وهم الموردين لمستلزمات الانتاج.
وأشار إلى نقطتين أولاهما أن سورية فقدت أكثر من 50% من الثروة الحيوانية خلال السنوات العشر من الأزمة، ولم يتم استدراك ذلك إلى اليوم.. بل هي في تراجع مستمر.
والنقطة الثانية هي مناشدة الجمعية للمعنيين لدعم قطاع الثروة الحيوانية، فحصلوا على جرعة كبيرة من الوعود المستمرة والإجراءات غير المجدية، وآخر ما حرر السماح لجميع القطاعات باستيراد العلف، ولكن هذا القرار جاء بعد فوات الأوان كون المربين لم تعد لديهم الملاءة للاستيراد، إذ باتوا متوسطي الدخل.. لا بل ومنهم الضعفاء.
كما أشار أنهم ناشدوا وزارة الزراعة بتأمين بدائل الأعلاف، وأن تعمل الوزارة على التوجيه بزراعتها ودعمها، كون الزراعة تملك أراضي شاسعة غير مستثمرة، يمكن استثمارها بزراعة "الآزولا" مثلاً ونشرها في المحافظات.
وأضاف أن الآزولا مفيدة في جميع القطاعات من دواجن وأبقار، وترفدها بكميات كبيرة جداً من الأعلاف، والتجربة ناجحة في عدة دول عربية، ونتج عنها أنه لم تعد دولة -مثل مصر- تحتاج لاستيراد الأعلاف رغم الثروة الحيوانية الضخمة لديها، لا بل وأصبحت تصدر أعلاف أيضاً.
فزراعة الآزولا تعد من المشروعات المربحة لأن تكلفتها عالية فقط لأول مرة، ومن ثم تنخفض إلى ما دون الوسط، وبالتالي توفر كثير من استيراد الأعلاف.
 
ٍ جميع الحقوق محفوظة لموقع syriandays - syrianews - سيريانديز- أخبار سورية © 2024