كتب أيمن قحف
كان علي اليوم أن أتحول من صحفي إلى وسيط «نزيه» بين طلبة الثانوية العامة وعائلاتهم ووزارة المالية ووزارة التربية؟!
مضى اليوم بأكمله في اتصالات-على أعلى مستوى-لضمان أن يدفع الطلبة الذين يرغبون بالتسجيل على الدورة التكميلية بأقل قدر من الوقت والجهد كي يعودوا للدراسة في هذا الطقس الرمضاني القائظ .
أبلغني ابني الذي كان يحاول التسجيل أن هناك آلاف و ربما عشرات الآلاف يتجمعون منذ الصباح أمام مبنى مديرية مالية دمشق لدفع الرسم و إذا مشت الأمور بهذه الوتيرة فلن يتمكن إلا كل "طويل عمر" من التسجيل .
اتصلت بالدكتور اسماعيل اسماعيل وزير المالية شارحا له الموقف فأبلغني أنه كان من الأفضل أن تقوم وزارة التربية بالتنسيق مع المالية قبل مدة كافية لإيجاد آلية اكثر سهولة ومنها ارسال مندوبين من المالية إلى مراكز التسجيل .
واتصل وزير المالية بمدير مالية دمشق أحمد رحال مستفسرا عن الأوضاع فوصف الأخير الحالة بأنها " مظاهرة " فأصدر الوزير أوامره بزيادة عدد الصناديق و تمديد الدوام لاستيعاب الأعداد الكبيرة .
حاولت الاتصال مع الدكتور هزوان الوز وزير التربية فلم أفلح لكنني تركت له شرحا للمشكلة في مكتبه , حسبما أبلغني مدير مكتب وزير التربية السيد غسان بأنه جرى اتصال بين الوزيرين في محاولة لمعالجة الوضع موضحا أن وزير التربية كان قد طلب سابقا إرسال مندوبين عن المالية لاستلام المبالغ ولم توافق المالية في حينها !! .
بكل الأحوال بدا لي أن المشكلة تخصني وحدي " مع العلم أن ابني دفع وانتهى الأمر "
وصرت أحمل هم عشرات آلاف الطلبة وأهاليهم الموجودين تحت الشمس .
واصلت اتصالاتي مع مدير عام هيئة الضرائب والرسوم الأستاذ عبد الكريم الحسين الذي أبدى تجاوبا ومرونة و مع مدير مكتب وزير التربية الذي أحالني الى محاسب الإدارة لنكتشف أنه مريض في المشفى وفيما بعد اتصل بي معاونه الذي ليس لديه فكرة عن الموضوع!!
لن أطيل عليكم ،الإنجاز الوحيد الذي تحقق هو ما وجه به وزير المالية في الصباح ولو نجحت في ربط مسؤولي الوزارتين بشكل أفضل لكنّا أوجدنا حلول أفضل على اعتبار أنه يمكن منطقيا أن يتم الدفع سواء في الامتحانات أو في أي جهة تابعة لهيئة الضرائب والرسوم كما يبدو من الضروري التفكير بعقلية مختلفة للمستقبل عبر وسائل مصرفية أكثر تطورا ومرونة .
بانتظار ذلك نقترح أن يتم التمديد حتى بداية الدورة التكميلية في موضوع التسديد بحيث لا يسمح للطالب بتقديم الامتحان إلا اذا دفع المبلغ وأن يتم نشر إعلانات مكثفة تخفف الضغط عن المراكز ومديريات المالية إذا تم التمديد .
من المؤسف حقاً أن تشوش هذه المشكلة الاجرائية البسيطة على الجهود الكبرى التي بذلتها وزارة التربية لتأمين الامتحانات واصدار النتائج،زمن المؤسف أن لا يكون هناك تنسيق في هكذا أمور وأن أترك -وحدي-لأقوم بالتنسيق وكأنني صاحب المشكلة؟!!
تصوير: أحمد قحف