سيريانديز – مكتب اللاذقية
تمام ضاهر – أمل صارم
في زيارة يقوم بها حاليا إلى محافظة اللاذقية ، توجه وزير الثقافة عصام خليل صباح اليوم بكلمة توجيهية للعاملين في الشأن الثقافي ، وذلك من دار الأسد باللاذقية . وأكد في كلمته على أهمية الإرتقاء النوعي بالمجتمع ككل في العمل الثقافي بما يكفل تحويل لحظة النصر الراهنة إلى زمن وطني حيوي مستمر في الذاكرة والوجدان .
مضيفا : إن الزمن كله لحظة عابرة ما لم يتم الإمساك به و تثبيته على نحو يجعل منه فعلا حيويا مستمرا في الذاكرة ينتج الدروس المطلوبة للأجيال القادمة .
أما الأرواح التي دفعت ثمنا لحرية واستقلال سورية فستمثل ضميرا يراقب أداءنا وسلوكنا في حفظنا لهذه الحرية التي دفعت الأرواح ثمنا للحصول عليها ، وأننا في أدائنا يجب أن نستحق حمل الأمانة، وهذا الإرث العظيم من استقلالنا استنادا لما دفع من أرواح .
وأشار خليل إلى أن الجيش العربي السوري المقدس الآن يقدم الإجابات و في جبهات القتال كافة ، وإذا كنا نبارك لكم وللشعب السوري، ولقائد الوطن السيد الرئيس بشار الأسد بهذه الإنتصارات فنحن على ثقة أن هذه الإنتصارات هي عتبة يرتفع ما بعدها عليها وصولاً إلى استكمال تحرير سورية من رجس الإرهاب في معركة غير مسبوقة في تاريخ البشرية .
وعن دور وزارة الثقافة اليوم قال : واجبنا أن نكون رديفا حيويا لجيشنا المقدس في معركته التي يخوضها من خلال أدائنا المؤسس على توجهين اثنين: التوجه الأول هو توجه إداري يتصل بآليات الأداء وبالبرامج والخطط وصيغ التنفيذ، و الثاني مؤسس على الإرتقاء النوعي بالمجتمع ككل في الفعل الثقافي ، بما يكفل تحويل لحظة النصر الراهنة إلى زمن وطني حيوي مستمر في الذاكرة والوجدان .
مضيفا : الزمن كله لحظة عابرة ما لم يتم الإمساك به و تثبيته على نحو يجعل منه فعلا حيويا مستمرا في الذاكرة لينتج الدروس المطلوبة للأجيال القادمة ، هذه الأجيال التي تعرف مآثرنا التاريخية كحطين وعين جالوت وتشرين، و تعيش في وجدانها هذه الأحداث مثقلة ومشحونة بحمولات فكرية وعاطفية قادرة على استنهاض الهمم في لحظة الضرورة ، وعندما تتعرض الأمم لاختبارات المصير تستنفر وتستدعي مخزونها الثقافي .
واشار إلى إن القائد الخالد حافظ الأسد عندما توجه لأبناء سورية أبان حرب تشرين خاطبهم بالقول : يا أبناء أبي بكر وعمر وعثمان وعلي ، يا أحفاد صلاح الدين ، وخالد بن الوليد ، لأن هذه الرموز تمثل فعلا تحريضيا في الذاكرة الجمعية ، وواجبنا نحن الآن أن نحول الحدث الراهن من زمن عابر إلى فعل مستقر ، ولا يتم ذلك إلا من خلال تشجيع الأدباء والكتاب والفنانين والمثقفين على التعبير الوجداني العميق عن هذه الانتصارات وهذه التضحيات وهذه الآلام والمحن التي تعيشها سورية ، و أن تتحول هذه كلها إلى مفردات ثقافية قادرة على الإستمرار في الحياة وعلى ضخ اللحظة الوجدانية المرموقة، والعالية في الوجدان الجمعي لتنتج مفاعيلها .
وحول المجتمع الأهلي وأهمية الثقافة التطوعية ودورهما قال الوزير : إن الدعم المادي المباشر للثقافة التطوعية، و تفعيل نشاطات المجتمع الأهلي تشكل جزءا من النشاط الثقافي ككل، ووزارة الثقافة لا تنجز المشروع الثقافي ما لم يكن هناك تضافر من جميع هذه المكونات، وإن وزارة الثقافة تضع كل إمكاناتها في خدمة المشروع الثقافي الذي تشكل مفرداته وزارة الثقافة ، والمبدعون ، والكتاب ، و منظمات المجتمع الأهلي ، والمؤسسات الفنية ، والثقافية المختلفة ، كلها تشكل عوامل نجاح المشروع الثقافي. ونحن نقدم كل عون ممكن لأي قطاع يعمل في الجانب الثقافي بما في ذلك الدعم المالي .
وعن خصوصية اللاذقية وموقعها المتميز في وجدان السوريين قال : لكل مدينة سورية خصوصيتها ، وللاذقية فرادتها المتميزة فضلاً عن موقعها العاطفي الخاص في قلب كل إنسان سوري ، والتعاون سيكون مع مختلف القطاعات إن كان في الجانب الأثري أو الجانب الثقافي ، الفعل الثقافي هو فعل مرتبط بالإدارة المحلية بمعنى أن الثقافة هي بيئية محلية يجري إنجاز مشروعها الثقافي ، ووزارة الثقافة لها دور إشراف ومساندة ودعم، وكل ما ينجز من مخططات ومشاريع ثقافية في محافظة اللاذقية بالتعاون مع الجهات المختصة .
مضيفا : ما سبق يتم رفعه إلى وزارة الثقافة ويجري اعتماده وتقديم الدعم المطلوب له ، على سبيل المثال هذا العام وزعنا المحافظات عواصم ، ثمة عاصمة للمسرح وعاصمة للشعر وعاصمة للسينما ، واللاذقية اختارت أن تكون عاصمة للرواية ، وأحد أعمدة الرواية في اللاذقية الذي نضيفه إلى الألف عمود في أحد شوارع اللاذقية ، هو الكبير حنا مينة ، من واجبنا ، ومن حقه علينا أن نكرمه بعد أن قدم خلاصة عمره في مجموعة من الروايات الكبيرة والهامة جدا ، والتي أنتج بعضها أفلاماً ، وتحولت إلى ذاكرة وطنية عامة ، بهذا المعنى الفعل الثقافي هو فعل يبدأ من القاع الإجتماعي تنظيما واقتراحا، ويتحول إلى مشروع تدعمه وزارة الثقافة وتقدم له كل عون .
الجدير ذكره : إن زيارة وزير الثقافة إلى المحافظة تشمل زيارة عدد من الأماكن والمواقع كقلعة صلاح الدين في منطقة الحفة باللاذقية .
