|
|
|
|
"الحقيقة" في موقف الدردري حتى هذه اللحظة : ما يتم تداوله "شائعات كاذبة" ...لا أحد يعطيه دروساً في الوطنية ..لا يعمل مع جهات أجنبية ضد بلده حتى ولو "قطعوا رأسه" .. لا يحق له في الاسكوا القيام بأي نشاط أو تصريح سياسي!! |
|
|
كتب :أيمن قحف لم يهدأ هاتفي ولا حتى في لقاءاتي الشخصية يوم أمس والسؤال كان واحداً ، وأحياناً شامتاً ! : هذا صديقك الدردري أصبح بشكل رسمي اليوم عضواً في مجلس اسطنبول الخائن!!! وحتى من يعرفون الرجل أو من بين أقرب أصدقائه ، يبدو أنهم تأثروا بالحديث ، فالكلام يبدو "يقينياً" وأمراً واقعاً! لقد أصبحت الشائعة تتردد في كل مكان وعلى كل لسان ، لم ينفع الإعلان عن التمديد لغليون في رئاسة المجلس بتخفيف وتيرة الحديث ، فأول الأمر تم تداول أن الدردري سيخلف غليون في رئاسة المجلس ، وهو خبر تناقله كثيرون بشكل يجعله "حقيقياً" وأمراً منتهياً..ولا سيما أنه أعلن من على شاشة فضائية وطنية محترمة هي "الدنيا" وعلى لسان "المناضل" رفيق نصر الله الذي تحدث بشكل "حاسم" و"مصداقيته المشهودة" ساعدت على تصديق الرواية !! لن أنصب نفسي قاضياً لأطلق الأحكام على البشر ، ولا حتى محامياً عن السيد عبد الله الدردري فهو متحدث وصاحب حجة ومنطق لا يحتاج أحداً للدفاع عنه ، ولكنني أرغب أن أجيب أصدقائي الذين سألوني ، والقراء الذين ضاعوا في حقل شائعات وأكاذيب تأكل كل الحقائق اليوم .. لا أريد أن أرد على أحد ولا أريد أن أكذب أحداً ، فما يحصل اليوم من أمور أقرب إلى الخيال وانقلاب البشر إلى وحوش تأكل أخوتها وتحرق وطنها يجعلني أفقد اليقين في أي شيء ، ولا أثق بمواقف أي شخص ..فمن يملك القدرة على قتل الأبرياء بدون سبب ، أن يطعن جاره أو صديقه أو زميله بالعمل في ظهره ، أو يقتل شيخاً يقول لا إله إلا الله ،لا يمكن أن أتنبأ بموقفه أو أبني على ماضيه .. ولكنني أكتب من موقع من عرف الرجل منذ عشرين عاماً ، ومن رافقه حوالي ثماني سنوات في أداء عمله الرسمي ، وفي معظم رحلاته الخارجية التي وجدت فيها أنه خدم سورية فيها أكثر من أي موفد رسمي حكومي في الدول التي زارها وأجزم أنه "أحدث الفرق" في العلاقات السورية الخارجية بالاتجاه الايجابي .. عبد الله الدردري شاب سوري لامع ، ابن شخصية عسكرية لامعة كان لها دور كبير في انتصار حرب تشرين وهو اللواء عبد الرزاق الدردري رئيس شعبة العمليات في الجيش السوري آنذاك ، والده رفض –وهو في رتبة لواء – الانضمام إلى صفوف حزب البعث بشكل يؤهله ليصبح رئيساً للأركان في السبعينات كيلا يقال عنه أنه انضم للحزب لمصلحة ، وابنه عبد الله تعرض لاحقاً لنفس الموقف الذي كان يمكن أن يقوده لمنصب رئيس مجلس الوزراء الذي يجب – آنذاك – أن يكون بعثياً ولكنه وقع أسير إرث والده ،وبالطبع بنفس القناعة وهي أنه لا يدخل الحزب لأجل مصلحة وسعياً لمنصب .. عبد الله الدردري القادم من سلك الإعلام أولاً ومن ثم الأمم المتحدة اختاره الرئيس بشار الأسد ليكون رئيساً لهيئة تخطيط الدولة وليضع الخطة الخمسية العاشرة التي رسخت نهج اقتصاد السوق بعد إقراره من المؤتمر القطري للبعث الحاكم .. لن أتحدث عن فترة عمله في الدولة وأسلوب إدارته للأمور ونمط تفكيره فالجميع يعرفه جيداً .. ولكن من المهم القول بإنصاف أن سياسة اقتصاد السوق الاجتماعي ليست من "اختراعه" بل هي سياسة عالمية كل ما قام به هو محاولة إحداث أقلمة للاقتصاد السوري مع النمط السائد عالمياً ، وبموافقة الرئيس ومجلس الشعب والقيادة القطرية والحكومة .. النجاح هنا حالة نسبية والفشل كذلك ، والجميع شركاء في الاثنين ولكن نحن هنا أمام مفارقة : للنجاح آباء كثيرون وللفشل أب واحد هو عبد الله الدردري !! ولكن هل هو فشل أصلاً ؟! ماذا كانت ستفعل الحكومة الحالية بدون الأساس الذي تركته الحكومة السابقة؟؟؟؟ والسؤال الأهم: ماذا ستفعل الحكومات اللاحقة؟ هل ستخترع الدولاب من جديد؟! مؤكد أنها ستعود لما قام به الدردري والأيام بيننا! نعود إلى بيت القصيد وهو الهجوم على الدردري لجهة تحميله سبب "كل مشكلات سورية" حسب "المناضل " وئام وهاب ومن ردد الأهزوجة خلفه : خرب الدردري سورية وها هو اليوم يهرب ليعمل لدى "السنيورة!! وأيضاً على شاشة "الدنيا"!! عندما سألت المجلس الوطني للإعلام رأيه بهذا "التحريض" رفض ما يقال بوضوح وكان رأيه "لا يجوز لأية وسيلة إعلامية أن تسمح بمهاجمة مواطن سوري أو أية شخصية على صفحاتها أو شاشتها من قبل شخص غير سوري! الدردري الذي يبدو حزيناً على الطريقة التي يتم تناول اسمه بها في وطنه الذي يعشقه لا يريد الدخول في مساجلات إعلامية مع أي أحد ، ولكنه يجد من الضروري أن يفهم الجميع عدة نقاط أساسية : 1- عمله في الأمم المتحدة لا يسمح له القيام بأي نشاط أو عمل أو تصريح سياسي ولا سيما أن عمله ذا طابع علمي اقتصادي.. وبالتلي ليس صحيحاً جملة وتفصيلاً أي شيء يقال بهذا الخصوص . 2- العمل في الأمم المتحدة "الاسكوا" سمح له أن يقدم خدمات كبيرة للمنطقة العربية ومنها وطنه سورية وقد اختار الأمم المتحدة ليبتعد عن كل هذا "الضجيج" وليؤمن معيشة عائلته من عمل شريف محترم ، فهو ليس لديه أرصدة بالبنوك!.. 3- لا يحتاج الرجل شهادات في الوطنية من أحد ولا يسمح لأحد التشكيك بوطنيته ، وينتظر عندما تتكشف الحقائق وزيف الادعاءات كم سيجد هؤلاء موقفهم "سخيفاً" وكم سيبدون "أغبياء" في نظر الشارع السوري!! 4- شخصية عبد الله الدردري واضحة ، وعندما يقتنع بشيء يدافع عنه ويجد مبررات مواقفه بل ويقنع بها ولا يعمل في "السر"أبداً . 5- لا ينفي الدردري وجود محاولات "محمومة"لاستقطابه لصفوف المعارضة ، لكنها معارضة غير قادرة على إقناعه ومعظم السوريين بنهجها الوطني والسلمي ، وهو لا يمكن له أن يعمل مع جهات أجنبية ضد بلده حتى لو "قطعوا رأسه" وهذه كلمة سمعتها منه في بيت أهله في المالكي في الثاني من كانون الثاني الماضي عندما كان في دمشق بعطلة رأس السنة ، وهي إحدى زياراته المتكررة بعد تسلمه عمله في الاسكوا والذي وصفه البعض بأنه"هرب من سورية في تموز الماضي"؟! فكيف لهارب أن يزور بلده كل عدة أسابيع ولا تقبض عليه السلطات "التي يهرب منها"؟! 6- مواقف الرجل كلها لا ترجع لا إلى الخوف بل القناعة بما يقوم به بينما من يروج الشائعات عنه فهم بنظره "مذعورين من الرجال الوطنيين الذين يتمتعون بقاعدة احترام من فئات واسعة من الشعب رغم كل حملات التشويه .. 7- يبدو الدردري متفائلاً بأن ما قام به من رسم سياسات للاقتصاد السوري لن يكون هناك بديل عنه وهو ما أكده "مشروع الدستور الجديد" الذي تحدث بلغة "الخطة الخمسية العاشرة".. أخيراً أرجو من الجميع أن يكونوا منصفين وموضوعيين ، والأهم وطنيين ، والوطني هو من لا يقوم بالكذب والتحريض وتشويه الحقائق ونسف بنية البلد وصورة رجالاته ، ومن نعتقد أنه ليس "معنا" فهذا لا يعني أننا "الصح المطلق" وبالتالي لا يمكن أن نعتبره على "خطأ مطلق" فكيف لنا أن نعتبر هذا الشخص أو ذاك خائناً أو غير وطني ..!! كيف يمكن أن نحافظ على رجالات وطننا الشرفاء عندما نخونهم في أول فرصة ؟! والأهم :هل مصلحة الوطن اليوم تقتضي أن نخسر من يختلف معنا قليلاً و ندفعه للطرف الآخر أم أن نتفهم موقفه ونتحاور معه عسى نستفيد من أفكاره ومن علاقاته ومن أي دور يمكن أن يلعبه لصالح البلد؟ ألسنا نحن من وضع مشروع دستور جديد يضمن "حرية الرأي والمعتقد"؟
|
سيريانديز |
|
الخميس 2012-02-16 05:59:36 |
|
|
|
|
|
|
|
|