دمشق- سيريانديز
من الثابت بمكان أن ظروف الحرب الجائرة على سورية أرخت بحملها الثقيل على مفاصل الحياة الاقتصادية للمواطن وطعنته في لقمة عيشه، لتكن إحدى أبرز تداعيات تلك الحرب ما نتج عنها من تغير التوزع الديموغرافي للسكان بسبب الهجرات الداخلية
وغيرها من أمور فرضت نفسها على المواطن وكانت يد الإرهاب الضالعة فيها، كل ذلك أثر بشكل أو بآخر على عمل الصرافات التابعة للمصرف التجاري السوري الذي وجد نفسه بعد خمس سنوات من الحرب أمام توزع جغرافي يستدعي اتخاذ إجراءات مناسبة للتعامل معه وهو ما لم يكن موضوعاً بالحسبان أبان التخطيط والتنفيذ لآلية نشر الصرافات وتموضعها، ما سبب وجود ضغط هائل على الصرافات وانخفاض مستوى الخدمة نوعاً ما.
لجنة خاصة
انطلاقاً من ذلك تم مؤخراً تشكيل لجنة لدى إدارة المصرف التجاري تقوم بشكل دوري بدراسة وضع الصرافات من حيث أماكن وجودها وعدد العمليات الجارية على كل صراف وعدد الحركات للعمل على إعادة توزيعها حسب الحاجة والكثافة السكانية والوضع الأمني وإمكانية ربط تغذية الصراف بغض النظر عن كونها بالمدينة أو بالريف، هذا ما صرح به المدير العام للمصرف التجاري السوري فراس سلمان معلناً إتمام إعادة تشغيل وتركيب صرافات (جرمانا – جديدة – مدينة البعث – القطيفة – يبرود- صيدنايا – النبك – قطنا إضافة لإعادة توزيع عدد من الصرافات في مدينة دمشق) وذلك بهدف تخفيف العبء على المواطنين، وكشف سلمان عن تعاقد المصرف مع شركتي صيانة لإعادة تأهيل المتوقف من الصرافات بعد صيانتها وتأمين قطع التبديل اللازمة لها إضافة إلى القيام بنقل بعض الصرافات من الأماكن غير المستثمرة وتأمين صرافات جديدة قريباً بالتعاون مع الدول الصديقة ناهيك عن تفعيل جارٍ لقنوات دفع أخرى مثل نقاط البيع وخدمات الدفع الإلكتروني عن طريق الهاتف النقال لتخفيف الضغط على الصرافات الآلية.
لهذه الأسباب
وعزا سلمان حسب تشرين أسباب الضغط الهائل على الصرافات الآلية التابعة للمصرف التجاري إلى خروج 225 صرافاً عن الخدمة من أصل 475 صرافاً نتيجة اهتلاك بعضها بالتقادم وعدم القدرة على استبدالها بسبب العقوبات المفروضة وتدمير الإرهابيين لعدد منها ناهيك عن سيطرة العصابات المسلحة على مناطق وجود بعضها الآخر، لتبقى 250 صرافاً موضوعة بالخدمة حالياً موزعين على عدد من المحافظات، مضيفاً إن ازدياد عدد المتعاملين وحجم الكتلة النقدية التي تدفع من خلالها يعد من أبرز أسباب الضغط المتزايد على الصرافات وخصوصا في أوقات الذروة خلال النهار وأثناء استحقاق الراتب.
الشكاوى موضع اهتمامنا
ورداً على شكاوى المواطنين نفى سلمان خروج معظم الصرافات عن الخدمة في آن واحد وإن حدث فالحالة نادرة جداً يكون السبب فيه خلل في نظام الدفع ويتم الإصلاح وتدارك الوضع بوقت قصير مؤكدا أن خروج الصرفات عن الخدمة جزئياً يعود لأسباب متعددة منها انقطاع التيار الكهربائي لساعات طويلة وضعف شبكة الاتصالات وصعوبة التغذية بالنقود وخاصة في المناطق المتطرفة والبعيدة عن مراكز الفروع ناهيك عن الأعطال الطارئة الناتجة عن سوء استخدام الصراف مضيفاً إن صرافات التجاري تعمل حتى في أيام العطل الرسمية ويتم تكليف عدد من العاملين في مختلف فروع الصرافة لمتابعتها حيث بلغ عدد الحركات التي تمت على المصرف التجاري 57617 حركة بقيمة 699,00 مليون ليرة يوم الجمعة الموافق 30/10/2015 و36561 حركة بقيمة 626,00 مليون ليرة سورية يوم السبت 31/10/2015 بالوقت نفسه ترتفع نسبة الصرافات التي هي خارج الخدمة لتوقف شركة الصيانة المتعاقد معها في متابعة الأعطال الطارئة أيام العطل