سيريانديز- مكتب اللاذقية- ريم جبور
فرض ارتفاع سعر غرام الذهب واقعا جديدا حيث ألقت الأزمة بظلالها على مختلف جوانب الحياة في سورية, لتمتد سحابتها الداكنة من الغذاء إلى الدواء والمحروقات, وصولا إلى الزواج الذي بات حلما للكثيرين, فهدير المعارك طغى على زفة العرس, وسواد الحرب أخفى لمعة خاتم الخطوبة, ليبقى بريق سعر الذهب حاضرا في واجهات محلات الصاغة وبال الشباب... فهل أصبح الزواج كالحج لمن استطاع إليه سبيلا؟!
شكل ارتفاع سعر غرام الذهب, والذي تجاوز 12000 ليرة سورية لعيار 21 قيراط سببا عزوف الكثير من الشباب عن الزواج, حيث بات شراء المصاغ يشكل عبئا ثقيلا ,وقلة قليلة قادرة على تحمله ,حيثا أكد باسل: "بصراحة أنا ليست لدي القدرة على شراء الذهب, فحتى الحصول على خاتم خطوبة أصبح صعبا, ناهيك عن التكاليف الأخرى المترتبة على ذلك", ومع هذا حاول البعض البحث عن بدائل أخف حملا, ويعد الحصول عليها أمرا سهلا نوعا ما. علي وميس قررا الاكتفاء بشراء خاتم فقط, أما ياسين وضحى فوجدا في الفضة حلا مناسبا, إضافة إلى آخرين ممن استعاضوا عن الذهب الأصلي بالذهب المقلد وغيرها من البدائل التي قد يعد بعضها غريبا, مثل وشم الإصبع برسم للخاتم.
من جهتهم تحدث بعض الصاغة عن الجمود الذي يشهده السوق, والذي أصبح يجد اقبالا من البعض على بيع ما لديهم من صيغة ومجوهرات.
لذا إن ارتفاع سعر الذهب جعل الناس ينصرفون عن اقتنائه إلى السعي لتأمين حاجاتهم اليومية, والتي باتت تتصدر قائمة الأولويات لديهم. فهل أصبحت تلك الحلقة الصغيرة تضيق الخناق على الأحبة بعد أن كانت تمثل رمزا لاتحادهم؟! وهل هي هامة حقا أمام ما يحدث؟ وهل نجحت الحرب في عرقلة دورة الحياة في سوريا؟!