دمشق- سيريانديز
يبدو أن النصر هو النصر وعلى كل الأصعدة ومهما اختلفت وجوهه فالنصر العسكري يتبع بنصر اقتصادي وهذه المرة الدور لتدمر ورديفها الغاز،
وبالنظر إلى اقتراب الجيش العربي السوري البطل من تحرير مدينة تدمر بالكامل واستكمال وتعزيز السيطرة على حقول الغاز في منطقة ريف حمص، بالإضافة إلى استعادة المحطة الحرارية في ريف حلب الشرقي مؤخراً فإن المنطق يقول إن ذلك سيؤدي حكماً إلى تخفيض فاتورة المستوردات من الغاز في ظل عودة هذه الآبار إلى الإنتاج مجدداً.
انعكاس إيجابي
كل ما سبق يعني بالتالي تخفيف الأعباء بالقطع الأجنبي التي يتحملها المصرف المركزي، الأمر الذي يعزز من قدرة مصرف سورية المركزي على التدخل في سوق القطع الأجنبي والدفاع عن سعر الصرف، وهو ما سينعكس بشكل إيجابي على تطورات سعر الصرف.
صمود الاقتصاد
بالتوازي مع ذلك يبدو أن الأزمة في سورية الناجمة عن الحرب الإرهابية القذرة التي تشنّ عليها قد بدأت الفصل الختامي فيها وهو أمر يثير -على ما يبدو- جنون الدول المعادية لسورية وأدواتها في الداخل من مضاربين ومجموعات إرهابية مسلحة وهو جنون ينعكس من خلال محاولاتهم النيل من صمود الاقتصاد الوطني عبر حملات شرسة تستهدف سعر صرف الليرة السورية، باعتبارهم المستفيد الأول من استمرار الأزمة وتوسعها ومن تخريب الاقتصاد الوطني واستنزاف الشعب السوري، وذلك بهدف التعويض عن الخسائر العسكرية التي ألحقها بهم أشاوس وأبطال الجيش العربي السوري على جميع الجبهات، الأمر الذي يجعل من الدفاع عن سعر الصرف أولوية ولكل السوريين في ظل الظروف الراهنة.
استعادة المسار
وتعليقاً على ذلك أكد مصرف سورية المركزي على صمود الليرة السورية خلال فترة الأزمة بالرغم من الضغوطات الكبيرة التي تعرّضت لها، مشدداً على أن الليرة السورية قادرة على استعادة المسار التوازني لسعر الصرف تدريجياً بالتوازي مع التطورات الإيجابية لمسار الأزمة في سورية، مع ضرورة التنويه إلى أن دولاً كثيرة تعرّضت لانهيار سعر صرف عملاتها في ظل ظروف أقل قساوة بكثير من تلك التي يتعرض لها الاقتصاد السوري.
حماية سعر الصرف
وفي سياق متصل أعلن مصرف سورية المركزي يوم أمس تمويله شركات الصرافة بمبالغ كبيرة من القطع الأجنبي لتلبية الاحتياجات التجارية مؤكداً استمراره بهذا النهج حتى يتحسن سعر الصرف معيداً التأكيد من جديد أن الأولوية بالنسبة إليه وقبل أي اعتبارات أخرى هي الدفاع عن سعر الصرف، لافتاً إلى تثبيته سعر صرف تسليم الحوالات عند مستوى 420 ليرة سورية للدولار الأمريكي، مؤكداً في السياق نفسه أن حالة من الترقب سيطرت في السوق لتدخل مصرف سورية المركزي يوم أمس بسعر صرف تمييزي 450 ليرة للدولار، حيث من المتوقع أن يطرأ تحسن في سعر صرف الليرة نظراً لزيادة المعروض من القطع الأجنبي في السوق.
تدخّل مرتقب
المركزي أشار إلى أنه قام بالتمويل بسعر 460 ليرة سورية للدولار الأسبوع الفائت، ومستمر بالتدخل بسعر 450 ليرة سورية للدولار يوم أمس (الخميس)، ومن المقرر أن يتدخل مرة أخرى وبسعر صرف أقل الأسبوع المقبل وبكميات كبيرة بغرض عودة سعر الصرف لمستويات مقبولة، لافتاً إلى تمويله كل الاحتياجات غير التجارية المتعلقة بالطبابة والتعليم بالتوازي مع استمراره بتمويل جميع طلبات الاستيراد المستوفية للشروط بنسبة تمويل تصل إلى 90%، إضافة إلى استمراره بالتدخل في سوق القطع الأجنبي عبر شركات الصرافة المرخصة لتمويل المستوردات بأسعار صرف تميزية تبلغ 445 ليرة سورية للدولار، وتلبية الأغراض التجارية بسعر صرف يبلغ 450 ليرة سورية للدولار.