سيريانديز- متابعة- مجدولين صبح
ازداد خلال السنوات الأخيرة الماضية الطلب على عمليات التجميل بشكل ملحوظ لأسباب عدة دون الادراك لمخاطر هذا النوع من العمليات التي تحولت من حاجة حقيقية إلى تقليد و "موضة" ؟.. علما أن معايير الجمال ومفاهيمه تختلف حكماً من ثقافة إلى أخرى ومن جيل إلى آخر.
حديث مفصل علن عمليات التجميل للدكتورين هايك سيروبيان وأسامة ساطع على الفضائية السورية.
الدكتور سيروبيان الأخصائي في الأمراض الجلدية والتجميل اعتبر أن هناك خيار ثالث بالنسبة لعمليات التجميل، فهي إضافة لكونها حاجة وضرورة أو هوس أيضا هي تطور مفهوم مجتمع وتطور ثقافة مجتمع.
زيادة عمليات التجميل
مضيفا: إذا كان هدف الثياب هو الستر فهذا لايعني اننا نملك العديد منها وهذا قد يتبع الزمن والظرف والمناخ الذي نحيا به وتحول الموضوع إلى حاجة وموضعة.
مضيفا: هو أمر طبيعي لأن علاقاتي تفرض عليّ الخروج للعديد من الأماكن والقيام بالعديد من الأعمال، بحيث تعبر الملابس في بعض الأحيان عن الشخصية أو عن العم، وهذا الأمر ليس أمراً خاصاً بفرد ما إنما يخص مجتمع بأثره
واعتبر سيروبيان أن مفهوم وثقافة المجتمع أدى إلى زيادة عمليات التجميل وبالتالي نستطيع القول أنها تشكل هوساً عند البعض عندما تكون بشكل مفرط كـ (تجميل الأنف لمرات متعددة او يقوم بالتجميل ليشبه شخص أخر)
مضيفا: هنا نكون دخلنا في مرحلة الهوس، أما في حالات أخرى تكون فيها عمليات التجميل حاجة نفسية ، وتحت تأثير وجود أي تشوه ولو بسيط، ولأمر قد ينعكس سلبا على نفسية المريض، ففي هذه الحالة لا يعتبر التجميل بطراً إنما علاج نفسياً.
ضرورة
وقال: وأيضا في حالات الإصابات او الحوادث أو التشوه الخلقي يكون التجميل حالة ضرورية
وتابع: هناك عمليات جزئية تسمى إجراءات تجميلية قد تتبع اليوم لمفهومنا الاجتماعي، وذلك حسب عمل كل شخص أو حسب موقعه في المجتمع ومكانته، وهذا أمر قد يفرض عليه بعض الإجراءات التجميلية
فمثلا تكرار الحديث عن التجميل عبر صفحات (السوشل ميديا) حكما سيترك أثراً علينا حتى وإن لم نكن على قناعة به، لنلحظ أنه يجذبنا دون شعور .. وهناك أيضا حالات الذاكرة الحالمة منذ الصغر، حتى نكون قد رسمنا لأنفسنا في الطفولة أشكالاً معينة وتعود بنا الذاكرة فنلجأ لعمليات التجميل للحصول على الشكل الذي تمنينا أن نكون فيه.
مزاج المريض !
وقال: اليوم نرى بعض العمليات سببها الأساسي "نفسي"، مثل الزوجة التي تكون على خلاف مع زوجها وتعتقد أن تغيير شكلها ينهي الخلاف.
مضيفا: هنا لا نستطيع إرسالها لطبيب نفسي لأن المريضة لا تتقبل فكرة الذهاب إليه أبدا، معتبرا أن لكل حالة تجميلية خصوصية معينة
وتابع: بالنسبة لي شخصيا عند قدوم أي مريض لعمل تجميل يحتاجه ، لا أستمع لرأيه، بل أقوم بفحصه، ثم أقرر ما بحاجته، في حين هناك بعض الأطباء يقومون بالعمل الجراحي على مزاج المريض ورغبته، حتى وإن كانت النتيجة غير جيدة ؟!، فالمهم عندهم عملية تجميل بقصد الربح، مع عدم الاكتراث لتأثير هذه العملية على المريض
وأكد الدكتور سيروبيان أن عيادات التجميل يجب أن تتضمن عدة إختصاصات، وتساءل: هل نحن الآن لدينا عدد أطباء نفسيين يعادل أطباء التجميل.. وهل نمتلك أطباء نفسيين كافيين للتواجد في كافة عيادات التجميل ؟
وأضاف: حقيقةً القطاعات التي تعمل بالتجميل حالياً تشمل عيادات تجميل "جلدية وأذنية وأسنان وعينية وجراحة تجميلية"، وتشمل اختصاصات متنوعة.
وتابع بالقول: إذا أردت افتتاح مركزا طبياً بصفة مركز طبي حقيقي فإن قوانين الصحة قد تكون تعجيزية نسبياً بعض الشيء، لذا نقوم بفتح هذه المراكز لأننا في الحقيقة لا نمتلك هذه الإمكانيات.
مضاعفات
وأشار إلى أن العيادة قد تكون بمساحة 500 أو 600 متر في وقت قيمة استثمار العقار مرتفعة جدا، لافتاً إلى وجود صعوبات وخاصة ان مردود الطبيب لا يغطي هذا الأمر، في ظل عجز المريض عن إجراء التحاليل المطلوبة منه بسبب الكلف العالية لها والتي تصل في بعض الحالات إلى 200 ألف ناهيك عن إجراء عدد من صور (الايكو).
وبالنسبة للمضاعفات والمخاطر، قال: لا يوجد عمل جراحي ليس له نسبة مضاعفات معينه 1 أو 2 % ، كما لا نستطيع إلقاء اللوم فيها على أحد وقد تكون "قدرية" وخاصة ان الطبيب يقوم بعمله النظامي، بحيث يكون استطباب المريض صحيح، لكن قد يحدث تفاعلاً مع مادة أو أحد الأدوية مع جسم المريض ما يؤدي إلى حدوث حساسية وهذا أمر وارد ، كما أن خيار المريض للإجراء الذي يحتاجه قد يكون خطأ ثانياً ، مضيفا: لا ننسى الخطأ الطبي الذي قد يحدث وهذا أمر مشرع ليس باستطاعة أحدنا عصم نفسه إلا إذا كان هذا الخطأ مقصوداً كأن يقوم الطبيب بجراحة معينة فقط لأنه يرغب بهذه الجراحة وهذا الخطأ يلام عليه الطبيب حكما ؟
هوس مفرط
وقال: إن نسبة كبيرة من عمليات التجميل هو تخصص تجاري أكثر من كونه مهني، والسبب هوس الناس المفرط وزيادة الطلب على التجميل الذي خلق فئة من العمل التجميلي، الذي يتم ضمن صالونات التجميل والمشكلة هنا من المريض وليس من الطبيب بالنهاية نسميه طب
وتابع: الأمراض الجلدية اختصاص صعب جداً بالإضافة للتجميل، وهذه الفئة الشاذة التي خلقت هذا الهوس المفرط، كما ان زيادة الطلب على عمليات التجميل في الحقيقة أمر لا نستطيع إنكار وجوده، لكن هل نلوم هذه المراكز أم نلوم من يتبعهم ؟
و قال: برأيي لكل عمر جماله وإذا أردت أن أتدخل بعمل تجميلي فأظهر جمال العمر مع قدر العمر بحيث لا تظهر المريضة في عمر الثلاثين وهي خمسينية، كما أن عملية التجميل هي فن كما هي طب و علم ومنطق، وإذا لم نستطع التعامل مع الحالة بطريقة صحيحة ستظهر التشوهات حتما
أخصائي التنمية البشرية أسامة ساطع: ظهور موجة من التقليد لأسباب ؟
من جانبه الأستاذ أسامة ساطع أخصائي تنمية بشرية أكد أنه في الوقت الحالي هناك موضة التجميل أو موضة العصر، كأن نقوم بتقليد بعضنا البعض
وأضاف: نلاحظ ظهور موجة من هذا التقليد لعدة أسباب، والسبب الأساسي لها هو رغبتنا بالتعبير عن مكنوناتنا بطريقة معينة وتفريغ شحنات نتيجة التأثر بالآخرين، كأن نتأثر برأي صديق مقرب والقيام بعمليات تجميل وهنا علينا عدم التأثر بالآخرين بل القيام بقناعاتنا الشخصية لان الثأر بالأخرين جعل من عمليات التجميل موضة خاصة لدى السيدات
واعتبر ساطع أن عمليات التجميل ضرورية للأشخاص الذين يعانون من عاهة معينة خلقية، مضيفا: في حالات تعرض شخص ما للتنمر من قبل أصدقائة على خلل خلقي ما لا ضير من القيام بإجراء تجميلي شرط أن يضمن نتيجة التجميل لتجنب الوقوع في مضحكة أصدقائه لأننا شاهدنا الكثير من الحالات التي تحول التجميل فيها إلى تشوه أكبر
وختم بالقول: هنا تقع المسؤولية في اختيار الدكتور الجراح من المريض خاصة في الظروف التي نمر بها، حيث شاهدنا الكثير من الحالات التي تم التعدي فيها على مهنة "طبيب التجميل"، لذلك علينا التأكد من مهنية الدكتور قبل الذهاب إليه كما يجب التروي ودراسة الموضوع كثيرا قبل أخذ قرار التجميل