كتبت: مريانا علي
تابعت بالأمس جانبآ من حفل تكريم صناع الترفيه العرب على قناة (mbc مصر).
هنا لن اتحدث عن ذهولي وأنا أرى هكذا حفل يقام في السعودية، وسط هذه الحفاوة بالفن والفنانين فيما كان يعتبر بعضه في الماضي القريب من المحرمات !
ولن أتحدث أيضا عن (الأبهة) ومظاهر الترف والبذخ ولا عن المكرمين ومدى أحقيتهم بالجوائز .. فالكل بحقّ نجوم كبار ويستحقون التكريم في كل مكان.
لكن نقطة واحدة أودّ أن أتحدث عنها وهي عبارة وردت على لسان المخرج الكبير المكرّم شريف عرفة والذي أخرج مجموعة من أهم أفلام (عادل إمام).
عرفة قال ( أن الفن من الأمور القليلة جدآ التي تعكس وحدة الأمّة العربية ،حيث يستمتع المصريون بأغنيات محمد عبده ويستمتع العرب بالدراما السورية والمصرية....)
لا أنكر أن هذا الكلام ومن مخرج بحجم عرفة، وبحضور نخبة النخبة الفنية والإعلامية العربية وعشرات ملايين المشاهدين وفي السعودية تحديدآ ، له وقع كبير و أثّر بي وأفرحني ، بيد انه في نفس الوقت أحزنني .. حيث تداعت في ذهني صور وذكريات كثيرة . من بينها ..ما نقلها لي المخرج المبدع عبد اللطيف عبد الحميد في حوار (نادر) أجريته معه قبل حوالي عام ونصف على هواء إذاعة سورية الغد في برنامجي (كان غير شكل).
يومها حدثني عن تكريمه وفيلمه (مايطلبه المستمعون في اليابان) ، شارحآ كيف يكون الفن سفيرآ للأوطان ومدافعآ عنها وناقلآ قيمها الجميلة ، كما سألت نفسي: هل نال هذا المبدع مايستحق من تكريم ، بل هل هو أقل إبداعآ وعطاء من شريف عرفة أم أنها السياسة ولعنة الهوية السورية تطاردنا حتى في الابداع ..ولذلك لم نرٍ أدونيس حتى الآن يحظى بجائزة نوبل!!
أثناء مشاهدتي لهذا الحفل ، كنت أتخيّل تكريم المخرج المبدع حاتم علي على أعماله الخالدة في قلوبنا وذاكرتنا ،والذي أثلج قلبي بحقّ أنه كُرِمّ في لمسة وفاء تحت عنوان (تحية لمن رحلوا ) الذي شهده هذا الحفل إلى جانب الراحلين الكبيرين ، صباح فخري وزهير رمضان.
حفل الأمس والإشادة بالدراما السورية، يقودني إلى السؤال أيضا: هل مازلنا بخير ؟
في برنامجي (Dram road) رصدت حصيلة الموسم التي لم تكن مرضية على الإطلاق لا بالكم ولا بالنوع ،وهذا حديث يطول
لكن يبدو سؤال الإعلامي الدكتور يحيى أبو زكريا تساؤلآ مشروعآ.
ابو زكريا قال (أن الدراما السورية رغم قوتها ومهنيتها تفتقد للمشروع الأخلاقي فهي رغم قدرتها الفائقة وشهرتها لا أدري لماذا أوغلت في تصوير مشاهد الخيانات الزوجية، والزنا، والمحارم، الصراعات وتقاتل الحارات بدل تسليط الضوء على قيم الأنسنة والنبل.
وللحديث تتمة ..