سيريانديز._زينب قاسم
مفارقات كبيرة مابين الأحلام البشرية والواقع جسدها الفنان «أحمد روماني» من خلال ستة وعشرون عملا من مادة البرونز عكست بمجملها الحالات النفسية المختلفة التي يمر بها كل شخص بعد تعرضه لفقدان الأشخاص أو الفقر والتي تجعله منفصلاً عن واقعه، غارقاً في أحلامه ليكون معرض الناجي بصمة متميزة ضمن أيام الفن السوري التشكيلي في صالة جوليا آرت بدمشق .
إقبال كبير حققه المعرض و رسائل متعددة حاول «روماني » إيصالها لمتذوقي فن النحت من خلال تصويره لهذه الحالات بشخصية بدينة حيث أوضح «روماني » في تصريح لـ سيريانديز أنه عند الحديث عن الفقر دائماً ما نذهب إلى حالة النحالة الشديدة، لكن أنا اليوم أجسد فترة الماضي أثناء الحاضر فهو يعيش الحاضر بجسد الماضي بأسلوب مبتكر يجمع بين المسرح والنحت أما الملعقة فحملها في كل عمل حالة اقتصادية مختلفة، وربط هذه التناقضات بالكوميديا السوداء.
وعن اختياره لعنوان «الناجي» يقول «روماني» : أنه أطلق هذا العنوان لأننا اليوم نعيش في فترة ما بعد الحرب التي خلفت آثاراً سلبية على الإنسان واضطرابات نفسية كالغربة عن الواقع وشعور الشخص بأنه منفصل عن جسده .
وتابع« قسمت الشخصية لجزأين الجزء العلوي هو شخصية بشرية والجزء السفلي الاخطبوط ولم اعتمد على الأذرع الطويلة المتعارف عليها بل اتجهت نحو فكرة الأذرع القصيرة التي هي أقرب إلى رؤيتي لأكون متفردا مع إعطاء مساحة للمتلقي ليبني الحدث الذي يريده في مخيلته وتكوين قصة ترتبط بالذاكرة البصرية الخاصة بكل شخص ».
وأضاف :« أعمالي لاتتمحور حول مواضيع معينة قد تكون قضايا اجتماعية أو مواقف كوميدية أو فكرة بسيطة في الوقت نفسه هناك الكثير من الدراما في أعمالي والكاريكاتور بالنحت بعيداً عن السياسة »
وعند الحديث حول إمكانية إقامة معارض مشتركة تجمع بين العديد من الفنون يرى «روماني» أن نجاح معرض مشترك يكمن في الاتفاق على نقاط معينة لضمان التميز والمخاطرة الحقيقية تكمن في احتمال أن تكون السوية الفنية عند أحد الفنانين أقل مقارنة بالفنان الآخر وهذا يؤثر على سوية المعرض بشكل كامل ومن وجهة نظري المعارض الجماعية تساعد على الانتشار بشكل أوسع وتخفيف الأعباء المادية على الفنان و أن تكون مع أشخاص محدودين لتكون التجربة أوضح وكان لي سابقاً تجارب في معارض جماعية في الصين وبكين.
ولفت « روماني» إلى أنه الآن بصدد الدراسة و التحضير لأول معرض مشترك مع أخيه التوأم الفنان «سامر روماني» تتجلى فيه محاكاة بالفكر أو العمل بشكل عام وسيكون مختلف و الأول من نوعه في سوريا الذي يطرح بعض الأفكار المختلفة المتقاربة .
الفنان «أحمد روماني» من مواليد دمشق 1983، حاصل على إجازة في الفنون المسرحية قسم التصميم المسرحي، وماجستير من أكاديمية الفنون المركزية في بكين، وعمل كأستاذ محاضر في المعهد العالي للفنون المسرحية، وله العديد من المشاركات أبرزها مهرجان الطفل العالمي للفنون في بكين، وتصميم ونحت الأقنعة لعرض الشوارع الخلفية في القاهرة مع فرقة فليب جانتي، وتصميم أقنعة وسينوغرافيا لعرض عواء الكلاب، ومسألة واجب للمخرج الألماني رايموند روزايروس، وتصميم ونحت اكسسوار أوبرا تانهوز للمؤلف الموسيقي فاغنر في المركز الوطني للفنون المسرحية في بكين.