كتب أيمن قحف
سيدي دولة رئيس مجلس الوزراء المهندس حسين عرنوس المحترم ..
كل عام و أنتم بخير والوطن والشعب بخير ، وهي دعوة صادقة نحتاجها اليوم أكثر من أي وقت مضى ..
اخترت أن أخاطبكم اليوم بشكل علني ، رغم أن بابكم مفتوح لي ولمقترحاتي وافكاري ..
و ستسألون ويسأل البعض : لماذا رسالة علنية و أنت يمكن ان ترسلها بشكل شخصي؟
و هو سؤال وجيه ، و لكن مهنتي كصحفي و مؤرخ للحظة وموثق للحدث من جهة ، ورغبتي في التحدث للحكومة مجتمعة بشخص رئيسها جعلتني أختار هذا التخاطب العلني المباشر .
سيدي الرئيس :
ليست مهمتي تشكيل الحكومات و تعديلها ولا أسمح لنفسي أن أطالب بهذا الأمر فهو حق رئاسي سيادي محكوم باجراءات معروفة ..
لذلك أقتصر على التعامل مع الحكومة الموجودة و أثق بها كمجموعة و أفراد بمقدار ثقة من كلفها ، و اقوم بواجبي الاعلامي والوطني في النقد و تقديم الافكار والمقترحات المفيدة ..
سيدي الرئيس :
تعلمون جيداً أن علاقتي مع الحكومات عمرها 32 عاماً وعاصرت عن قرب سبع رؤساء حكومات و انتم الثامن ، و ربما مئات الوزراء المحافظين والقيادات ، و كنت وما زلت قريباً وصديقاً للكثيرين ، و أعرف و أشاهد و أسمع الكثير الكثير ، وثقة المسؤولين بي جعلتني احظى بالحديث معهم كبشر و أصدقاء و أستمع لأفكارهم بل وهمومهم ، و لكن أخلاق المهنة وقاعدة ( المجالس بالامانات ) تمنعني من استخدام ما ليس مصرحاً لي باستخدامه علناً..
بكل الأحوال ، ومع ما وصلت له البلاد والعباد من ظروف غير مسبوقة ، تجعل من الواجب ان نقف معكم في مهامكم الجليلة و أن نستبدل الشكوى والنقد غير المجدي بالأفكار البناءة..
سيدي الرئيس :
عدد كبير من أفراد حكومتكم أصدقائي ، و أثق بإمكانياتهم ووطنيتهم ونظافتهم ، ولكنني لمست خلال الفترة الماضية عاملاً مشتركاً بين من أتواصل معهم ، وهو ، ولا تتفاجأ سيدي ، أنهم بحاجة لمن يسمعهم بدقة وروية ويعطيهم المساحة الكافية لشرح افكارهم ومقترحاتهم من منطلق انهم رجال دولة و أعضاء في الحكومة وليس فقط ضمن وزاراتهم !!
ستقول لي : ومن يمنعهم؟
و أجيب : نمط وجدول أعمال جلسات مجلس الوزراء تجعل الشرح غير ممكن ، و تجعل الحساسيات ببن الوزراء كبيرة عندما ينتقد احدهم مشروع زميل له !
و يسأل آخر : هل حل مشكلات وزارته لينظر على وزارات اخرى ؟
و أجيب: ما الذي يمنع ؟
أحياناً هناك ظروف موضوعية تتحكم في هذا القطاع او ذاك فهل نلغي عن وزير ما صفته كعضو في الحكومة التي تدير البلد اذا تعثر في ملف ما؟
هل نحرم وزير الكهرباء من ابداء رأيه في ملف الزراعة تحت ذريعة : روح حل مشاكلك بالأول ؟!
سيدي الرئيس :
استمعت خلال الاسابيع الماضية لأفكار مهمة وبناءة تقدم حلولاً جريئة لمعالجة قضايا البلد ، و الجميع لا يجد فرصة للشرح والنقاش بل و تطوير فكرته من بقية الزملاء ..
وقت الجلسة محدود و انتم من موقع الرئيس تحاولون إدارة الوقت بشكل يغطي جميع مواضيع جدول الأعمال ..
بناء على ما سبق :
أقترح تخصيص جلسة أسبوعية ثانية لمجلس الوزراء ، كنوع من التجربة ، يتحدث فيها كل وزير من منطلق أنه عضو في حكومة مطالبة بمسؤوليات كبرى ..
ناقشوا فيها مواضيع الليرة السورية ، والانتاج ، الزراعة والصناعة ، النفط والطاقة ، النقل ،الضرائب ،الاولويات ، الاصلاح الاداري و ستسمع العجب ، ليس هناك خطوط حمر في نقاش بهدا المستوى ، ومع وجود رجل مؤسساتي في موقع رئاسة الجمهورية فصلاحياتكم هائلة ، ولا يجوز السماح لوزير ان يدعي اهتمام ورعاية السيد رئيس الجمهورية لهذا الشأن او ذاك ، فالسيد الرئيس رجل مؤسسات وكل الوزارات والملفات عنده متساوية والثناء والرعاية لمن يخدم البلد والناس أكثر ، وليس لمن يردد عبارة : ( القصة من فوق ) أو ( الموضوع معروض)!!
سيدي الرئيس :
أرجوك اجمعهم ولو لمرة خارج الجلسة الاسبوعية و ستجد أن لديك عقولاً رائعة و رجال دولة ضمن فريقك ينتطرون فقط من يستمع إليهم بصبر ودون ضغط جدول الأعمال..
أنا بخبرة 33 عاماً مع الشأن العام والمسؤولين والملفات الكبرى أثق تماماً أن لدى بعض وزرائكم حلولاً جريئة ورائعة تحتاج فقط لفريق كامل ان يتبناها دون حساسيات الاختصاص ، لأن كل وزير بالأساس يتبنى في معظم الحالات رأي مديريه ومستشاريه ، وبالتالي ليس عيباً أن يستمع لزملاء له بنفس المرتبة !
وتقبلوا فائق الاحترام
وللحديث بقية ..
أيمن قحف