كتب رئيس التحرير
تعرفون القصة الشهيرة عندما كان يجلس عجوزان على مصطبة في البلدة الصغيرة وجاء اليهما سائح أجنبي يسألهما أمراً ما .. تحدث. بالانجليزية فلم يفهماه ، ثم بالفرنسية فالاسبانية فالالمانية دون جدوى .. غادر السائح يائساً ، بينما تبادل العجوزان هذا الحديث: « شفت ما شاء الله كم لغة بيحكي ؟! شفت ، بس خبرني بشو نفعتو كل هاللغات »؟!!
هذه حياتنا وحكوماتنا ومشاريعها .. بعد ست سنوات : كيف انعكس عمل التنمية الاداربة على عمل الناس والمؤسسات وحياة المواطنين ؟ هل تحسن أي شيء يمكن أن ينسب للاصلاح المنشود؟ هل سمعتم بأي معاون وزير أو مدير عام أو امين عام او مدير فرعي حقق نقلة نوعية عمن سبقه؟ هل أفادت المنصة وتجارب المركزي والحكومة الاقتصاد والناس ؟ هل افاد الابداع الخطابي الوطن ؟ هل افاد المحللون والمنظرون وبعض الاكاديميين الوطن والمواطن ؟
يا بني وطني وقيادتي وحكومتي : العبرة في النتائج والمجد للإنسان .. لم يكن الرئيس الراحل حافظ الأسد يطرح شعاراً ليردده الناس ، بل قناعة صحيحة : الإنسان هو غاية الحياة ومنطلق الحياة .. ما نفع أي سياسات أو شهادات أو مهارات خارقة في الحكومة إذا لم تنعكس على حياة الناس ؟! بل أجرؤ على السؤال : ما جدوى الانفاق من مال الدولة والشعب على مسؤولين ومشاريع فاشلة ؟! لا الكلام الجميل ولا الشهادات البراقة ولا احتفالات يعفور الانيقة ولا الخطط بالمحلدات الانيقة تتفع .. ما ينفع هو الانجاز ، هو تحسين معيشة المواطن ..
أيمن قحف