بدأت كليتا الإعلام والعلوم السياسية بوضع نماذج الاختبار المعياري المعتمد من وزارة التعليم العالي لتطبيقه اعتباراً من مفاضلة العام الدراسي القادم للقبول في الكليتين المذكورتين، عبر لجنة مشكلة تشرف على وضع عدد من الأسئلة التي تراعي مهارات الطلبة ومستوياتهم وثقافتهم العامة.
وكشف عميد كلية العلوم السياسية في جامعة دمشق محمد حسون أنه تم البدء بوضع 100 سؤال يختار منها النصف لاعتمادها ضمن الامتحان المعياري المقرر قريباً لمدة 60 دقيقة، تزامناً مع الإعلان عن مفاضلة القبول الجامعي للعام الدراسي القادم، وذلك بالتنسيق مع رئاسة جامعة دمشق ووزارة التعليم العالي.
وأكد حسون أنه تم تشكيل لجنة سرية مختصة تركز على 3 محاور تشمل «تاريخ سورية، والمستجدات العامة، إضافة إلى الأسئلة التي تراعي الثقافة العامة للطلاب»، ذاكراً أن 50 بالمئة هو معدل النجاح في الامتحان للتفاضل مع معدل الطالب في الشهادة الثانوية وذلك للراغبين بالتقدم إلى كلية العلوم السياسية حسب درجاتهم فيه ورغباتهم.
وتوقع عميد كلية العلوم السياسية أن ينخفض عدد المقبولين في الكلية هذا العام لما دون 400 طالب، ولاسيما أن الامتحان المعياري من شأنه أن «يغربل» عدداً من الطلاب، وبالتالي لا يمكن لهم التقدم إلى المفاضلة حتى لو كانت درجاتهم تخولهم ذلك، موضحاً أن الامتحان لن يكون جلسة استثنائية لمجلس الوزراء لمناقشة مستوى تعقيدي، بل على العكس ستكون الأسئلة موضوعية بسيطة تميز الطلاب عن بعضهم البعض.
وأضاف: لو حصلنا مثلاً على نحو 200 طالب أو 250 طالباً هذا العام ذوي نوعية جيدة لديهم الرغبة والمعلومات والمهارات أفضل من 400 طالب لم يكن هناك معيار لتحديد مستوياتهم، وخاصة أنه لا يبقى من السنة الأولى وحتى السنة الرابعة نحو 100 طالب وطالبة.
في السياق أوضح حسون أن العمل يجري على تطوير الخطة الدرسية لتواكب المتغيرات والتطورات الحاصلة، منوهاً إلى وجود 44 مقرراً، ومن الممكن إضافة مواد جديدة أو دمج أخرى أو الاستغناء عن بعض المقررات، وهذا بحاجة إلى موافقة المجالس العلمية المختصة ليصار إلى دراستها ورفعها إلى مجلسي الجامعة والتعليم العالي.
من جانبها بينّت عميد كلية الإعلام بجامعة دمشق بارعة شقير لـ«الوطن» البدء بوضع الأسئلة التي تركز على الذائقة اللغوية والمهارات والحس الاتصالي، والثقافة العامة ضمن المحاور والأساسيات الخاصة بالإعلام.
وأكدت شقير عدم وجود اختبار شفهي، وإنما امتحان معياري من 50 سؤالاً ولمدة 60 دقيقة لاختبار الطلاب الراغبين بالتقدم للقبول في كلية الإعلام، إضافة إلى التركيز في القبول على اختباري اللغتين العربية والإنكليزية.

وأوضحت عميدة الكلية أنه من المتوقع أن ينخفض عدد الطلاب المقبولين في مفاضلة هذا العام عن العام الماضي بعد تطبيق الاختبار المعياري، ولاسيما أن الكلية قبلت العام الماضي نحو 400 طالب في السنة الأولى، ومن مصلحة الطالب معرفة مدى مناسبة هذا التخصص مع قدراته ورغبته وميوله.

وكان وزير التعليم العالي قد اجتمع مؤخراً مع عميدي الكليتين، مستعرضاً السياسات التعليمية والآليات المتبعة في القبول الجامعي خلال السنوات الأخيرة، مع التأكيد على الاختصاصات النوعية، وضرورة تعديل الخطط والمناهج، ووضع جزء من هذه الخطط للتدريب والتأهيل سواء في القطاعات الحكومية أم القطاعات الخاصة لاكتساب الخريج المهارات العملية التطبيقية تمهيداً لدخوله إلى سوق العمل، بما يحقق التوظيف الأمثل لسياسة الاستيعاب الجامعي بشكل يحقق الفائدة للطالب والخريج لتحقيق الكفاءة والعدالة بما ينعكس على قطاع التعليم العالي.

يشار إلى وجود عدد من الكليات تأخذ الموهبة في الاعتبار للقبول فيها مثل الهندسة المعمارية التي يطبق فيها اختبار يدل على الموهبة، وأيضاً كلية الفنون الجميلة والتربية الرياضية والتربية الموسيقية، وللراغبين بالتقدم إلى أقسام اللغتين الإنكليزية والفرنسية.