تسعى مديرية الصرف الصحي في محافظة السويداء إلى تنفيذ جملة من مشروعات الصرف الصحي الحيوية ومحطات المعالجة في مختلف مناطق المحافظة وصلت قيمتها إلى مليار و104 ملايين ليرة وذلك بهدف تأمين الحماية من التلوث الناتج عن هذه المياه والتي تؤثر على الوديان الموسمية والمسيلات والسدود السطحية والمياه الجوفية غير العميقة والمساحات السياحية والأراضي الزراعية والغطاء النباتي.

واوضح المهندس سهيل المسبر مدير الصرف الصحي في السويداء أن هناك 12 مشروعا يجري العمل على تنفيذها تشمل محطة المعالجة المركزية للصرف الصحي في قرية رساس بكلفة 483 مليون ليرة وباستطاعة 3800 متر مكعب يوميا في المرحلة الأولى و4000 متر مكعب في المرحلة الثانية وعدد السكان المخطط تخديمهم نحو 32 ألفا وتهدف إلى معالجة المياه الناتجة عن التجمعات الثلاثة في بلدات الكفر وسهوة الخضر ورساس و محطة المعالجة المركزية في بلدة القريا بكلفة 170 مليون ليرة وباستطاعة نحو2000 متر مكعب يوميا في المرحلة الأولى و3000 متر مكعب في المرحلة الثانية وبتكلفة تشغيلية سنوية تبلغ 5ر3 ليرات للمتر المكعب الواحد وعدد السكان المخطط أن تخدمهم نحو 19 ألفا ومن المتوقع وضع هاتين المحطتين الممولتين من وزارة الإسكان والتنمية العمرانية في الخدمة العام المقبل .

واشار المسبر إلى أن المشروعات الجاري تنفيذها تشمل ثلاث محطات محلية ممولة من الموازنة المستقلة للمحافظة هي حبران بكلفة 55 مليون ليرة وبغزارة تصميمية تبلغ 656 مترا مكعبا يوميا و نمرة بكلفة 52 مليونا و بغزارة 437 مترا مكعبا وسالة بكلفة 27 مليونا و بغزارة 250 مترا مكعبا حيث من المقرر إنجازها قبل نهاية العام الحالي إضافة لمتابعة العمل في تنفيذ عدد من مشروعات خطوط الصرف الصحي التي تشمل مشروع محوري قنوات عتيل بكلفة102 مليون ليرة وبنسبة إنجاز 86 بالمئة ومشروعي المرحلتين الأولى والثانية من الخطوط الرئيسية لمدينة السويداء بكلفة 106 ملايين ليرة وبنسبة إنجاز تتراوح بين 60- 68 بالمئة ومشروع خطوط ومصبات رئيسية في بلدة الكفر بكلفة 39 مليونا وبنسبة إنجاز 81 بالمئة وخطوطا ومصبات في قرية العفينة بكلفة 26 مليونا وبنسبة إنجاز 59 بالمئة وقرية حبران بكلفة30 مليونا وبنسبة إنجاز 30 بالمئة و قرية سهوة بلاطة بكلفة 14 مليون ليرة وبنسبة إنجاز 45 بالمئة.

بين مدير الشركة أنه ستتم المباشرة بتنفيذ محطتي المعالجة المركزيتين في كل من مدينتي السويداء وشهبا بعد تصديق العقد من قبل رئاسة مجلس الوزراء بكلفة تقديرية نحو مليار و100 مليون ليرة لمحطة معالجة مدينة السويداء التي تبلغ استطاعتها التصميمية 25 ألف متر مكعب يوميا ومخطط لها أن تخدم نحو 185 ألف نسمة فيما تبلغ الكلفة التقديرية لمحطة مدينة شهبا نحو 275 مليونا وباستطاعة تصميمية 3350 مترا مكعبا يوميا ومخطط لها أن تخدم نحو 28 ألف نسمة إضافة الى تنفيذ محطة معالجة في مدينة صلخد مستقبلا بكلفة تقديرية تبلغ 90 مليون ليرة وباستطاعة تصميمية 1600 متر مكعب يوميا ومخطط لها أن تخدم نحو 15 ألف نسمة .

وأشار المسبر إلى أن المشروعات المخطط لها وغير المباشر بها تشمل محطة معالجة مدينة السويداء وخطوط ومصبات الصرف الصحي الرئيسية في قرى قنوات وعتيل والمزرعة وريمة حازم ومفعلة فيما تضم المشروعات الجديدة المقترحة محطتي معالجة بلدة ملح التي هي قيد تصديق العقد وباعتماد يبلغ 30 مليون ليرة وعرمان بكلفة 45 مليون ليرة.

ونتيجة للتكلفة المرتفعة لمشاريع الصرف الصحي و كلفة تخديم الفرد الواحد في الشبكة ومحطة المعالجة التي تصل إلى 16 ألف ليرة في الريف و 19 ألفا و500 ليرة في المدن بسبب الطبيعة البازلتية للمحافظة ما يزيد مدة التنفيذ فقد اقترح الدكتور محمد قرضاب الخبير في مجال استخدام الطاقة معالجة مشكلة الصرف الصحي من خلال إحداث محطات معالجة أسرية أو منزلية باستخدام تقنية الغاز الحيوي وخاصة أن معظم سكان الريف البعيدين عن شبكات الصرف الصحي يعانون من مشاكل التلوث الناتج عن المخلفات البشرية ما طرهم إلى اللجوء لاستخدام ما يسمى بالجور الفنية التي تسبب مشاكل في تفريغها بشكل دوري وترتب اعباء مادية على الأسرة ومشاكل بيئية متعددة.

ولفت الدكتور قرضاب إلى أن وحدات معالجة مخلفات الصرف الصحي المنزلية تسمح للأسرة بالتخلص من مخلفاتها و تدوير مياه الصرف الصحي واستخدامها في حديقة المنزل بعد معالجتها وتصفيتها مبينا أن تقنية الغاز الحيوي تشكل وسيلة مهمة لمعالجة مخلفات الصرف الصحي البشرية وتخليص أهل الريف والبيوت المعزولة عن شبكات الصرف الصحي في المدن من المشاكل التي يواجهونها من المخلفات البشرية التي يمكن معالجتها باستخدام وحدات تخمير لاهوائية أو وحدات جاهزة مسبقة الصنع تعتمد على حجز بكتريا التخمر داخل المخمر.

واشار قرضاب إلى أن الأسرة المكونة من عشرة أفراد تحتاج إلى مخمر بحجم كلي يعادل نحو متر مكعب واحد ووحدة تصفية حجمها 2 متر مكعب يتم هضم معظم المواد العضوية داخله ويخرج الماء شبه رائق حيث يسمح حجم المخمر بتجميع المواد العضوية المتبقية داخله لعدة سنوات ويتم اجراء معالجة ثانوية للمياه الخارجة منه بإ جراء عملية تصفية فيزيائية لمياه تكاد تكون خالية من المواد العضوية وشبه نقية ويمكن استخدامها في ري الأشجار ونباتات الزينة المحيطة بالمنزل وإنشاء وحدة معالجة لكل منزل أو لعدة منازل متجاورة .

واوضح قرضاب أن وحدة معالجة مخلفات الصرف الصحي للقرى الصغيرة تتكون من المصافي الخشنة والناعمة ووحدات إزالة الرمال والمعالجة اللاهوائية والأكسدة الهوائية والرملية والتعقيم ومعالجة الحمأة وخزان الغاز الحيوي مشيرا إلى أن تكلفة المحطة الواحدة تبلغ 50 ألف ليرة سورية ويمكن أن تخدم عدة أسر متجاورة ومعالجة المشكلة دون الحاجة إلى عمليات صيانة إضافة للتوفير في المبالغ المرصودة لتنفيذ شبكات الصرف الصحي و استفادة المواطن من المياه المعالجة في إرواء بعض مزروعاته والحصول على الغاز أيضا من تلك المحطات فيما لو اشتركت عدة أسر في محطة واحدة.

ويرى قرضاب الذي نفذ هذا المشروع ضمن منزله منذ عدة سنوات وأعطى نتائج جيدة أن استخدام هذه التقنية سيرفع من مستوى معيشة أهل الريف والسكان الذين يعيشون في أطراف المدن ويخفف من معاناتهم وينعكس إيجابا على حياتهم وبيئتهم داعيا مركز بحوث الطاقة بالتعاون مع الهيئة العليا للبحث العلمي وجامعة دمشق إلى تبني هذا المشروع الرائد لمعالجة مخلفات الصرف الصحي ذات الحجم الأسري باستخدام تقنية الغاز الحيوي ورصد نتائجها لتكون نموذجا يشجع على تبنيها ونشر استخدامها في الريف السوري .

يذكر أن نسبة المستفيدين من شبكات الصرف الصحي في مدينة السويداء تصل إلى 79 بالمئة بينما تبلغ في ريف المحافظة 35 بالمئة.