تجددت الاشتباكات في طرابلس بعنف أكبر على عدد من المحاور مساء أمس، مسفرة عن سقوط 5 ضحايا و50 جريحاً في حصيلة ليست نهائية كما أفادت تقارير إعلامية لبنانية، في وقت ذكرت وكالة الأنباء الفرنسية أن عدد ضحايا الاشتباكات كان 4 ثلاثة منهم في جبل محسن التي استهدفها المسلحون السلفيون على امتداد اليومين الماضيين، وبذلك ترتفع حصيلة ضحايا المواجهات التي اندلعت السبت إلى سبعة، بينهم ضابط في الجيش، و47 جريحاً، بينهم عسكريان.
وأشارت الوكالة الوطنية للإعلام إلى أنه تم قطع الطرق التي تؤدي من طرابلس إلى زغرتا وتلك التي تؤدي إلى ساحة عبد الحميد كرامي حيث تجمع عدد كبير من الأشخاص بذريعة الاحتجاج على استمرار توقيف شادي المولوي، واستنكرت قوى لبنانية ما يجري في الشمال من فوضى للسلاح، معتبرة أنه جزء من مشروع فيلتمان الأميركي ضد لبنان وسورية.
وأشارت التقارير إلى أن «معطيات ومعلومات» بدأت تتكامل عن وجود مخطط لتعميم الفوضى في الشمال وإخراجها عن سلطة الدولة والجيش لإيجاد نقطة ارتكاز لتهريب الأسلحة عبر مرفأ طرابلس وتمرير الإرهابيين برعاية دولية وعربية لاستهداف سورية وأمن الشعب السوري، واستنكرت القوى بحسب التقارير دعوات التحريض التي أطلقها تيار «14 آذار» ودعا فيها إلى حمل السلاح، مؤكدة أن مثل هذه الدعوات تعرض السلم الأهلي اللبناني للخطر، محذرين أهل الشمال من الانجرار لدعوات التحريض الطائفي.
وبدأت الاشتباكات بعد توقيف القوى الأمنية السبت الإسلامي شادي المولوي (27 عاما) للاشتباه بتورطه في «الإرهاب»، وادعت السلطات القضائية اللبنانية الاثنين على شادي المولوي وخمسة أشخاص آخرين بتهمة «الانتماء إلى تنظيم إرهابي مسلح»، بحسب ما أفادت الوكالة الوطنية للإعلام الرسمية، ويتواجد الجيش اللبناني في المنطقة الفاصلة بين جبل محسن وباب التبانة وعلى أطراف المنطقتين، وبسبب استمرار الاشتباكات لم يتمكن الجيش من الانتشار في الأحياء التي تشهد مواجهات تنفيذا لاتفاق تم التوصل إليه الأحد خلال اجتماع ضم رئيس الحكومة نجيب ميقاتي المتحدر من طرابلس وفاعليات سياسية ودينية ومسؤولين أمنيين.